الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

زلازل المريخ تكشف للعلماء عن "مفاجآت" في تكوين الكوكب

زلازل المريخ تكشف للعلماء عن "مفاجآت" في تكوين الكوكب

شارك القصة

أتاحت البيانات المأخوذة من أداة قياس الزلازل في مسبار "إنسايت" التركيز على معالم باطن كوكب المريخ (غيتي)
أتاحت البيانات المأخوذة من أداة قياس الزلازل في مسبار "إنسايت" التركيز على معالم باطن كوكب المريخ (غيتي)
بيّنت النتائج التي ركزت على بنية المريخ الداخلية التي كانت تُعتبر "غير مفهومة"، أن قلب الكوكب الأحمر أكبر مما كان يُعتقد في السابق.

استطاع العلماء فهم تركيب كوكب المريخ، منها التقديرات الأولية لحجم قلبه الضخم وسمك القشرة وطبيعة الغطاء، وذلك من خلال موجات زلزالية ناتجة عن زلازل رصدها المسبار الآلي "إنسايت" التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) الذي هبط عام 2018 لبدء أول مهمة لدراسة أعماق المريخ، حيث كشف عن أكثر من 700 زلزال معظمها متواضع الشدة.

وركّزت هذه النتائج، التي تم الكشف عنها أمس الخميس، على ما كان يُعتبر بنية داخلية غير مفهومة جيدًا لهذا الكوكب، حيث قدمت بعض المفاجآت.

وتختلف الموجات الناتجة عن هذه الزلازل من حيث السرعة والشكل عند الانطلاق عبر مواد مختلفة داخل كوكب، وقد أتاحت البيانات المأخوذة من أداة قياس الزلازل في مسبار "إنسايت"، والتي تشمل حوالي 30 زلزالاً، التركيز على معالم باطن الكوكب.

مكوّنات المريخ

ونتيجة هذه الدراسة، وُجد أن قلب المريخ يبلغ قطره حوالي 2275 ميلاً (3660 كم)، وهو أكبر مما كان يعتقد في السابق.

ويشير هذا إلى أن القلب، المكون في الغالب من الحديد والنيكل، أقل كثافة مما كان معروفًا سابقًا مع وجود عناصر أخف مثل الكبريت والأكسجين والكربون والهيدروجين تمثل نسبة كبيرة بشكل غير متوقع.

وتختلف قشرة المريخ، وهي الطبقة الخارجية تمامًا من الناحية الجيولوجية عن قشرة الأرض. وتنقسم قشرة الأرض إلى صفائح ضخمة تتحرك بلا هوادة فوق طبقة صخرية داخلية تسمى غطاء، في عملية تسمى صفائح تكتونية.

وقالت بريجيت كنابماير إندرون عالمة الزلازل بجامعة كولونيا في ألمانيا والتي أشرفت على إحدى ثلاث دراسات عن باطن المريخ نشرت في مجلة ساينس: "نظرًا لعدم وجود صفائح تكتونية نشطة على المريخ، لا يحدث شيء مماثل هناك. وهذا يعني أيضًا أن قشرة المريخ قديمة جدًا".

ويمتد غطاء المريخ المحصور بين القشرة والقلب حوالي 970 ميلاً (5601  كيلومترًا) تحت السطح.  ويختلف تكوينه عن تكوين الأرض مما يشير إلى نشوء الكوكبين من مادة مختلفة عندما تشكلا قبل أكثر من 4.5 مليار سنة.

مقارنات مع الأرض

ويبلغ قطر كوكب المريخ، وهو رابع كوكب بعدًا عن الشمس، حوالي 4220 ميلاً (6791 كم) بينما يبلغ قطر الأرض حوالي 7926 ميلاً (12755 كم).

وقال بروس بانيردت، العالم المتخصص في جيوفيزياء الكواكب بمختبر الدفع النفاث التابع لناسا وهو رئيس مهمة "إنسايت": "الأهمية الحقيقية لهذه النتائج هي أنه للمرة الأولى، أصبح لدينا بالفعل قياسات لأبعاد أو أحجام المكونات الأساسية لكوكب المريخ".

وأضاف بانيردت: "قبل ذلك، كان كل ما لدينا هو مقارنات مع الأرض، وحسابات نظرية واستنتاجات غير مباشرة من ملاحظات أخرى مثل كيمياء النظائر التتبعية لنيازك المريخ".

وأكد أن "الفهم الذي سنكتسبه من هذا، لن ينطبق فقط على المريخ بل على تكوين وتاريخ الأرض وأي كوكب صخري آخر في نظامنا الشمسي أو ما بعده".

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
Close