بينما تخاض معركة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي لفضح جرائم الاحتلال في غزة، وتبيان مدى صمود أهالي القطاع وبسالة المقاومة الفلسطينية فيه، يقع البعض في فخّ بعض المنشورات التي تروّج لانتصارات غير حقيقية.
فقد انتشرت صورة تظهر أحد جنود الاحتلال مرفقة بعبارة "عاجل"، وتتحدث عن الحالة الثانية خلال 48 ساعة.
وفي التفاصيل، يضيف الشرح المرفق أن من أسماه بـ"الملازم يشوعا مراحيم انتحر في ثكنته العسكرية بغلاف غزة، بعد إصرار قيادته على إرساله في كتيبة تعزيز إلى بيت لاهيا بقطاع غزة، بعد فراره من المواجهات الشهر الفائت، ورفضه القتال بسبب ما أسماه أشباح القـسام".
ما حقيقة انتحار "يشوعا مراحيم"؟
وإن كان رعب جنود الاحتلال من المقاومة في قطاع غزة حقيقة كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، إلا أن الصورة لا تظهر جنديًا إسرائليًا انتحر هربًا من القتال في غزة في الأيام الأخيرة.
ففي البحث عن المصدر، تبيّن أن الصورة المرفقة بالمنشورات حول الانتحار المزعوم لـ"يشوعا مراحيم"، كانت نشرت على موقع "غيتي" للصور، ووزّعتها قوات الاحتلال في يونيو/ حزيران من عام 2005.
أما من يظهر فيها فهو أحد المتطوعين اليهود المتشددين المعروفين بـ"الحريديم" في كتيبة "ناحال الحريدي" أثناء ما يعرف بالتدريب للبقاء على قيد الحياة. وتتكوّن الوحدة من جنود يهود متدينين لا يطلب منهم الخدمة في الجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك، فالصورة فيما تم تداوله حول انتحار يشوعا مراحيم، استخدمتها وسائل إعلام صورة أرشيفية في سياق موضوع إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة في جيش الاحتلال، وهو الأمر الذي يثير جدلًا كبيرًا في إسرائيل، حيث يعارض المتدينون التجنيد في الجيش ويؤكدون أن دورهم يتمثل في دراسة التوراة.
في المقابل، يعترض العلمانيون على ذلك، معتبرين أن الأمر جزء من ميزات يكتسبها اليهود المتشددون تفوق ما يقدمونه للاحتلال.