أطلق موقع تويتر شعاره الجديد المتمثل بعلامة "إكس" بيضاء على خلفية سوداء ليحل محل الطائر الأزرق، فيما تستعد الشركة لتغيير علامتها التجارية قريبًا إلى "إكس".
وتعد خطة إيلون ماسك لتغيير العلامة التجارية خروجًا عن نهج كثير من خبراء التسويق الداعين إلى ضرورة الحفاظ على العلامات التجارية وشعاراتها.
ويأتي احتمال تغيير اسم تويتر في مرحلة تواجه فيها هذه المنصة صعوبات كثيرة، ولا سيما بعدما تخلى ماسك عن نحو نصف الموظفين، وتراجع العائدات الإعلانية أيضًا إلى حوالي النصف.
ومساء الأحد أيضًا، غير ماسك صورة صفحته الشخصية إلى شعار الشركة الجديد الذي وصفه الملياردير الأميركي بأنه "حد أدنى من فن الديكور" وحدّث رابط سيرته الذاتية إلى "إكس.كوم" الذي يعيد التوجيه الآن إلى "تويتر.كوم".
وأشار كذلك إلى أنه بموجب الهوية الجديدة للموقع، سيطلق على المناشير تسمية "إكس".
إزالة شعار "#تويتر" من واجهة مقر الشركة في #سان_فرانسيسكو بولاية #كاليفورنيا الأميركية، بعد تغييره من العصفور الأزرق إلى علامة "X" pic.twitter.com/mjSQmD6wiF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 24, 2023
وبعد استحواذه على تويتر العام الفائت لقاء 44 مليار دولار، غيّر ماسك في أبريل/ نيسان 2023 اسم الشركة إلى "إكس كورب"، فيما يتطرق بصورة مستمرة إلى مشروعه المتمثل في تنويع النشاطات التي توفرها تويتر، مع إمكان تقديم خدمات مالية، على غرار منصة "وي تشات" في الصين.
نهاية زمن العصفور الأزرق
وكانت منصة "تويتر"، تأسست عام 2006، واستمدت اسمها من صوت تغريد أو زقزقة الطيور، التي كانت شعارًا لها منذ الأيام الأولى عندما اشترت الشركة رمزًا لطائر أزرق مقابل 15 دولارًا فقط.
وفي أبريل الفائت، جرى تغيير شعار الطائر مؤقتًا إلى صورة الكلب الموجود على عملة "الدوجكوين" المشفرة، وهو ما ساعد في زيادة القيمة السوقية للعملة بأربعة مليارات دولار.
وظهر العصفور الأزرق للمرة الأولى على الشعار عام 2010، بجانب كلمة تويتر، قبل أن يتفرد على الشعار منذ عام 2012 حتى صباح الإثنين.
ومنذ العام الماضي، لم يعد موقع Twitter شركة مستقلة حيث تم دمجها مع شركة تم تشكيلها حديثًا باسم X Corp.
#إيلون_ماسك يغير شعار منصة #تويتر من العصفور الأزرق إلى علامة "X" #شبابيك#TwitterX pic.twitter.com/3IOimDE7GA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 24, 2023
وتواجه الشبكة الاجتماعية عددًا كبيرًا من التطبيقات المنافسة، أبرزها "ثريدز" الذي أطلقته شركة "ميتا" أخيرًا.
وفي مواجهة ذلك، تحرك رئيس "سبايس إكس" نحو إدخال المدفوعات والتجارة إلى المنصة، بحثًا عن إيرادات جديدة.
وتضم المنصة حوالي 200 مليون مستخدم نشط يوميًا، لكنها تواجه أعطالًا تقنية متكررة منذ أقال ماسك عددًا كبيرًا من موظفيها.
واستجاب العديد من المستخدمين والمعلنين على حد سواء بشكل عكسي للرسوم الجديدة التي فرضها ماسك على خدمات كانت مجانية قبل استحواذه على المنصة، وتغييراته في إدارة المحتوى وإعادة الحسابات التي كانت محظورة.
كذلك، أطلقت "ميتا" الشركة الأم لفيسبوك هذا الشهر أيًضا منصة منافسة لتويتر أطلقت عليها "ثريدز" ولديها الآن ما يصل إلى 150 مليون مستخدم، وفقًا لبعض التقديرات.
ما أسباب تغيير شعار تويتر إلى علامة "إكس"؟
وفي هذا الإطار، يوضح الصحافي المختص في الإعلام الرقمي حمدة خشتالي، أن التغيير في منصة تويتر لم ينطلق اليوم بل بدأ منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وهو بشكل تدريجي يتجه إلى رؤية ماسك نحو تطبيق "كل شيء"، الذي يمكن من خلاله دفع فواتير، وحجز تذاكر السينما، والتواصل مع الأصدقاء، والاطلاع على الأخبار وحتى الاتصال بالفيديو، معتبرًا أن تغيير اسم المنصة خبر حزين لعشاق التغريدات ولعشاق العصفور الأزرق الذي لطالما تعودوا عليه.
ويضيف في حديث إلى "العربي" من استديوهات لوسيل، أن "إكس" هو رمز للشيء المجهول، لذلك فإن ماسك يتجه إلى أن تكون تويتر شركة ربحية، لأن المنصة وعلى مدار التاريخ لم تكن كذلك، وكانت تعتمد على أموال المستثمرين.
ويرى الخشتالي أن حرية التعبير على منصة تويتر كانت مزايدات وإيلون ماسك بالنهاية هو رجل أعمال وهمه الأول هو الشق التجاري، معتبرًا أنه يعمل على توظيف الزخم الكبير الموجود في هذه المنصة نحو مشروعه الجديد.
وبشأن قدرة تطبيق "إكس" على منافسة خدمات وتطبيقات أخرى، يوضح الخشتالي أن السوق سيحكم هذه القدرة، وهذا يعتمد أيضًا على مدى تفاعل المستخدمين مع التطبيق الجديد ومع ما يأتي به من خدمات، معربًا عن اعتقاده أن الخدمة القادمة والتي يدفع باتجاهها تويتر هي الاتصال بالفيديو والصوت، وهذه الخدمة ستكون فقط للحسابات الموثقة وبالتالي دفع الناس أكثر باتجاه توثيق حساباتهم.
وفيما يعرب عن اعتقاده أن إيلون ماسك يراهن بشكل أكبر على الخدمة المدفوعة داخل هذا التطبيق، يشير الخشتالي إلى أن مالك تويتر ربما سيذهب أبعد من ذلك بحيث بدأت بعض الإجراءات في المنصة من خلال الحد في الاستخدام لغير الحسابات الموثقة.
ويشير الخشتالي إلى أنه سيكون هناك العديد من المحاولات من بعض الشركات بعد خطوة تويتر لبناء تطبيقات خارقة للسيطرة وأخذ السبق سواء في السوق الأميركي أو العربي أو غيرهما.
ويخلص إلى أن مفهوم التواصل الاجتماعي تغير بالفعل، بعد اعتماد المنصات على المحتوى المرئي، متسائلًا عن مصير شريحة من السياسيين والصحفيين ومحبي تويتر الذين تعودوا على هذه المنصة.
