جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء تأكيده على أن الهجوم البري على رفح سيكون "خطأ إستراتيجيًا"، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف التوتر والانخراط في المفاوضات الدبلوماسية.
كما علّق غوتيريش على إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين بسبب الأنشطة العسكرية الإسرائيلية، محذّرًا من أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة التي تضم أكثر من 1.5 مليون فلسطيني.
بالتوازي مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن سيطرة إسرائيل على معبر رفح الحدودي مع مصر جنوبي القطاع حالت دون دخول الأدوية والمعدات الطبية، وعرقلت خروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج.
غوتيريش يطالب بفتح المعابر
في التفاصيل، فقد طالب أنطونيو غوتيريش إسرائيل بإعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم "على الفور" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعيًا حكومة الاحتلال إلى "وقف التصعيد".
وقال غوتيريش للصحافيين: إن "إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم في الوقت عينه يضرّ بشكل خاص بالحالة الإنسانية اليائسة أساسًا، وتابع: "يجب أن يعاد فتحهما على الفور".
كذلك حذّر الأمين العام للأمم المتحدة من أن "هجومًا واسعًا" على رفح المكتظة بالسكان سيكون عبارة عن "كارثة إنسانية".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن صباح اليوم "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر.
وأوضح في بيان أن قواته "قطعت معبر رفح عن محور صلاح الدين، والآن تسيطر قوات مدرعة من اللواء 401 على المعبر بشكل كامل".
بوريل يحذر من عواقب كارثية
أما المفوض الأوروبي السامي للشؤون الخارجية جوزيف بوريل فقد حذّر من عواقب كارثية في رفح مبديًا في الوقت عينه انزعاجه من ترهيب الجنائية الدولية.
فقد حذر بوريل، من خطر وقوع ضحايا مدنيين في رفح، معربًا عن حزنه لغياب اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
جاء ذلك في ختام اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي للتنمية في بروكسل اليوم الثلاثاء، حيث تصدرت الحرب على غزة جدول أعمال الاجتماع.
وحض بوريل دول الاتحاد الأوروبي على ضرورة استئناف الدفعات المالية لوكالة "الأونروا" بشكل كامل، وشدد من جهة أخرى على أن ما وصفه بالترهيب الذي تتعرض له المحكمة الجنائية الدولية، يجب أن يتوقف.
منع سفر الجرحى والمرضى
بدورها، أصدرت وزارة الصحة في غزة اليوم تصريحًا بشأن تداعيات إعلان الجيش الإسرائيلي "السيطرة العملياتية" على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وأكّدت الوزارة أنه "تم إيقاف العمل في معبر رفح نتيجة سيطرة الاحتلال الإسرائيلي عليه، وتم منع سفر الجرحى والمرضى ومرافقيهم لتلقي العلاج خارج غزة".
وأشارت في هذا الإطار إلى "منع القائمة التي من المفترض أن تسافر اليوم الثلاثاء، حسب الكشف المقدم للجانب المصري، ويضم 140 مريضًا وجريحًا".
وأوضحت الوزارة أن "إغلاق معبر رفح منع دخول شاحنات الأدوية والمعدات الطبية ودخول الوقود اللازم للمستشفيات"، منبّهةً من أن "وضع المرضى والجرحى في مستشفيات قطاع غزة صعب جدًا منذ بداية الحرب، نتيجة فقدان أدنى مقومات العلاج والمستلزمات الطبية وانهيار منظومة الصحة".
وعلية طالبت وزارة الصحة في القطاع "الدول التي تعهدت وطلبت قوائم المرضى والجرحى، بالإيفاء والالتزام بتعهداتها والعمل العاجل لسفرهم".
وبسيطرتها على معبر رفح، تكون إسرائيل قد أغلقت المنفذ البري الوحيد الذي يخرج منه جرحى ومرضى فلسطينيون لتلقي العلاج خارج القطاع، في ظل تدهور الوضع الصحي في مناطق غزة جراء العدوان المتواصل.