من بينها جائحة كوفيد.. كيف انعكست الأزمات العالمية على مكافحة الإيدز؟
تحت عنوان "خطر"، أصدرت الأمم المتحدة تقريرها السنوي لمكافحة مرض الإيدز، وقد أظهر التقرير، أن وباء كوفيد-19 وتقلص الموارد بالإضافة إلى الأزمات العالمية الأخرى كالحرب في أوكرانيا، أعاقت المعركة العالمية ضد فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز.
وعلى الرغم من مواصلة الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في الانخفاض العام الماضي في جميع أنحاء العالم بنسبة 3,6% مقارنة بعام 2020، إلا أنه أقل انخفاضًا منذ عام 2016.
كما أن عدد المصابين بالإيدز الذين يحصلون على العلاج استمر في الارتفاع عام 2021، لكنه بلغ فقط نحو 1,5 مليون مقارنة بمليونين في السنوات السابقة، ما يعد أقل ارتفاعًا على هذا الصعيد منذ عام 2009.
وأوضحت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية ويني بيانييما، أن الاستجابة لوباء الإيدز خرجت عن مسارها بسبب الأزمات العالمية من تفشي الإيدز وكوفيد-19، إلى الحرب في أوكرانيا والأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عنها.
وفي هذا الإطار، قال الأستاذ والمستشار في علاج الأمراض المعدية ضرار بلعاوي: إن أرقام الإصابات بفيروس نقص المناعة هي في حالة انخفاض، حيث بلغت حسب التقرير الأممي 3,6% مقارنة بالسنوات الماضية، مستبعدًا زيادة في أعداد المصابين بالإيدز.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من رام الله وسط الضفة العربية، أن العامل الأهم الذي أدى إلى تراجع مكافحة فيروس الإيدز، هي جائحة كوفيد-19، بحيث تم ضخ جميع موارد الدول الغنية لمكافحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى عوامل أخرى كجدري القرود، وعدم الاستقرار السياسي كالحرب الأوكرانية، فضلًا عما سماه "ضجر البحث" من قبل الباحثين من دون الوصول إلى نتيجة.
وشدد بلعاوي على ضرورة أن تبقي الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والدول ذات الاقتصادات القوية دعمها للدول ذات الاقتصادات المنخفضة والمتوسطة لدعم جهودها في مكافحة الإيدز.
وبيّن أن هناك أسبابًا عديدة وراء ظهور الكثير من الفيروسات في الوقت الراهن، منها ما هو سياسي واقتصادي وحتى أسباب مناخية، فضلًا عن الحروب ونقص الدعم المالي الذي سيؤثر على الوصول إلى الأدوية والخدمات الصحية.