الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

متحور كورونا الجديد.. هل ينجح العالم في تخطي الأزمة؟

متحور كورونا الجديد.. هل ينجح العالم في تخطي الأزمة؟

شارك القصة

تمتلك النسخة الجديدة من كورونا القدرة على الانتشار بسرعة أكبر، وتمتلك طفرات أكبر ما قد يصعّب مهمة اللقاحات في تأمين الحماية المجتمعية للمواطنين.

بعد أن ظن العالم أنه في طريقه للتخلص من فيروس كورونا بفعل اللقاحات وتوفر الأدوية اللازمة، ظهر متحوّر جديد حمل اسم "أوميكرون" ليعيد القلق عالميًا.

وقد يكون المتحور الجديد مختلفًا عن سابقيه، ما دفع الكثير من الدول إلى البدء باتخاذ إجراءات احترازية.

ويبدو أن المعركة مع كورونا خرجت عما هو متوقع، لكن الخوف اليوم أن يمتد خطره ويتجاوز القطاع الصحي، ليصيب القطاع الاقتصادي أيضًا.

قلق حول العالم

وتبدو غامضة الأيام الأولى لظهور المتحور الجديد من كورونا. وفي بروكسل، أول منطقة أوروبية يظهر فيها الوافد الجديد، يعيش الناس حالة من القلق والخوف من مستقبل مجهول.

ووفق الأخبار المتداولة، فإن جنوب إفريقيا هي المصدر للمتحور الجديد، في ظل نظام صحي متهالك في هذه البلاد.

وبحس المعلومات الأولية، فإن النسخة الجديدة من كورونا قادرة على الانتشار بسرعة أكبر، وتمتلك طفرات أكبر ما قد يصعّب مهمة اللقاحات في تأمين الحماية المجتمعية للمواطنين.

المحسوم حتى الآن، أن القلق من فيروس كورونا عاد ليحتل العالم، وعاد الوباء ليتصدر الأخبار في مختلف الدول، لينذر بموسم إغلاق جديد على أبواب الأعياد.

مركب واحد

في هذا السياق، يرى الخبير في السياسات الصحية خالد فتحي أنه مع بدء إنتاج اللقاحات، بدأت الدول المتقدمة بتلقيح شعوبها بسرعة.

ويشير فتحي، في حديث إلى "العربي" من الرباط، إلى أن "دول العالم أغلقت حدودها ونسيت مبدأ التعاون الدولي وتركت الدول الفقيرة في مواجهة مصيرها.

ويذكّر فتحي بأن متحور دلتا ظهر في الهند والمتحور الجديد في جنوب إفريقيا، "وهي دول ذات كثافة سكانية كبيرة ما يدل على عدم قدرة هذه الدول على تلقيح شعوبها".

ويقول: "المشكلة اليوم تكمن في عدم الإنصاف في توزيع اللقاحات، وعدم استيعاب بعض الدول بأن المعركة الحالية هي للعالم كله، حيث يعيش كل سكان الكوكب في مركب واحد".

ضرورة التطعيم

من جهته، يعتبر المختص في الأمراض الباطنية آدم بطاينة، أن "المشكلة في المتحور الجديد أنه ظهر في أماكن ينتقل فيها بطريقة أسرع، وفي مجتمعات لم تحصل بعد على المناعة الكاملة".

ويلفت بطانية، في حديث إلى "العربي" من نوتنغهام، إلى أن "المعلومات عن المتحور الجديد لا تزال ضئيلة، والشيء الوحيد المشترك اليوم هو الخوف عند المواطنين".

ويقول: "يجب توخي الحذر في كل العالم، لأننا لا نعلم بعد طبيعة الشيء الذي نواجهه".

ويضيف: "أهم موضوع اليوم أن نتذكر أن نسبة اللقاحات المرتفعة، جعل نسب الإصابات الخطيرة قليلة، وهذا شيء إيجابي ينبهنا على ضرورة التطعيم".

حرية فردية

بدوره، يعتبر الباحث الحقوقي إسماعيل خلف الله أن المشكلة التي واجهت العالم في الأسابيع الماضية هو مبدأ "الحرية الشخصية" الذي دفع بعض الناس للامتناع عن التطعيم.

ويرى خلف الله، في حديث إلى "العربي" من باريس، أن بعض الناس حول العالم هاجموا القوانين التي تجبر على التطعيم وفق مبدأ "الحرية الشخصية".

ويقول: "إذا نظرنا إلى المفهوم القانوني للحرية الفردية، فهي تكون مبنية على عدم المس بحرية الآخر وألا تضر بالطرف الآخر".

ويضيف: "منع السفر ومنع التحرك كلها تقييدات وتصب مباشرة في المس بالحريات الفردية، لذا يجب العمل اليوم على إلزام الجميع بالتطعيم بدل منع المواطنين من ممارسة حقوقهم بالسفر والتنقل".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close