أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها النووية تجري تدريبات في إقليم إيفانوفو إلى الشمال الشرقي من موسكو، حسبما نقلت عنها وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم الأربعاء.
وذكرت الوزارة أن نحو ألف جندي يجرون تدريبات في مناورات مكثفة باستخدام أكثر من 100 مركبة، تشمل قاذفات صواريخ "يارس" العابرة للقارات.
وكان السفير الروسي لدى بريطانيا، أندريه كيلين نفى الأحد لجوء بلاده إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية في الحرب على أوكرانيا.
وقال كيلين في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إنه "وفقًا للقواعد العسكرية الروسية، مثل هذه الأسلحة لا تستخدم في نزاعات من هذا القبيل".
واشنطن تزود كييف بصواريخ "هيمارس"
وفيما يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء أن بلاده ستزود كييف بـ"أنظمة صاروخية متطورة" تتيح لها إصابة "أهداف أساسية" في المعارك الدائرة بين قواتها والجيش الروسي.
وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، كتب بايدن "سنزود الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطورًا وذخائر، مما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقّة أكثر أهدافًا أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا".
ولم يوضح الرئيس الأميركي عن أي نوع تحديدًا من الأنظمة الصاروخية يتحدث، لكنّ مسؤولًا كبيرًا في البيت الأبيض قال إن الأمر يتعلق براجمات صواريخ من طراز "هيمارس".
وصرح المسؤول لصحافيين طالبًا منهم عدم نشر اسمه بأن الجيش الأوكراني سيحصل على راجمات هيمارس وصواريخ يصل مداها إلى 80 كلم، واضعًا بذلك حدًا لأيام عدة من التكهنات بشأن طبيعة الأسلحة النوعية الإضافية التي قررت واشنطن تزويد كييف بها للتصدي للهجوم الروسي.
وهيمارس هي راجمات صواريخ تركب على مدرعات خفيفة وتُطلق صواريخ موجهة ودقيقة الإصابة.
وأوضح المسؤول أن الصواريخ التي سترسلها الولايات المتحدة إلى كييف يصل مداها إلى 80 كلم فقط، على الرغم من أن الجيش الأميركي لديه صواريخ من نفس النوعية يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
وحرصت واشنطن على تزويد كييف بهذه الصواريخ القصيرة المدى لأنها تريد أن تضمن أنها ستطال أهدافًا داخل أوكرانيا وليس على الأراضي الروسية.
وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض: إن "هذه الأنظمة ستستخدم من قبل الأوكرانيين لصد التقدم الروسي على الأراضي الأوكرانية لكنّها لن تُستخدم ضدّ الأراضي الروسية".
وكان بايدن أكد لصحافيين صباح الإثنين أن بلاده "لن ترسل إلى أوكرانيا أنظمة صاروخية يمكنها أن تصيب أهدافًا داخل روسيا".
وتندرج هذه الراجمات في إطار حزمة مساعدات عسكرية أميركية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 700 مليون دولار، ويتوقع أن تكشف الإدارة الأميركية عن تفاصيلها الأربعاء.
وفي مقاله أشار الرئيس الأميركي إلى أنه يريد أن تكون أوكرانيا "في أقوى موقف ممكن" في حال دخلت في مفاوضات مع روسيا.
وأضاف بايدن: "نحن لا نشجع أوكرانيا ولا نزودها بوسائل لشنّ ضربات خارج حدودها".
ومنذ بدأت القوات الروسية الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، حرص الرئيس الأميركي على عدم تزويد كييف بأسلحة من شأنها، على حد قوله، أن تجعل الولايات المتحدة شريكة في الحرب إلى جانب الأوكرانيين.
وفي الوقت الذي يواجه فيه الجيش الأوكراني هجومًا روسيًا مكثفًا للغاية في شرق البلاد، شدّد بايدن في مقاله على أنه "لن يمارس ضغوطًا على الحكومة الأوكرانية، لا في السرّ ولا في العلن، لتتنازل عن أراضٍ" لروسيا.
ومنذ أسابيع يطالب الأوكرانيون الغرب بتزويدهم براجمات صواريخ تتيح لهم إصابة أهداف للجيش الروسي من أماكن بعيدة نسبيًا عن خط الجبهة.
ألمانيا تزود اليونان بعتاد مقابل تزويد أوكرانيا بمدرعات سوفياتية
وكنوع من الدعم العسكري لكييف، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء أنه توصل إلى اتفاق مع أثينا يقضي بأن ترسل اليونان إلى أوكرانيا مدرعات من الحقبة السوفياتية مقابل حصولها على عتاد أحدث من برلين.
وعقب قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث التقى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، قال شولتس: "سنضع تحت التصرف آليات مدرعة قتالية ألمانية".
وبحسب معلومات أولية أوردتها وسائل إعلام يونانية، فإن الاتفاق ينص على أن ترسل اليونان إلى أوكرانيا مركبات قتالية مدرعة من طراز "بي إم بي-1" كانت أثينا قد حصلت عليها في 1994، وبالمقابل تعوض برلين أثينا هذا العتاد القديم بمركبات مشاة قتالية أحدث من طراز ماردر.
وخلال مشاركته في المؤتمر العام لحزب الشعب الأوروبي في روتردام بهولندا، جدد ميتسوتاكيس الثلاثاء التأكيد على دعم بلاده لأوكرانيا، مذكرًا في الوقت نفسه بالعلاقات "الوثيقة نسبيًا التي تربط اليونان مع روسيا بسبب جغرافيتنا وتقاليد كنيستنا الأرثوذكسية".
وأضاف رئيس الوزراء اليوناني: "لكن بالنسبة لي، كان واضحًا منذ اللحظة الأولى أنه يتعين علينا اتخاذ القرار الصحيح، ألا وهو دعم أوكرانيا بأيّ طريقة ممكنة".
وسارعت المعارضة اليسارية في اليونان إلى التنديد بالاتفاق بين ميتسوتاكيس وشولتس، مذكرة بمعارضتها للمساعدة العسكرية التي سبق لأثينا أن أرسلتها إلى كييف.
وفي نهاية فبراير أرسلت اليونان، العضو في كلّ من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، معدات دفاعية إلى أوكرانيا بينها خصوصًا رشاشات كلاشينكوف وذخيرة وأسلحة مضادّة للدبابات.
وقال حزب سيريزا اليساري، أكبر أحزاب المعارضة، في بيان إنه "من غير المعقول أن يعلم الشعب اليوناني بهذا النبأ من المستشار الألماني، في وقت لم يقل فيه رئيس الوزراء اليوناني شيئًا خلال مؤتمره الصحافي" في نهاية قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وسبق لألمانيا أن أبرمت اتفاقًا مماثلاً مع جمهورية التشيك لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وهي حاليًا تتفاوض مع بولندا للتوصّل لاتفاق مماثل.
والهدف هو تزويد أوكرانيا بأسلحة هي في أمسّ الحاجة إليها من مخزونات قديمة تعود للحقبة السوفياتية، كي تتمكن من نشرها فورًا في ميدان المعارك سعيًا لوقف الهجوم الروسي.
وتريد ألمانيا تسليم 14 دبابة ليوبارد وعربة مدرعة طراز ليوبارد إلى براغ، مقابل إرسال جمهورية التشيك دبابات تي-72 إلى أوكرانيا.
ولم ينفذ بعد اتفاق تبادل أسلحة مقرّر مع بولندا تتلقى بموجبه وارسو معدات حديثة بدلاً عن عتاد ترسله إلى أوكرانيا.
واتهم الرئيس البولندي أندريه دودا برلين بعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالعتاد العسكري. كما واجهت الحكومة الألمانية انتقادات من كييف ومعارضين في الداخل لبطئها في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
"معركة الغرب"
وفي هذا الإطار، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي عبد الرحمن شحيتلي، أن الجيش الروسي سيقبل على إكمال مهمته في معركته المتواصلة على أوكرانيا للسيطرة على إقليم دونباس.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، أن تراجع الجيش الروسي في حربه على أوكرانيا يعني خسارته المعركة، لافتًا إلى أن موسكو تريد تحقيق نجاح عسكري على الأرض، ليستطيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يبني عليه في الداخل.
ورجح شحيتلي أن تنتهي معركة الشرق خلال أيام، وأن يستكمل الجيش الروسي سيطرته على إقليم دونباس كقاعدة انطلاق بعد التحضيرات اللازمة التي قد تأخذ وقتًا للانطلاق نحو الغرب.
وتابع أن موسكو لن تسكت عن العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، وأنها تتحضر لتطوير هجومها بعد ذلك في غرب أوكرانيا لتدق باب الدول الأوروبية الأساسية.
وأوضح شحيتلي أن ما يقوم به الغرب من دعم عسكري واقتصادي لكييف هو لتأخير تقدم القوات الروسية باتجاه أوروبا.