الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

"أبل" ونهاية عالم السيارات الذي نعرفه

"أبل" ونهاية عالم السيارات الذي نعرفه

شارك القصة

تصميم افتراضي لما يمكن أن يكون سيارة تصنعها آبل (وول ستريت جورنال)
تصميم افتراضي لما يمكن أن يكون سيارة تصنعها "أبل" (وول ستريت جورنال)
تملك شركة "أبل" الموارد اللازمة للعمل بمفردها، باعتبارها مصنِّعَ سيارات جديد من الألف إلى الياء، كما يمكنها بناء نظام تشغيل متكامل للسيارة التي ستصنعها.

كانت السيارة لمدة قرن من الزمان، عبارة عن نظام ميكانيكي التشغيل يضم المحرك، وناقل الحركة، وعمود القيادة، والمكابح، وما إلى ذلك، ثم جُلبت أجهزة الاستشعار والمعالجات الإلكترونية لمساعدة هذا النظام.

لكن المفاهيم تغيرت بعد ذلك، وكانت النتيجة سيارات تحتوي على العشرات أو المئات من الرقائق الدقيقة المتخصصة.

وبعد أن انتقل صانعو السيارات إلى المحركات الكهربائية وأنظمة الترفيه المتطورة والتحكم في ثبات السرعة، تحتاج السيارات إلى أجهزة كمبيوتر مركزية للتحكم في كل هذه الأشياء، ما يفتح الباب أمام شركاء جدد في الصناعة التي تغيرّت معالمها وشروط الكسب فيها، كشركة "أبل" مثلًا، بحسب "وول ستريت جورنال". 

"أبل" وصناعة السيارات

كانت "أبل" تخطط لدخول عالم السيارات منذ سنوات، وتنفق مبالغ ضخمة على توظيف المئات، ثم تلغي أدوارهم عندما تتغير أولوياتها، بحسب "وول ستريت جورنال".

واتصلت الشركة مؤخرًا بشركات تصنيع السيارات، بما في ذلك "هيونداي" بشأن شراكة التصنيع المحتملة، ثم شهدت محادثات فاشلة، من دون أن يتضح ما الذي كانت "أبل" تنوي تجرته.

ويقول بيتر فينتل، مدير التكنولوجيا والابتكار في شركة كابغيميني للهندسة الألمانية، وهي جزء من شركة متعددة الجنسيات تعمل مع العشرات من صانعي السيارات ومصنعي قطع الغيار: "لا أحد يعرف ما إذا كان ما ستبتكره "أبل" سيارة أم منصة تقنية أم خدمة تنقل".

تندفع العديد من شركات التكنولوجيا الأخرى، بما في ذلك "إنتل" و"هواواي" و"أمازون" وغيرها إلى عالم السيارات. وفي الوقت نفسه، يحاول صانعو السيارات التقليديون مثل "فورد"، و"جنرال موتور"، و"تويوتا"، وغيرهم، بالإضافة إلى مورِّدي السيارات القدامى، أن يتصرفوا مثل تلك الشركات التكنولوجية وأن يستثمروا بتوظيف مطوري البرامج.

من الأجهزة إلى البرامج

وبحسب الصحيفة، يشير يوهانس ديشمان، الشريك في شركة ماكنزي الذي يتمتع بخبرة في البرمجيات والإلكترونيات في السيارات، إلى أن أكثر السيارات تعقيدًا تحتوي اليوم على ما يصل إلى 200 جهاز كمبيوتر، وهي ذكية بما يكفي للقيام بوظائفها في التحكم بكل شيء بدءًا من المحرك ونظام الكبح الأوتوماتيكي إلى مكيف الهواء ووسائل الترفيه.

وتميل أجهزة الكمبيوتر هذه، التي تصنعها مجموعة متنوعة من المورِّدين، إلى تشغيل برامج احتكارية، مما يجعلها غير متاحة إلى حد كبير حتى لصانعي السيارات.

وكان لـ"تسلا" دور فعال في دفع صناعة السيارات في اتجاه جديد. وبعد ذلك، تدافع صانعو السيارات لبناء أو تشغيل أنظمة تشغيل السيارة بالكامل.

وتواجه "أبل" قرارًا صعبًا في هذا السياق، ففي حين أن لديها فرصة لاستعراض برامجها الهائلة وخبرتها في صناعة الشرائح لإنشاء منصة من الجيل التالي لمن يدفع السعر الأعلى، تميل الشركة إلى إطلاق منتجات تحمل علامتها التجارية الخاصة، وليس باعتبارها صانعة لمكونات منتجات الآخرين.

ويقول ريان روبنسون، المتخصص في صناعة السيارات: إن التعقيد وتكلفة تصنيع وتسليم المركبات بالآلاف، ناهيك عن الملايين - وجعلها آمنة - هو السبب في انضمام العديد من شركات التكنولوجيا إلى شركات السيارات، بدلًا من محاولة بناء سياراتهم الخاصة.

"أبل" تملك الإمكانيات

وبحسب "وول ستريت جورنال"، تمتلك "أبل" بالفعل واجهة "كار بلاي إن داش" لأجهزة آيفون. لكنها تقتصر على وظائف مثل الترفيه والملاحة، ولا علاقة لها بالتكامل والقدرات الأعمق المطلوبة لنظام تشغيل حقيقي للمركبة.

وأظهرت "أبل" أيضًا قدرات هائلة في تصميم أنواع الرقائق الدقيقة وأجهزة الاستشعار التي تتطلبها السيارات الذكية، على الرغم من أنها موجودة حاليًا بشكل أساسي في أجهزة "آيفون" و"آيباد" و"ماك".

كما يمكن لشركة "أبل" بناء نظام تشغيل لسيارة كاملة وتشغيله، لكن الشركة تسعى إلى التكامل كلما أمكن ذلك، للتحكم في كل جانب من جوانب تجربة المستخدم، بحسب الصحيفة.

ففي شهر فبراير/ شباط من هذا العام، انهارت محادثات شراكة بين "أبل" و"هيونداي"، وبعد ذلك مباشرة، أشارت "نيسان" إلى أنها قد تكون على استعداد للعمل مع "أبل".

وتملك "أبل" الموارد اللازمة للعمل بمفردها، باعتبارها صانع سيارات جديد من الألف إلى الياء. ولكن ليس هناك ما يشير إلى أن هذا هو هدف الشركة.

وإذا كانت "تسلا" هي النموذج هنا، فليس من الواضح سبب رغبة المديرين التنفيذيين في "أبل" في تحمل العملية المعقدة لبناء قدرات التصنيع والاختبار والخدمة التي يتطلبها هذا المسار.

سيارات ذاتية القيادة

ونظرًا لأن صناعة السيارات تتجه نحو خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة، فإن إصرار "أبل" على الحصول على البرامج والأجهزة وتطويرها للمركبات الكهربائية ذاتية القيادة، يمكن أن يشير إلى طموحاتها على المدى الطويل.

وبحسب الصحيفة، يمكن لشركة "أبل" وغيرها تصميم المركبات التي تحمل علامتها التجارية وتشغيلها باعتبارها جزءًا من الخدمة التي تقدمها، مع عدم وجود أي أثر للمصنّع الفعلي عليها، كما يقول السيد ديشمان.

ومن المحتمل جدًا أن ينتهي الأمر بشركة "أبل" بإنفاق المليارات على محاولات تطوير سيارة كهربائية من دون إطلاق أي منتج. أو ربما تقدم منتجًا أو خدمة تتلاشى. ومن المحتمل أن تكون وسائل النقل مختلفة جدًا من حيث النطاق والتعقيد، بحيث تكون الطريقة الوحيدة للنجاح هي من خلال التعاون الكبير الذي لا تشتهر به "أبل".

تابع القراءة
المصادر:
وول ستريت جورنال
Close