رغم وقع التسمية والتشابه اللفظي وفي بعض الأعراض، إلا أن اضطراب السكري الكاذب لا يرتبط بداء السكري المعروف بنوعيه، والذي ينطوي بدوره على ارتفاع مستويات السكر في الدم.
ولعل أبرز مساحات التشابه بينهما تكمن في الشعور بالعطش، والتبوّل الزائد. غير أن الأمر يصل مع السكري الكاذب، وفي الحالات الشديدة جدًا، إلى حدّ أن يتخلص المرء ممّا يصل إلى 20 لترًا من البول في اليوم، على ما يورد مقال منشور في موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (Nhs.uk).
ما هو السكري الكاذب؟
يُعتبر اضطراب السكري الكاذب داءً نادر الحدوث، وهو يُصيب 1 من بين 25 ألف شخص، ويُمكن أن يظهر في أي عمر.
وقد وصفته دراسة نشرها موقع "ريل سيمبول" حديثًا بأنه اضطراب يؤدي إلى اختلال التوازن السوائلي في الجسم وإدرار كميات كبيرة من البول، ما يجعل الإنسان يشعر بالعطش الشديد.
وبحسب الخبراء، يُعد داء السكري الكاذب كلوي المنشأ في بعض الأحيان، حيث يصاب به المريض عند الولادة أو بعدها لسبب جيني وراثي، ما يؤدي إلى حدوث تغيّرات دائمة في قدرة الكلى على تركيز البول.
ما هي أعراض السكري الكاذب؟
عند البالغين، تشمل أعراض داء السكري الكاذب الشعور بالعطش الشديد بشكل مستمر، والحاجة إلى التبول كثيرًا، ولا سيما أثناء الليل بعد الإفراط في تناول مشروبات باردة.
ويشير المقال على موقع الخدمات الصحية الوطنية، إلى أثر هذين الأمرين على يوميات المصاب، وخصوصًا على أنماط نومه وأنشطته اليومية.
وفي ما يخص الأطفال، يمكن للأم أن تلاحظ علامات المرض عندما يعاني الطفل من صعوبة في النوم، والإصابة بحالات قيء، وارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الوزن، وتأخر النمو.
ما هي أنواع داء السكري الكاذب؟
يُمكن الحديث عن أربعة أنواع من اضطراب السكري الكاذب هي:
- السكري الكاذب المركزي: قد تحدث الإصابة بهذا النوع نتيجة: تلف الغدة النخامية، أو إصابة في الرأس، أو خلل جيني، أو اضطراب وراثي يظهر عند الشخص بعد الولادة بفترة قصيرة.
- السكري الكاذب الذي يُعد كلوي المنشأ: يحدث نتيجة وجود خلل في بنية الكليتين يجعلهما غير قادرتين على الاستجابة بشكل صحيح للهرمون المضاد لإدرار البول.
- السكري الحملي الكاذب: يحصل هذا النوع نادر الحدوث أثناء الحمل عندما يعمل أحد الإنزيمات، التي تنتجها المشيمة، على تدمير الهرمون المضاد لإدرار البول لدى الأم.
- السكري المعطش الكاذب: يمكن أن تتسبب هذه الحالة في إنتاج كميات كبيرة من البول المخفّف بعد شرب كميات كبيرة من السوائل.
عوامل تزيد من خطر الإصابة
إلى ذلك، يشير موقع "مايو كلينك" (Mayoclinic.com) إلى عوامل تزيد خطر الإصابة بداء السكري الكاذب، ومما يورده في هذا الإطار:
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب داء السكري الكاذب.
- تناول أدوية معينة على غرار مدرّات البول التي قد تؤدي إلى مشكلات في الكلى.
- المستويات العالية من الكالسيوم أو المستويات المنخفضة من البوتاسيوم في الدم.
وبحسب الموقع، لا علاج لداء السكري الكاذب، لكن الإجراءات التي يمكن اتباعها تسهم في التخفيف من أعراضه، فيتم العمل على التخفيف من حدة العطش والتقليل من كمية البول والوقاية من الجفاف.
