شيّع آلاف الأردنيين اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد ماهر الجازي، منفذ عملية معبر الكرامة (اللنبي) في 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، التي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين.
وبثت قنوات فضائية مشاهد مباشرة لتشييع الآلاف جثمان الجازي في مسقط رأسه بمنطقة الحسينية التابعة لمحافظة معان جنوبي المملكة.
وظهر جثمان الجازي ملفوفًا بالعلم الأردني ومرفوعًا على الأكتاف، وسط هتافات يرددها المشاركون من قبيل: "يا ماهر ارتاح ارتاح.. احنا نواصل الكفاح"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".
تشييع الشهيد ماهر الجازي
يأتي تشييع جنازة الجازي بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية الأردنية تسلم جثمانه من الجانب الإسرائيلي، الذي احتجزه 9 أيام.
والجازي من قبيلة الحويطات إحدى أشهر قبائل جنوب الأردن، وهو سائق شاحنة من سكان منطقة الحسينية بمحافظة معان.
وفي 8 سبتمبر الجاري، قُتل 3 إسرائيليين إثر إطلاق نار في جسر الملك حسين وفق التسمية الأردنية (معبر اللنبي)، إضافة إلى استشهاد منفذ العملية الجازي.
وأوضحت وزارة الداخلية الأردنية في تحقيق أولي عقب العملية، أن الحادثة "عمل فردي".
وعلى إثر ذلك، أُغلق المعبر الحدودي بين الجانبين بالاتجاهين، قبل إعلان عودته أمام حركة السفر دون الشحن قبل أسبوع.
من هو ماهر الجازي؟
والأسبوع الماضي، أفادت زوجة الجازي، أن ماهر وهو أب لـ6 أبناء أكبرهم يبلغ من العمر 14 عامًا، كان قد أوصل حمولة مياه معدنية معبأة قبل 8 أيام إلى المعبر، وعاد إلى الحسينية بانتظار فحص حمولته وتفريغها عند الجانب الإسرائيلي.
وأضافت زوجته حينها أنه في اليوم الذي سبق توجهه للجسر لاستلام الشاحنة، ذهب برفقة أخيه في رحلة بالبر إلى الصحراء الجنوبية، لصيد طيور الفري قبل العودة إلى البيت، ومع غروب يوم السبت، غادر إلى المعبر ككل مرة دون أن يلحظ أحد عليه شيئًا، وبعدها نفذ عمليته واستشهد.
من جانبهم، أفاد ذوو الجازي أن ابنهم انتقل للعمل في الشحن بعد 20 سنة من الخدمة العسكرية، وبالتحديد في الشرطة العسكرية الملكية، وبسبب حسن سيرته، أرسل ضمن بعثة للعمل في أمن السفارة الأردنية في الولايات المتحدة لمدة 6 أشهر عام 2019.
وكان موقع "حبر" الأردني، قد ذكر الأسبوع الماضي أنه مع بدء الحرب على غزة، تابع ماهر مثل بقية إخوانه مشاهد المجازر على نشرات الأخبار، ولم يبد أي نية لتنفيذ عملية، ولم يتحدث كثيرًا ولا يذكر أهله أنه شارك في أي من المظاهرات دعمًا لغزة، ولم يعرف عنه أنه صاحب فورة غضب على المستوى الشخصي.
وعن السلاح المستخدم في العملية، قالت العائلة إن سلاحه مرخص واشتراه آخر خدمته في الجيش ويحتفظ به منذ سنوات.