الخميس 21 نوفمبر / November 2024

منصّات التواصل في مرمى الانتقادات.. لماذا تحارب المحتوى الفلسطيني؟

منصّات التواصل في مرمى الانتقادات.. لماذا تحارب المحتوى الفلسطيني؟

شارك القصة

وُجّهت اتهامات لمنصّات التواصل بتقييد المحتوى الفلسطيني أثناء الحرب على غزة واقتحام المسجد الأقصى، كما أطلِقت حملات لرفض ازدواجية المعايير في حذف الحسابات.

وضع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة منصّات التواصل الاجتماعي في مرمى سهام الانتقادات عربيًا، على خلفيّة الأداء الذي مارسته تجاه "تقييد" المحتوى الفلسطيني، بل "حجبه" بصورة شبه تامّة، بما يخدم الاحتلال وأجندته.

وفي هذا السياق، وُجّهت اتهامات لمنصّات التواصل، ولا سيما موقعي فيسبوك وإنستغرام، بتقييد المحتوى الفلسطيني أثناء الحرب على غزة واقتحام المسجد الأقصى، كما أطلِقت حملات لرفض ازدواجية المعايير في حذف وحظر الحسابات التي تناصر القضية الفلسطينية.

وانتشرت شكاوى من حجب فيسبوك لمنشورات وصور ومشاهد عن الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، توازيًا مع تقييم سلبي لتطبيق فيسبوك على "بلاي ستور" و"آبل ستور"، الأمر الذي دفع فيسبوك تحت الضغط العربي للاعتذار واستحداث مركز لمراقبة المحتوى.

وفي وقت لفتت الانتباه وسوم عدّة، أصبحت من الأكثر تداولًا، تطالب فيسبوك بالحياد في الصراع العربي الإسرائيلي ودعوات للبحث عن بدائل أخرى عن هذه المنصّات عربيًا، تُطرح علامات استفهام بالجملة عن أسباب "محاربة" منصّات التواصل الاجتماعي للمحتوى الفلسطيني، وعن "البدائل" المُتاحة عربيًا.

"حصار" منصّات التواصل ليس بجديد

يرى المصمم وخبير منصات التواصل الاجتماعي مكرم كلاش أنّ الحصار ليس بجديد على سياسات منصّة فيسبوك أو المنصّات التي تتبع للشركة.

ويشير كلاش، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ هذا الحصار بدأ تقريبًا منذ بداية رواج المنصّات الاجتماعية في الدول العربية، حيث كانت دائمًا فيسبوك تتعمد التضييق على المحتوى وحذف أي محتوى تصفه هي بالمحتوى الحساس أو غير المرغوب فيه.

ويلفت إلى أنّ هذا الحصار تجلّى في العديد من النقاشات حول الملفات العربية، مع تركيز على فلسطين أكثر من باقي الدول، ملاحظًا أنّ قوته ازدادت مع ارتفاع نسبة الوعي بتأثير منصّات التواصل على الجمهور العربي، خصوصًا في ضوء المحتوى الذي ينشره ويكشف حقيقة الاحتلال وجرائمه.

تجربة حيّة.. حظر خلال نقل مباشر

من جهته، يؤكد صانع المحتوى الفلسطيني صالح زغاري أنّ التقييد بدأ منذ 2015 عندما بدأت الهبّة الجماهيرية، مشيرًا إلى أنّ سياسة فيسبوك في تلك الفترة كانت حذف المحتوى الفلسطيني والصور والأحداث التي تجري في فلسطين.

ويكشف زغاري، في حديث إلى "العربي"، أنّه شخصيًا عانى من هذا الموضوع، حيث تمّ إغلاق حسابه وحظره أكثر من مرة، إلا أنّه يلفت إلى أنّ هذا الأمر أصبح ملموسًا بشكل واضح جدًا في الفترة الأخيرة.

ويشير إلى أنّه عندما حدث اقتحام المسجد الأقصى، كان يغطّي الأحداث في نقلٍ مباشر، يحضره أكثر من 35 ألف متابع، فتمّ حظره وإخراج الجميع من التغطية.

ويخلص إلى أنّ ما حصل أثبت أنّ قضية الفلسطينيين أصبحت "الترند" حاليًا في العالم، علمًا أنّ أعضاء في الكنيست الإسرائيلي باتوا يطالبون بوضع ميزانية خاصة لمحاربة المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل.

منصّات التواصل "شركات ربحيّة"

ويلفت المدون الفلسطيني أحمد البيقاوي، من جانبه، إلى ما يصفها بـ"خصوصيّة" المحتوى الفلسطيني، مشدّدًا على أهمية استقطاب المؤثرين ورفع صوتهم ردًا على التضييق الحاصل.

ويلفت البيقاوي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الرواية الفلسطينية هي التي تتّم محاربتها بكلّ الوسائل، خصوصًا بعدما أدرك الفلسطينيون على مدار سنوات قدرة وسائل التواصل أن تشكّل بصفحاتها وناشطيها ومجموعاتها أن تقدم روايتها للأحداث.

ويشير إلى أنّ منصّات التواصل أصبحت بهذا المعنى مرجعًا، لافتًا إلى أنّ ما حصل هو أنّ الاحتلال تنبّه إلى أن هناك مساحة عامة افتراضية يجب أن نتعامل معها بشكل جدي، وهو ما أدّى لاستحداث ما يصفه بـ"المراقبة الأمنية".

ويفضّل البيقاوي التعامل مع منصّات التواصل الاجتماعي كما لو كانت "شركات ربحية من السهل الضغط عليها"، فهي في نهاية المطاف تبحث عن ربحها، وهذا هو بيت القصيد في كلّ هذه المسألة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close