قُتل قائد الكتيبة 630 الإسرائيلية في معركة قطاع غزة، على ما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الإثنين، ما يرفع حصيلة القتلى الجنود إلى 567 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في وقت تحدّثت فيه الولايات المتحدة عن أن الاتفاق حول الأسرى في غزة لا يزال ممكنًا.
وأضافت الصحيفة العبرية أن "الرائد (احتياط) "نتانئيل (ناتي) كوبي، قائد الكتيبة 630 السرية "ب"، قُتل في معركة بقطاع غزة"، دون تحديد موقعها، موضحة أن "حالة من الحزن سادت في حي كريات شموئيل، في مدينة حيفا (شمال)، حيث كان يقطن كوبي".
وبمقتل "كوبي" ترتفع الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي إلى 567 منذ بداية الحرب، من بينهم 230 قتلوا منذ بداية الهجوم البري في 27 أكتوبر الماضي.
فيما بلغ عدد المصابين في صفوف الجيش 2864، من ضمنهم 1327 أصيبوا منذ بداية الهجوم البري، وفق أحدث إحصائية.
وكانت القناة السابعة الإسرائيلية قد أشارت مؤخرًا، إلى أن كتيبة الاحتياط 630 التابعة للواء الجنوبي في "فرقة غزة"، تشارك في الهجوم الإسرائيلي البري في خانيونس جنوبي القطاع.
ومنذ 129 يومًا، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى الإثنين 28 ألفًا و340 شهيدًا و67 ألفًا و984 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
القسام: مقتل 3 من المحتجزين الإسرائيليين المصابين
في سياق متصل، أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم الإثنين، مقتل 3 من المحتجزين الإسرائيليين الثمانية المصابين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة في بيان: "تعلن كتائب القسام عن مقتل 3 من المحتجزين الصهاينة الثمانية الذين أعلنا أمس (الأحد) عن إصابتهم بجروح خطيرة في الغارات الصهيونية الهمجية على قطاع غزة".
وأضاف: "سنؤجل الإعلان عن أسماء وصور القتلى لأيام قادمة، إلى حين اتضاح مصير بقية الجرحى".
والأحد، أعلنت الكتائب عبر منصة "تلغرام"، مقتل أسيرين إسرائيليين في غزة، وإصابة 8 آخرين بجراح خطيرة، في قصف إسرائيلي على القطاع خلال الـ96 ساعة الأخيرة.
وأضافت "القسام" أن "أوضاعهم (الأسرى لديها) تزداد خطورة في ظل عدم التمكن من تقديم العلاج الملائم لهم".
وخلال الحرب المستمرة على قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام في مرات عديدة أن القصف الإسرائيلي على القطاع أدى لمقتل وإصابة العديد من الأسرى الإسرائيليين لديها.
واشنطن: الاتفاق حول الأسرى في غزة لا يزال ممكنًا
في غضون ذلك، اعتبرت الولايات المتحدة الإثنين أن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إرساء هدنة في غزة لا يزال ممكنًا وستكون فوائده "هائلة".
وقالت مصادر مطلعة على التطورات إنه من المتوقع أن يصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى القاهرة يوم غد الثلاثاء لعقد جولة جديدة من المحادثات حول اتفاق بوساطة قطرية، بعد أن رفضت إسرائيل رد حماس الأولي عليه الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين: "كان هناك عدد من البنود التي يتعذر الدفاع عنها في الاقتراح الذي جاء كرد من حماس، لكننا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن وسنواصل مساعينا" لتحقيقه.
وأضاف ميلر قائلًا: "نعتقد أن فوائد (إعلان) هدنة والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن هائلة، ليس فقط بالنسبة إلى الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم، ولكن أيضا بالنسبة للجهود الإنسانية في غزة وقدرتنا على البدء بالسعي إلى حل فعلي ودائم لهذا النزاع".
والاقتراح الذي طُرح لأول مرة خلال محادثات جرت في باريس وجمعت بيرنز مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين والمصريين، يقضي بوقف القتال مؤقتًا مقابل إطلاق حماس سراح المحتجزين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض بعد محادثات الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اقتراح حماس المضاد.
وأعلنت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّها تمكّنت من الإفراج ليل الأحد الإثنين عن محتجزين خلال عمليّة في رفح التي تشهد أعنف المعارك وعمليات القصف وحيث يتكدس 1,4 مليون نازح فلسطيني.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الإثنين أن العملية أدت إلى سقوط نحو مئة شهيد. وجاءت العملية بعد ساعات من محادثة هاتفية جرت بين نتنياهو والرئيس جو بايدن الذي قال إن الولايات المتحدة تعارض الهجوم على رفح دون خطة لحماية المدنيين.
وقال ميلر: "تقييمنا أن هذه الضربة الجوية ليست بداية هجوم واسع النطاق في رفح".
وأضاف: "سنوضح (...) كما فعلنا نهاية الأسبوع الماضي، وكما فعل الرئيس في محادثته خلال عطلة نهاية الأسبوع (...) أنه بدون خطة كهذه ذات مصداقية ويمكنهم تنفيذها، فإننا لا نؤيد إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق هناك".
ويوم أمس الأحد، أكد نتنياهو، نية الجيش مهاجمة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، والتي وصفها بالمعقل الأخير لحركة حماس في غزة، فيما لم يقدم معلومات مفصلة حول موعد تنفيذ الهجوم البري.
ومحافظة رفح، آخر ملاذ للنازحين في القطاع، وفيها حاليًا أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نزحوا من محافظات أخرى تحت وطأة القصف العنيف بقصد دفعهم مجبرين إلى إخلاء مناطقهم بداية من شمال القطاع خاصةً.