أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، منصة عالمية لجمع الأموال لمساعدة كييف على كسب الحرب أمام روسيا، وإعادة بناء البنى التحتية للبلاد.
وجاء حديث الرئيس الأوكراني في وقت ندد فيه الكرملين بتقديم الغرب معلومات استخباراتية لكييف لاستهداف جنرالات روس خلال العملية المتواصلة منذ أكثر من 70 يومًا.
"كل تبرع مهم للنصر"
وفي رسالة فيديو بالإنكليزية نشرها عبر حسابه على تويتر، قال زيلينسكي: "بنقرة واحدة يمكنكم التبرع بأموال لحماية المدافعين عنا وإنقاذ المدنيين وإعادة بناء أوكرانيا، معلنًا عن منصة "يونايتد24". وأضاف: "كل تبرع مهم للنصر".
We launched United24 @U24_gov_ua global initiative. Its 1st component is an online platform to raise funds in support of 🇺🇦. Other projects & programs will be added soon. You can make a donation in 1 click from any country. Together we will win!#united24 #thepoweroffreedom pic.twitter.com/notUt1P3ZF
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) May 5, 2022
من جانبه، قال الكرملين، اليوم الخميس: إنّ توفير الغرب لمعلومات استخباراتية لأوكرانيا "لن يمنع روسيا من تحقيق أهدافها" خلال عمليتها العسكرية.
وجاءت تعليقات الكرملين بعد أنّ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلًا عن مصادر لم تسمها في الاستخبارات الأميركية أن معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني سمحت باستهداف عدد من الجنرالات الروس بالقرب من الجبهة.
وردًا على سؤال بشأن تقرير الصحيفة الأميركية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إنّ "الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو (حلف شمال الأطلسي) ككل سلموا معلومات استخباراتية.. للقوات المسلحة الأوكرانية بشكل دائم".
وقال الكرملين: "ندرك أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يقدمان باستمرار معلومات استخباراتية للجيش الأوكراني"، مضيفًا أنّ "توفير الغرب للمعلومات الاستخباراتية والأسلحة لأوكرانيا لن يمنع روسيا من تحقيق أهدافها".
وأشار إلى فتح ممرات إنسانية من مجمع آزوفستال الذي تحاصره القوات الروسية في مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية.
مقتل 600 مقاتل أوكراني
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت اليوم الخميس عن قصف مواقع ومعاقل أوكرانية عديدة الليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل 600 مقاتل.
وذكرت وزارة الدفاع: "تواصل القوات المسلحة الروسية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا... قُتل أكثر من 600 قومي وتم تدمير 61 وحدة من الأسلحة والمعدات العسكرية".
وأضافت الوزارة أن صواريخها دمرت معدات جوية، في مطار كاناتوفو في منطقة كيروفوراد بوسط أوكرانيا، ومستودعًا كبيرًا للذخيرة في مدينة ميكولايف الجنوبية.
هدنة مطولة
وفي سياق آخر، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس، وجود مدنيين، من بينهم نساء وأطفال، ما زالوا في مدينة ماريوبول المحاصرة، مضيفًا أن هناك حاجة لـ"هدنة مطولة" لتأمين عمليات الإجلاء مع مواصلة روسيا هجومها.
وبعد فشل روسيا في السيطرة على العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من الحرب التي أودت بحياة الآلاف ودمرت المدن، كثفت هجماتها على شرق وجنوب أوكرانيا حيث مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف، أحد الأهداف الرئيسية للهجوم.
وأعلنت روسيا تحقيق النصر في ماريوبول في 21 أبريل/ نيسان، بعد أسابيع من الحصار والقصف، حيث تحاول روسيا عزل أوكرانيا عن البحر الأسود المهم لصادرات القمح والمعادن.
وهذا الأسبوع، استطاعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إجلاء مئات الأشخاص من ماريوبول ومناطق أخرى. لكن مسؤولين أوكرانيين يقولون إن هناك نحو 200 مدني ومقاتلين أوكرانيين ما زالوا محاصرين في شبكة من الثكنات تحت الأرض في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول.
وتعهّدت روسيا بوقف النشاط العسكري في آزوفستال اليوم الخميس خلال النهار، وفي اليومين التاليين للسماح بإجلاء المدنيين، بينما أبدى زيلينسكي في كلمة ألقاها صباحًا استعداد بلاده لتأمين وقف إطلاق نار في ماريوبول.
وأضاف: "الأمر ببساطة سيستغرق وقتًا لإخراج الناس من هذه الأقبية ومن هذه الملاجئ تحت الأرض. وفي الظروف الراهنة لا يمكننا استخدام معدات ثقيلة لشق الطريق عبر الحطام. علينا تنفيذ كل هذا يدويًا".
والأربعاء، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا، أوسنات لوبراني، إنه تم إجلاء أكثر من 300 مدني من ماريوبول ومناطق أخرى في جنوب أوكرانيا، ضمن عملية مشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأضافت: "على الرغم من أهمية هذا الإجلاء الثاني للمدنيين من مناطق في ماريوبول وخارجها، فإن هناك حاجة لفعل المزيد لضمان مغادرة جميع المدنيين المحاصرين وسط القتال إلى الاتجاه الذي يرغبون فيه".