السبت 16 نوفمبر / November 2024

مميت وشديد العدوى.. كل ما تحتاج معرفته عن فيروس ماربورغ وسبل الوقاية

مميت وشديد العدوى.. كل ما تحتاج معرفته عن فيروس ماربورغ وسبل الوقاية

شارك القصة

فقرة صحية حول تسجيل أول حالة وفاة بفيروس ماربورغ في غينيا في أغسطس 2021، ضمن برنامج "شبابيك" (الصورة: تويتر)
يعد فيروس ماربورغ الذي كان يعرف سابقًا باسم "حمى ماربورغ النزفية"، من فصيلة الفيروسات الخيطية ويسبب حمى نزفية شديدة ويصل معدل الوفيات فيه إلى 50%.

لا تكاد تهدأ معركة البشر مع أحد الفيروسات حتى تشتعل من جديد، مع فيروس ماربورغ هذه المرة. وقد دق ناقوس الخطر من غانا التي أعلنت السلطات فيها عن اكتشاف إصابتين بالمرض بعد وفاتهما هذا الشهر.

وماربورغ الذي كان يعرف سابقًا باسم "حمى ماربورغ النزفية" هو من فصيلة "الفيروسات الخيطية" التي ينتمي إليها الفيروس المسبّب لحمى الإيبولا النزفية، بحسب منظمة الصحة العالمية

صورة مجهرية لفيروس ماربورغ - موقع منظمة الصحة
صورة مجهرية لفيروس ماربورغ - موقع منظمة الصحة

اكتشف هذا الفيروس لأول مرة عام 1967 بعد رصد إصابات في مركزين واقعين في ماربورغ بألمانيا وبلغراد بجمهورية يوغسلافيا السابقة بسبب أنشطة مختبرية تستعمل نسانيس إفريقية خضراء استوردت من أوغندا.

وأبلغ بعد ذلك عن تفشي المرض في جنوب إفريقيا (1975) وكينيا (في عامي 1980 و1987) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (بين عامي 1998 و2000) وأنغولا (2004-2005) وأوغندا (2007-2021- 2017- 2014).

وفي أغسطس/ آب 2021، أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل غينيا أول إصابة حديثًا بالفيروس المميت. 

هل فيروس ماربورغ معدٍ؟

ورغم أن هذا الفيروس نادر، غير أنّه قادر على إحداث فاشيات خطيرة تتسم بمعدلات إماتة مرتفعة تصل إلى 50%، بحسب منظمة الصحة العالمية. 

لكن معدلات الوفيات الناجمة عن الفيروس قد تراوحت بين 24 و88% في حالات التفشي السابقة، استنادًا إلى سلالة الفيروس وإدارة التفشي، بحسب المنظمة. 

وارتبطت الإصابة بفيروس ماربورغ بالكهوف والمناجم التي تأوي خفافيش الفاكهة "روزيتوس". 

ارتبطت الإصابة بفيروس ماربورغ بالكهوف والمناجم - تويتر
ارتبطت الإصابة بفيروس ماربورغ بالكهوف والمناجم - تويتر

وينتقل الفيروس إلى الإنسان عبر مخالطة أحد المصابين به عن كثب. ويُصاب بالعدوى جرّاء ملامسة دم المريض أو سوائل جسمه الأخرى أو عند التعرض للإبر الملوثة. ويظل المصاب مصدر عدوى طالما أن دماءه تحتوي على الفيروس.

ما هي أعراض الإصابة؟

تتراوح فترة حضانة الفيروس، أي الفاصل الزمني بين الإصابة وظهور الأعراض، من 2 إلى 21 يومًا، بحسب منظمة الصحة العالمية. 

ويبدأ المرض الناجم عن فيروس ماربورغ فجأة، مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم وصداع وتوعك شديدين. كذلك يعاني المصابون من آلام في العضلات.

ويبدأ الإسهال المائي الحاد وآلام البطن والتشنجات والغثيان والقيء في اليوم الثالث للإصابة. ويُظهر المصابون في هذه المرحلة ملامح "شبيهة بالأشباح"، وعيونا عميقة، ووجوها بلا تعبير وخمولا شديدا، بحسب منظمة الصحة العالمية. 

ويصاب العديد من المرضى بمظاهر نزفية حادة بين اليوم الخامس والسابع على الإصابة. 

التشخيص والعلاج

ويصعب تمييز الإصابة بماربورغ سريريًا عن الإصابة بالأمراض المعدية الأخرى مثل الملاريا وحمى التيفوئيد والتهاب السحايا والحمى النزفية الفيروسية الأخرى. لكن التحاليل المخبرية قد تحسم الأمر. 

ولا توجد حاليًا أية لقاحات أو علاجات مضادة للفيروسات معتمدة لعلاج حمى ماربورغ. لكن الرعاية الداعمة عبر علاج أعراض المرض، تُعزز من فرص البقاء على قيد الحياة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يتم تطوير أجسام مضادة لفيروسات مثل "ريمديسيفير" و"فافيبيرافير" كانت قد استخدمت في الدراسات السريرية لمرض فيروس الإيبولا، ويمكن اختبارها أيضًا لعلاج المصابين بماربورغ. 

وفي مايو/ أيار 2020، منحت وكالة الدواء الأوروبية تصريحا لتسويق لقاح Mvabea ضد فيروس الإيبولا وهو يمكن أن يحمي من عدوى ماربورغ، لكن فعاليته لم تثبت في التجارب السريرية، بحسب المنظمة.

ما هي سبل الوقاية؟

تعد التدابير الوقائية التي يمكن للأفراد اتخاذها وسيلة فعالة للحد من انتقال عدوى ماربورغ بين البشر، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالآتي:

  • عدم التعرض لفترات طويلة للمناجم أو الكهوف التي تسكنها خفافيش الفاكهة. 
  • ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة (بما في ذلك الأقنعة) أثناء العمل أو أنشطة البحث أو الزيارات السياحية في المناجم أو الكهوف التي تسكنها مستعمرات خفافيش الفاكهة.
  • طهي جميع المنتجات الحيوانية جيدًا قبل الاستهلاك.
  • تجنب الاتصال المباشر أو الوثيق مع المرضى المصابين، لا سيما سوائل أجسامهم.
  •  ارتداء القفازات ومعدات الحماية الشخصية المناسبة عند رعاية المرضى في المنزل. 
  •  غسل اليدين بانتظام بعد زيارة الأقارب المرضى في المستشفى، وكذلك بعد رعاية المرضى في المنزل.
  • عزل المرضى طيلة مدة حضانة المرض (21 يومًا).
  • تقليل مخاطر انتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، حيث توصي المنظمة بأن يمارس الناجون من ماربورغ الجنس الآمن مع الحفاظ على النظافة الشخصية لمدة 12 شهرًا من ظهور الأعراض.
تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close