يعتبر مرض السرطان سببًا رئيسيًا للوفيات في جميع أنحاء العالم، وسط توقّعات بتسجيل 12 مليون وفاة بالداء الخبيث عام 2025.
ولا تسبّب العديد من أنواع السرطان أعراضًا ملحوظة، على الأقل في المراحل المبكرة، وهو ما يؤخّر الاكتشاف المبكر للمرض ونجاح فرص العلاج، وهو ما ينطبق غالبًا على سرطان الغدد الليمفاوية.
ويُمكن أن يتطوّر سرطان الغدد الليمفاوية، ويُصبح نوعًا أكثر عدوانية بعد بضع سنوات. وفي هذه المرحلة، من المرجّح أن تُصبح الأعراض أكثر وضوحًا وألمًا.
ما هو سرطان الغدد الليمفاوية؟
سرطان الغدد الليمفاوية هو نوع من السرطان يبدأ في خلايا الجهاز الليمفاوي. وينتج جهازك الليمفاوي خلايا الدم البيضاء ويستخدمها، مما يحمي من العدوى والأمراض.
هناك نوعان رئيسيان من سرطان الغدد الليمفاوية: "هودجكين" و"اللاهودجكين" (NHL).
في كثير من الأحيان، يمكن علاج سرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" في وقت مبكر، بينما يعتمد تشخيص "NHL" على النوع المحدد.
أعراض سرطان الغدد الليمفاوية
تختلف أعراض سرطان الغدد الليمفاوية من شخص لآخر، لذلك لا يعاني الجميع من المشكلات نفسها.
كما يمكن أن تكون العديد من الأعراض المرتبطة بسرطان الغدد الليمفاوية غامضة أو ناجمة عن أمراض مختلفة غير مرتبطة بالمرض. لذلك، يجب ألا تفترض أن الشعور بعارض واحد منها يعني حكمًا أنك مصاب بالورم الليمفاوي.
ورغم ذلك، من الحكمة أن تكون على دراية بأعراض سرطان الغدد الليمفاوية المحتملة، واستشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أي منها.
أما أبرز هذه الأعراض فهي:
- تورم الغدد الليمفاوية
- حمى أو قشعريرة
- التعرّق الليلي
- فقدان الشهية
- التعب المستمرّ والمُرهق
- السعال أو ضيق التنفس
- سهولة حدوث كدمات أو نزيف
- فقدان الوزن غير المبرر
- حكة الجلد
تورم الغدد الليمفاوية
تتدلى الخلايا الليمفاوية في الغالب في العقد الليمفاوية، بما في ذلك العنق والفخذ والإبط. كما أنّ الطحال هو موطن للعديد من الخلايا الليمفاوية.
عندما تصاب بعدوى، تقوم العقد الليمفاوية بتجنيد المزيد من خلايا الدم البيضاء لمساعدتها على محاربة العدوى، وهو ما يؤدي إلى تورّمها والشعور بالألم.
ولكن الغدد الليمفاوية عند الأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية قد تتضخّم لأنها مليئة بوفرة من الخلايا السرطانية، وكذلك الأمر بالنسبة للطحال.
عادة لا تكون الغدد الليمفاوية المسرطنة مؤلمة كثيرًا، لكن يمكن للمصاب أن يشعر ببعض الأوجاع.
الحمى أو القشعريرة
أوضح الطبيب المتخصّص في سرطان الدم الحاد والمزمن جاري شيلر في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، لموقع "هيلث" (health.com)، أنّ الإصابة بالحمّى مؤشر على نشاط محفّز في نظام المناعة في الجسم للاستجابة للخلايا السرطانية مثل سرطان الغدد الليمفاوية.
التعرّق الليلي
قد يكون التعرّق الليلي جزءًا من تفاعل جسمك مع المواد الكيميائية التي تنتجها الخلايا الليمفاوية.
فقدان الشهية
يمكن أن تتطور الأورام الليمفاوية في العقد الليمفاوية في البطن أو الأنسجة الليمفاوية في الكبد أو الطحال. لذلك، يمكن أن يؤدي السرطان إلى ظهور أعراض في البطن، مثل: الانتفاخ، والغثيان، والألم، وفقدان الشهية.
إذا أصاب سرطان الغدد الليمفاوية الطحال، يضغط الورم على المعدة، ما يجعلك تشعر بالانتفاخ أو الشبع بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.
وقد تؤدي الأورام الليمفاوية التي تُصيب الكبد، إلى تراكم السوائل في بطنك، وهو ما يُشعرك بالانتفاخ.
كما يمكن أن يسبب سرطان الغدد الليمفاوية في المعدة تورمًا في بطانة المعدة، ما يسبّب الألم أو الغثيان. ويمكن أن يسبب سرطان الغدد الليمفاوية في الأمعاء ألمًا في البطن أو إسهالًا أو إمساكًا.
التعب المستمر والإرهاق
بالنسبة للأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية، غالبًا ما ينجم الإرهاق عن فقر الدم.
وفقر الدم هو نقص في خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم.
ونظرًا لأن الأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية يفرطون في إنتاج الخلايا الليمفاوية، فهناك مساحة أقل في نخاع العظام لإنتاج خلايا صحية أخرى، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء.
السعال أو ضيق التنفّس
تبدأ الأورام الليمفاوية في بعض الأحيان في الغدة الزعترية الموجودة في الصدر. فإذا انتفخت الغدة الزعترية أو الغدد الليمفاوية الأخرى في صدرك، فقد تضغط على القصبة الهوائية وتؤدي إلى السعال أو ألم الصدر أو ضغط على الصدر، كما يُمكن أن تتسبّب الغدد الليمفاوية المتضخّمة في تجمّع السوائل حول رئتيك.
يمكن أن تسبّب الغدد الليمفاوية المتورّمة في الصدر أعراضًا مثل: السعال الجاف، والضيق في التنفّس، والتنفّس بصوتٍ عالٍ، وآلام خلف عظمة الصدر، وضغط على الصدر.
ويُمكن أن تسوء هذه الأعراض عند الاستلقاء.
الكدمات أو النزيف
الكدمات أو النزيف مرتبط بنقص إنتاج الخلايا السليمة. قد لا ينتج الأشخاص المصابون بسرطان الغدد الليمفاوية ما يكفي من الصفائح الدموية، مما يساعد على تجلّط الدم.
فقدان الوزن غير المبرّر
يُعتبر فقدان الوزن بحوالي 10% من وزن الجسم الأساسي أو أكثر على مدى ستة أشهر دون تغيير نمط الأكل والتمارين المعتاد بمثابة علامة حمراء.
يحدث فقدان الوزن أحيانًا لأن الخلايا السرطانية تنمو بسرعة أكبر بكثير من الخلايا الطبيعية وتستهلك طاقة أكثر من الخلايا السليمة. كما يستخدم جسمك الطاقة لمحاولة التخلّص من الخلايا السرطانية.
ويُعتبر فقدان الوزن أكثر شيوعًا في الأورام اللمفاوية سريعة النمو مقارنة بالأنواع بطيئة النمو.
حكة الجلد
إذا كنت قد بدأت مؤخرًا في الشعور بحكة غير معتادة، خاصة في اليدين أو الساقين أو القدمين، فقد يكون ذلك مرتبطًا بالورم الليمفاوي. يمكن أن تكون حكة الجلد شديدة وقد تسبب أيضًا إحساسًا بالحُرقة.
يُصاب بعض الأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية أيضًا بطفح جلدي مرئي، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا.
ويعتقد الخبراء أن الحكّة المستمرة ناتجة عن إطلاق الجهاز المناعي لمواد كيميائية تسمّى السيتوكينات والتي يمكن أن تُهيّج النهايات العصبية في الجلد.
يمكن أن تؤثر الحكة الناتجة عن سرطان الغدد الليمفاوية على الجلد بالقرب من العقد الليمفاوية المصابة، ومناطق سرطان الغدد الليمفاوية الجلدية، وأسفل الساقين، وحتى الجسم كلّه.
لذلك، يجب استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من حكة تؤثر على جسمك بالكامل، أو استمرت لأكثر من أسبوعين.
قد لا تكون الأعراض التي تعاني منها ناتجة عن الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية. ولكن الاستشارة الطبية الفورية قد تجنّبك تطوّر المرض فيما لو تعلقت تلك الأعراض به، وتزيد من فرص نجاح العلاج.
