يشكّل الرجال نسبة كبيرة بشكل غير متناسب من وفيات كوفيد-19 في الولايات المتحدة، حيث يمثلون 54.4% من حالات الإصابات المميتة بالفيروس، وفقًا لبيانات جديدة أصدرها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا.
ويتبيّن الفارق الكبير بين الجنسين بشكل أكثر وضوحًا في مدينة نيويورك تحديدًا، حيث أن 57.5% من وفيات كوفيد-19 هي من الرجال، وفقًا لإدارة الصحة بالمدينة، وفق موقع "نيويورك بوست".
في المقابل، يشكل الرجال نسبة 49.3% فقط من سكان الولايات المتحدة و47.7% من حالات الإصابة بكورونا، بحسب مركز السيطرة على الأمراض.
وهذا الأمر عززّ حيرة العلماء ودفعهم إلى القيام بمزيد من الأبحاث لاستخلاص سبب تفاوت نسبة الوفيات بين الجنسين.
نمط حياة الرجال يعرّضهم للخطر
ويعزو بعض الخبراء السبب، إلى أنماط الحياة "الأقل صحة" عند الرجال عمومًا بحيث يتردد قسم كبير منهم في طلب الرعاية الطبية.
فقد قالت الدكتورة جيسيكا جاستمان، أستاذة علم الأوبئة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا: "على الأرجح هذه الأرقام هي انعكاس لعوامل نمط الحياة عند الرجال، مثل التدخين وشرب الكحوليات".
وتكشف أيضًا أنه "بشكل عام تلتزم النساء بنسبة أكبر بحضور مواعيد الأطباء أكثر بكثير من الرجال كما وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة".
وأضافت: "لذلك لدي حدس بأن النساء يكشفن إصابتهن بأعراض كوفيد-19 في مرحلة مبكرة أكثر من الرجال".
وبالتالي، إذا انتظر الرجل المصاب بكورونا-19 حتى يصبح الأمر خطيرًا للغاية قبل أن يذهب إلى المستشفى، فهو بالتالي قد قلل فرصه بالبقاء على قيد الحياة في وقت يجدر به السعي للحصول على الرعاية في أقرب وقت.
ما علاقة اللقاح؟
وتكمل جاستمان أن العوامل الأخرى التي قد تساهم في ارتفاع معدل وفيات الذكور يمكن أن تشمل معدل التطعيم المرتفع نسبيًا لدى النساء.
فوفقًا لبيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن 62.9% من النساء الأميركيات تلقين التطعيم بالكامل، مقابل 58.7% من الرجال.
لكن الطبيبة لم تستبعد أيضًا وجود "أسباب بيولوجية" محتملة لوفاة النساء بمعدل أقل جراء كورونا، بما في ذلك الاختلافات الهرمونية أو احتمال أن الرجال لديهم عدد أكبر من مستقبِلات الفيروس التي تنظم قدرته على العدوى وإحداث المرض.