أفادت مراسلة التلفزيون العربي اليوم الأربعاء، بأن صمتًا رسميًا يسيطر في إسرائيل إزاء عملية تفجير أجهزة "بيجر" في لبنان، والتي أسفرت أمس عن استشهاد 9 أشخاص بينهم طفلة وإصابة 2800، منهم 200 بحالة حرجة، في حصيلة غير نهائية، وفق بيان وزارة الصحة اللبنانية.
وقالت مراسلتنا كريستين ريناوي من القدس المحتلة، إن هذا الصمت الرسمي إجراء تتبعه تل أبيب في الكثير من العمليات التي نُفذت على الأراضي اللبنانية، ومنها اغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في يوليو/ تموز الفائت، وكذلك على الأراضي الإيرانية، كاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية في طهران.
خلفيات هجوم "بيجر"
وأوضحت ريناوي أن التفاعل الإسرائيلي مع الهجوم لا يزال ضمن المستوى الإعلامي، حيث أفاد موقع "واللا" العبري اليوم نقلًا عن مصادره، بأن توقيت تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية "بيجر" في لبنان أمس، جاء نتيجة خوف إسرائيل من أن يكتشف عناصر حزب الله أنها تحمل ثغرة أمنية.
وبحسب ادعاء الموقع الإسرائيلي، فإن تل أبيب كانت تطمح لأن تستغل هذه الضربة بشكل استباقي في حرب شاملة، في محاولة لشل قدرات الحزب اللبناني بشكل مؤقت.
وأشارت ريناوي إلى أنه رغم تلك التسريبات، لا يمكن فصل هذا الهجوم عن السياق العام.
وذكّرت بأن التفجيرات تمت بعد أن صدّق الكابينت الأمني والسياسي الإسرائيلي على إضافة بند إعادة سكان الشمال إلى منازلهم كهدف رابع من أهداف الحرب الإسرائيلية المتواصلة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كلمة نصر الله
وهذه الخطوة، ترافقت مع تهديدات إسرائيلية، وسط مشاورات أمنية استمرت أمس لساعات طويلة شارك فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، وكبار أعضاء المؤسسة الأمنية، وهي مشاورات أدت إلى تعطيل وتجميد إقالة غالانت.
أما على الأرض، فقالت ريناوي إن إسرائيل تعيش حالة تأهب وسط ترقب رد من حزب الله على هجوم أمس، حيث استبعدت وسائل إعلام عبرية أن يتجاوز الحزب الرد، باعتبار أن الهجوم كان بمثابة عدوان على السيادة اللبنانية، ومس بالمواطنين المدنيين، وفق مراسلة التلفزيون العربي.
وفي لبنان، أكد حزب الله أن أمينه العام، حسن نصر الله، سيتحدّث عصر الخميس عن آخر التطورات، وذلك بعد بيان شدد فيه الحزب على أنه سيواصل عمليات الإسناد لقطاع غزة.
وأشار إلى أن "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء، التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ومجاهدينا في لبنان".