أطلق قمر اصطناعي إيراني محمولاً بصاروخ روسي من قاعدة في كازاخستان اليوم الثلاثاء، وفق مشاهد حيّة بثّتها وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس".
وأظهرت المشاهد صاروخًا من طراز "سويوز-1.2ب" يحمل قمر "خيّام" الاصطناعي ينطلق من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان التي تديرها روسيا في الوقت المحدّد للعملية عند الساعة 5,52 بتوقيت غرينتش.
ويهدف القمر الذي يرجح أنه يحمل هذه التسمية نِسبة إلى العالم والشاعر الفارسي عمر الخيّام الذي عاش بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر، إلى "مراقبة حدود البلاد" وتحسين الإنتاجية في مجال الزراعة ومراقبة موارد المياه وإدارة المخاطر الطبيعية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
Footage of the launch of Russia's Soyuz rocket carrying Iran's remote sensing satellite Khayyampic.twitter.com/Ul2HgoLCEp
— Kian Sharifi (@KianSharifi) August 9, 2022
وأعقب الإعلان عن إطلاق القمر، زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران في 19 يوليو/ تموز، حيث التقى الرئيس إبراهيم رئيسي والمرشد علي خامنئي الذي دعا لتعزيز "التعاون الطويل الأمد" بين البلدين.
وكان بوتين نفى في يونيو/ حزيران 2021، تقارير صحافية أميركية عن نية روسيا توفير نظام متطور للأقمار الاصطناعية لحساب إيران بغرض تحسين قدراتها في مجالات التجسس.
وتؤكد إيران أن برنامجها الفضائي هو لأغراض مدنية ودفاعية حصرًا، ولا يخالف أي اتفاقات دولية، بما فيها الاتفاق مع القوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي الذي أبرم عام 2015، وانسحبت الولايات المتحدة منه في 2018.
وسبق للجمهورية الإسلامية أن أطلقت أقمارًا صناعية مباشرة من أراضيها، آخرها قمر "نور 2" العائد للحرس الثوري، في مارس/ آذار الماضي.
وغالبًا ما تلقى النشاطات الفضائية الإيرانية، إدانة دول غربية على خلفية المخاوف من لجوء طهران لتعزيز خبرتها في مجال الصواريخ البالستية عبر إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء.
والأحد، أكدت إيران أن القمر الصناعي العائد لها والمقرر أن تطلقه روسيا الأسبوع المقبل، سيكون تحت سيطرتها "من اليوم الأول"، نافية تقارير أميركية عن استخدامه من قبل موسكو في إطار حربها ضد أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأسبوع الماضي، أن المسؤولين الأميركيين قلقون من بدء تعاون فضائي بين روسيا وإيران خشية أن يساعد القمر الصناعي روسيا في أوكرانيا ويتيح لإيران أيضًا "قدرات غير مسبوقة" لمراقبة الأهداف العسكرية المحتملة في إسرائيل والشرق الأوسط الأوسع.
انسحاب روسيا
وكان الفضاء أحد المجالات التي حافظت فيها الولايات المتحدة وروسيا بشكل تقليدي، على التعاون والعلاقات القوية على الرغم من التوترات الجيوسياسية بين موسكو وواشنطن.
ووقعت وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" وإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" مؤخرًا على اتفاق كي تنقل كل دولة رواد فضاء من الدولة الأخرى إلى محطة الفضاء الدولية، لكن موسكو أحدثت ضجة بشأن انسحابها من محطة الفضاء الدولية مستقبلاً.
وأقال بوتين مؤخرًا دميتري روجوزين، رئيس "روسكوزموس"، ليحل محله مستشار دفاع سابق يوري بوريزوف الذي أبلغ بوتين قبل أسابيع، بانسحاب موسكو من محطة الفضاء الدولية بنهاية عام 2024 وأنها ستبدأ تحضير محطة مدارية خاصة بها، وهو القرار الذي أسفت بشأنه واشنطن قائلة إنه: تبحث خياراتها.
لكن لم تمض سوى ساعات، حتى تراجع الروس عن موعد الانسحاب، حيث قال مسؤولو وكالة ناسا الأميركية إنهم: تلقوا إشعارًا من نظرائهم في الوكالة الروسية بأنهم لن يغادروا المحطة حتى عام 2028.