شهدت الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إحدى أشد المراحل عنفًا في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، على ضوء العدد الكبير للشهداء والمعتقلين.
وقد حذرت السلطة الفلسطينية من انتشار الفوضى وعدم القدرة على السيطرة في عموم المنطقة، إذا استمر العدوان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية المحتلة حتى شهر رمضان.
وقد مرت أربعة أشهر من بداية الحرب لتظهر بأنها الأكثر دموية وعنفًا في الضفة. وهذا ما دلت عليه وقائع الميدان وأحدث الأرقام والمعطيات الموثقة.
وأشارت الأرقام الفلسطينية الرسمية إلى استشهاد أكثر من 380 فلسطينيًا منذ السابع من أكتوبر، ما جعل الأشهر الأخيرة الأكثر قسوة في الضفة منذ ما يزيد عن 20 عامًا.
وقد ارتقى الشهداء إما برصاص الاحتلال أو برصاص المستوطنين، ومنهم من تم اغتياله عبر الطائرات والعمليات الخاصة لقوات الاحتلال، وسط تدمير واسع للبنى التحتية في مدن ومخيمات الضفة، وخاصة جنين وطولكرم.
تضييق وخنق اقتصادي
أما المعتقلون، فتجاوز عددهم في الأشهر الأربعة الأخيرة أكثر من 6870 معتقلًا، وهو رقم قياسي جعل السجون الإسرائيلية تقترب من بلوغ قدرتها الاستيعابية لأول مرة منذ نشوء الاحتلال.
وترافقت الأرقام القياسية لشهداء الضفة ومعتقليها مع تضييق على حركة الفلسطينيين عبر حواجز ثابتة وفجائية في عموم المدن والبلدات الفلسطينية، ناهيك عن خنق اقتصادي ومنع عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين من العمل داخل الخط الأخضر.
في غضون ذلك، تصاعدت اعتداءات المستوطنين واستيلائهم على طرقات وأراض فلسطينية بالضفة وصلت حد التطهير العرقي، وهو تعبير ورد في رسالة تحذير أميركية سرية إلى الحكومة الإسرائيلية، حيث نبهت من أن المستوطن بات هو الحاكم في الضفة وأن لذلك تداعيات خطيرة.
ويأتي كل هذا وسط جهود أقطاب اليمين في الحكومة الإسرائيلية لإقامة مزيد من الوحدات الاستيطانية في الضفة تكون علانية، أو سرية.