تزايدت المخاوف بشأن أزمة الغذاء في سوريا جراء تفاقم قلة محصول هذه السنة من القمح، بالإضافة إلى أسعاره العالية جدًا في الأسواق.
وتشق آلة الحصاد ببؤس طريقها في حقول القامشلي بالشمال السوري، إذ إن الجفاف لم يترك لها شيئًا لتحصده، ليجني المزارعون فقط خيبات الأمل نتيجة شح محصول هذا العام.
كما تحالف الجفاف هذا العام مع موجة غلاء كل شيء من مازوت وأسمدة وأدوية زراعية، ومقارنة مع السنوات الماضية تراجع الحصاد بنسبة 70% وفق ما يؤكد الفلاحون في الشمال السوري.
عرض لا يلبي الطلب
ويتكل العديد من السوريين إلى مخازن الحبوب لسد جوعهم، بحيث منعت عنهم الحرب الأوكرانية البدائل وصار لا بد للشعب المثقل أصلًا بالمتاعب، أن يكتفي فقط بالمحصول المحلي الذي تنتجه تربة بلادهم بمشقة.
ووفق نبيلة محمد رئيسة هئية تطوير المجتمع الزراعي في القامشلي، من المتوقع أن يدخل إلى مخازن الحبوب هذا العام نحو 450 ألف طن، فيما أن احتياجات المنطقة لا تقل عن 600 ألف طن.
وتردف محمد: "ستتكفل الإدارة الذاتية بتأمين النقص للتأكيد من توافر الخبز أو الطحين لجميع المواطنين".
وفي وقت قد تبعد القامشلي عنها بالحد الأدنى شح الغذاء، فإن هناك عدد كبير من مناطق سوريا المنسية حيث يعارك السوريون لأجل لقمة العيش ولا أحد يضمن هزيمة خطر الجوع الذي يلوح في كل أفق.
موسم 2022 من أسوأ ما مر على سوريا
في هذا الخصوص، يرى واصف الزاب المدير العام للشركة العامة لتخزين وتسويق الحبوب التابعة للحكومة المؤقتة أن موسم 2022 هو من أسوأ المواسم التي مرت على سوريا بعد موسم عام 2021 الذي كان أصلًا عاطلًا".
فمن غازي عنتاب، يشرح الزاب لـ"العربي" أسباب تصنيفه هذا قائلًا إن القمح المطري أو البعلي لم ينتج نهائيًا في كل أنحاء سوريا، حتى في مناطق الاستقرار الأولى كان الإنتاج معدومًا تقريبًا.
ويردف المدير العام للشركة العامة لتخزين الحبوب أن الاعتماد كان بالتالي على القمح المروي، الذي يحتاج بدوره إلى ميزانية عالية من محروقات وأسمدة وعوامل إضافية مثل مواد المكافحة، وهي كلها غير متوفرة نتيجة الارتفاع العالي بأسعارها.
كما لفت الزاب إلى بروز مشكلة إضافية وهي نوعية البذور، بحيث أنه قبل عام 2011 كانت أصناف القمح السوري عالية الإنتاج ومقاومة لظروف الجفاف، إلا أن هذه الأصناف كلها لم تعد موجودة في سوريا، على حد قوله.
أما عن البدائل، فيقول الزاب إنها تختلف بحسب مناطق السيطرة "فالنظام دائمًا ما يطلق وعودًا لا يحققها منها توزيع الخبز عبر ما يعرف باسم البطاقات الذكية".