أصبح تنين كومودو، أكبر سحلية في العالم، مهدّدًا بالانقراض مع ارتفاع منسوب المياه بسبب أزمة المناخ، مما أدى إلى تقليص موطنه الطبيعي، وفقًا لآخر تحديث لـ"القائمة الحمراء"، بحسب صحيفة "الغارديان".
ويعيش تنين الكومودو، المتوطن في حفنة من الجزر الإندونيسية، على حافة الغابة أو في السافانا المفتوحة، ونادرًا ما يغامر على ارتفاع يزيد عن 700 متر فوق مستوى سطح البحر.
وقد يؤثر ارتفاع مستويات المياه على 30% من موطنها الطبيعي في الـ45 عامًا القادمة، وفقًا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة "أي يو سي أن" الذي غير حالته من معرضة للخطر إلى مهددة بالانقراض.
إجراءات عاجلة للحفاظ على الكومودو
وتم الإعلان عن هذا التحديث في المؤتمر العالمي لـ"أي يو سي أن" في مرسيليا، وهو الأول لتنين كومودو منذ أكثر من 20 عامًا.
يأتي ذلك بعد أن خلصت الورقة الأولى التي تمت مراجعتها حول كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة العالمي على السحالي العملاقة؛ إلى أن "إجراءات الحفظ العاجلة مطلوبة لتجنب خطر الانقراض".
وبالإضافة إلى عدم قدرتها على الانتقال إلى أرض مرتفعة، فإن موطن تنانين كومودو أصبح مجزأ بشكل متزايد بسبب النشاط البشري، مما يجعل السكان أقل صحة وراثيًا وأكثر عرضة للخطر. ويُعتقد أن نطاق موطنها في جزيرة فلوريس في جنوب شرق إندونيسيا قد تقلص بأكثر من 40% بين عامي 1970 و 2000.
وقال جيراردو غارسيا، أمين الفقاريات واللافقاريات في حديقة حيوان تشيستر: "إنه بسبب الضغط البشري، يتم قطع الغابة ببطء وتختفي، وتتأثر السافانا بالحرائق والتدهور. هذا هو السبب في أن الحيوانات موجودة حقًا في جيوب صغيرة".
تنين كومودو
واكتشف الأوروبيون تنانين كومودو فقط في أوائل القرن العشرين، وسرعان ما فتنوا بهذه المخلوقات. ويصل طول الكومودو إلى 3 أمتار ويزن أكثر من 150 كيلغراما، ويتغذى بشكل أساسي على الخنازير التي تعيش في الغابات والغزلان والجاموس وخفافيش الفاكهة.
وعندما يهاجمون، يتسبب لعابهم السام في انخفاض ضغط دم فرائسهم فجأة ويوقف تجلطه، مما يتسبب في صدمة لهم. وعلى الرغم من أوراق اعتمادهم الدامية، ما زلنا نعرف القليل عنهم لأنهم خجولون جدًا، بحسب "الغارديان".
Komodo dragon in danger of extinction as sea levels rise. World’s largest lizard moves from vulnerable to endangered on IUCN red list of threatened species. 📌https://t.co/noSvmysIBg pic.twitter.com/nrsWH8uXck
— Eduardo Guevara (@_EGuevara) September 4, 2021
وقال غارسيا، الذي كان شارك في مشروع مدته ثلاث سنوات مع منظمة "كومودو يورفايفل بروغرام" الإندونيسية غير الحكومية: "إنهم اكتشفوا المكان الذي كانوا يعيشون فيه في فلوريس ويأملون الآن في القيام بمزيد من الحفظ المركّز والعمل المجتمعي في تلك المناطق". وأضاف: "الحيوانات في منتزه كومودو الوطني مستقرة ومحمية حاليًا".
38000 نوع من الحيوانات مهددة بالانقراض
ومن بين 138000 نوع في القائمة الحمراء المحدثة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، هناك أكثر من 38000 نوع مهدد بالانقراض. وقدّم الاتحاد أيضًا إعادة تقييم شاملة لأنواع أسماك القرش والأشعة، حيث أصبح 37% منها مهددين الآن بالانقراض بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل وأزمة المناخ. وتتحمل أسماك القرش والشفنين عبء الحظ السيئ لبيولوجيتها أيضًا - فهي تتكاثر ببطء وبأعداد منخفضة، مما يعني أنها أبطأ في الارتداد مقارنة بالأنواع الأخرى.
كما تضمن تحديث القائمة الحمراء بعض الأخبار السارة - أربعة من أصل سبعة أنواع من التونة التي يتم صيدها تجاريًا - التونة الأطلسية زرقاء الزعانف، والبلوفين الجنوبي، والبكور، والزعانف الصفراء - في طريقها إلى الانتعاش، وذلك بفضل إدخال حصص الصيد في السنوات العشر الماضية.
