أعلنت وزارة الثقافة العراقية أنّ الشاعر سعدي يوسف توفي اليوم الأحد عن عمر ناهز 87 عامًا في العاصمة البريطانية لندن بعد صراع مع المرض.
وكان يوسف، الذي يعد أحد أخصب وأغزر الأقلام الشعرية العربية المعاصرة، يرقد في المستشفى منذ أبريل/ نيسان بعد تدهور حالته الصحية بسبب مرض السرطان.
وجاء في بيان لوزارة الثقافة: "لقد كان الشاعر سعدي يوسف من الشعراء الذين أثروا الشعرية العربية بالحداثة، ومثّل مع الشاعرين محمود درويش وأدونيس أبرز رموز الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين بما قدمه من إنجازات أدبية".
في المنافي الإختيارية أو الإجبارية.. العراق يفقد مبدعيه.. #سعدي_يوسف ينضم الى قطار الراحلين. pic.twitter.com/mA5qMKq5Tg
— Hasanain Qays (@hasanain_qays) June 13, 2021
من هو سعدي يوسف؟
ولد يوسف في مدينة أبي خصيب بمحافظة البصرة عام 1934 وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد عام 1954 قبل أن يعمل بالتدريس والصحافة الثقافية.
غادر العراق في السبعينات وأصدر أكثر من 40 ديوانًا شعريًا على مدى نحو نصف قرن كما كتب القصة القصيرة إضافة إلى ترجمة العديد من الكتب، وكان لتنقله بين عدد من المدن العربية والغربية الأثر البالغ على تجربته الشعرية.
من دواوينه (القرصان) و(بعيدًا عن السماء الأولى) و(الأنهار الثلاثة) و(الساعة الأخيرة) و(الأخضر بن يوسف ومشاغله) و(شرفة المنزل الفقير) و(الشيوعي الأخير) و(خريف مكتمل) و(حفيد امرئ القيس).
حصل على عدد من الجوائز منها جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبي وجائزة متروبوليس في مونتريال من كندا.
أصداء الرحيل
ومع إعلان خبر إعلان الوفاة رسميًا انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي رسائل العزاء من أحبّة وزملاء وقرّاء "الشيوعي الأخير".
ونعاه عدد كبير من الشعراء العرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي منهم الفلسطيني تميم البرغوثي والمصري سمير درويش والأردني حسن ناجي والمغربي محمد العناز وكذلك زاهر الغافري من سلطنة عمان.
كذلك نعاه الروائي العراقي المُقيم في أميركا سنان أنطون، مقتبسًا بعض كلماته.
«سوف يذهبُ هذا #العراقُ إلى آخرِ المقبرةْ/سوف يدفنُ أبناءَه في البطائحِ ، جيلاً فجيلاً/ويمنحُ جلاّدَه الـمغفرةْ/لن يعودَ العراقُ الـمُـسَمّى/ولن تصدحَ القُبّرةْ/فامشِ، إنْ شئتَ، دهراً طويلا/وادْعُ- إنْ شئتَ – كلَّ ملائكة الكونِ/كلَّ شياطينِهِ.»#سعدي_يوسف
— Sinan Antoon سنان أنطون (@sinanantoon) June 13, 2021
من جهته، نعى الباحث العراقي لقاء مكي الشاعر الراحل، معتبرًا أنّه "تخلّى عن مغانم كثيرة تهيّأت له خلال نصف قرن بسبب مبادئه"، ومؤكّدًا أنه ترك "إرثًا عظيمًا من الشعر والمواقف".
غادر #سعدي_يوسف الدنيا، وهو يحمل معه نفسه الأبية. هذا الشاعر الفحل، تخلى عن مغانم كثيرة تهيأت له خلال نصف قرن، بسبب مبادئه، ويكفيه أنه لم يخض مع الخائضين، لا سيما بعد الاحتلال، وقد كان يمكنه أن يضع لنفسه تمثالا في كل ميدان بالعراق. رحل سعدي تاركا إرثا عظيما من الشعر والمواقف.
— د. لقاء مكي (@azzawil) June 13, 2021
أما الروائي اليمني المقيم في فرنسا علي المقري فاعتبر أنّ "عدن كانت تبدو كفقاعة في ذاكرة سعدي يوسف"، مشيرًا إلى أنّه "كان شاهدًا على فورة أحلامها وفجيعة خرابها".
كانت عدن تبدو كفقاعة في ذاكرة سعدي يوسف، تظهر دائما في أحاديثه وكتاباته حيث كان شاهدا على فورة أحلامها وفجيعة خرابها. اليوم تفقد عدن أحد أعلامها الذين مروا ولم يغادروها أبدأ. تفقد الكتابة العربية أحد المشاغبين الكبار، مجد الكتابة وحريتها. لتنم روحك بسلام pic.twitter.com/FX6MXHEPZG
— Ali Al Muqri علي المقري (@AliAlMuqri) June 13, 2021