الخميس 5 Sep / September 2024

مهملة بشكل كامل.. الآلاف في القدس الشرقية دون مياه جارية

مهملة بشكل كامل.. الآلاف في القدس الشرقية دون مياه جارية

شارك القصة

تفتقر بلدة كفر عقب الواقعة شمالي القدس إلى المياه الجارية، ويبدو أنّ لا أحد يهتم
تفتقر بلدة كفر عقب الواقعة شمالي القدس إلى المياه الجارية، ويبدو أنّ لا أحد يهتم- هآرتس
يفتقر عشرات الآلاف في القدس الشرقية إلى المياه الجارية، ما يُهدّد بأن تتحوّل المنطقة إلى غزة أخرى.

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن عشرات الآلاف من العرب في القدس الشرقية يفتقرون إلى المياه الجارية، ما يُهدّد بأن تتحوّل المنطقة إلى غزة أخرى.

وأفادت الصحيفة بأنّ بلدة كفر عقب التي تعد أكبر منطقة حضرية في المدينة المقدسة، تفتقر إلى المياه الجارية، ويبدو أنّ لا أحد يهتم.

وكفر عقب هي منطقة مترامية الأطراف شمال القدس الشرقية. ويبلغ عدد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة، ومعظمهم من العرب الذين يحملون بطاقات هوية إسرائيلية.

وأضافت الصحيفة أنّ المياه الجارية لا تزال مقطوعة في كفر عقب منذ شهرين، حيث يحصل سكان البلد على المياه لبضع ساعات فقط في الأسبوع، ولا يمكنهم غسل الملابس أو غسل الأرضيات، ويضطرون إلى الاستغناء عن الاستحمام.

ووفقًا للتحقيق الذي أجراه الصحفي اليساري الإسرائيلي نير حسون، فإن عشرات الآلاف من سكان كفر عقب يحصلون على المياه لمدة 4 إلى 9 ساعات فقط في الأسبوع.

وأضاف أنّ الوضع آخذ في التدهور، حيث تقلّصت مدة الحصول على المياه من يومين في الأسبوع إلى يوم واحد، ومن يوم واحد إلى بضع ساعات أسبوعيًا.

وبينما تُلقي الأطراف المختصّة الفلسطينية والإسرائيلية المسؤولية على بعضها البعض، يشعر السكان باليأس بشكل متزايد. وتزداد الأمور سوءًا، حيث حذر أحد السكان من أن "هذا المكان سيصبح غزة ثانية".

ويعاني مستشفى القدس للولادة في كفر عقب من انقطاع المياه الجارية. وأكد مدير المستشفى تقي القيسي للصحيفة أنّهم يضطرون للتحقّق باستمرار من كمية المياه المتبقية في المستشفى، قائلًا: "نحن نحصل الآن على المياه يومًا أو يومين في الأسبوع، ومع ذلك، فإن المياه لا تصل إلى الطابق العلوي لعدم وجود ضغط كاف في الأنابيب".

ومن دون إمدادات منتظمة، تضطر إدارة المستشفى إلى إنفاق آلاف الشواكل أسبوعيًا لشراء المياه لضمان قدرة الأمهات الجدد على الاستحمام بعد الولادة.

وقال القيسي إنّ مختلف الوكالات الحكومية على علم بالأزمة، بما في ذلك وزارة الصحة وبلدية القدس، لكن أيًا منها لم يعرض المساعدة.

صورة قاتمة

وعرضت "هآرتس" الصورة القاتمة التي يعيشها سكان كفرعقب، التي تُهملها السلطات بشكل شبه كامل.

ولا تزال العديد من شوارعها غير معبدة، بينما تنهار أنظمة الصرف الصحي كل شتاء، ما يؤدي إلى غمر المنازل والشوارع. كما تفتقر القرية إلى مركز للشرطة أو فنيين أو مقدّمي الخدمات، ولملعب واحد أو مساحة خضراء لعشرات الآلاف من الأطفال الذين يعيشون هناك.

وتتجوّل الكلاب الضالة في المنطقة، ويواجه السكان سوء البنية التحتية وظروف المعيشة.

وبينما تغصّ الشوارع بمياه الصرف الصحي التي تتجمّع في شكل برك، شكا السكان من أنّ الطاقم المسؤول عن فتح المجاري لا يعمل إلا لبعض الوقت لأنّه يحتاج أيضًا إلى الماء لتشغيل المعدات.

تغصّ شوارع كفر عقب بمياه الصرف الصحي التي تتجمّع في شكل برك
تغصّ شوارع كفر عقب بمياه الصرف الصحي التي تتجمّع في شكل برك- هآرتس

وتعتمد سبل عيش سكان كفر عقب على حاجز قلنديا الذي يستخدمونه للسفر للعمل والتعليم في المدينة، لكنّ الطريق المؤدي إلى نقطة التفتيش مليء بالكتل الخرسانية المحترقة والقمامة والغبار.

وقال القيسي إنّه في الآونة الأخيرة، انقطعت خدمات الهاتف والإنترنت عن مستشفى القدس للولادة لمدة أسبوعين، ولم يتمكن الموظفون من العمل إلا باستخدام الهواتف المحمولة.

ولمعالجة نقص المياه، يشتري سكان المنطقة المياه من الصهاريج التي يديرها رجال أعمال مستقلّون، حيث تتراوح تكلفة ملء خزانين كبيرين بثلاثة آلاف لتر ما بين 300 إلى 350 شيكل (85 إلى 95 دولارًا)، اعتمادًا على ارتفاع المبنى.

وقال معظم السكان الذين تحدّثوا مع صحيفة "هآرتس" إنهم يعيدون ملء الخزان مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وحتى ذلك الحين، يتعين عليهم فرض قيود على أفراد الأسرة وفرض ترشيد المياه.

أصبح العطش جزءًا من الحياة اليومية في كفر عقب
أصبح العطش جزءًا من الحياة اليومية في كفر عقب- هآرتس

وتسبّبت أزمة المياه في تعطيل الحياة بشكل كبير في المنطقة. وألغت المدارس المخيمات الصيفية ونُقل المرضى إلى مستشفيات داخل القدس خوفًا من نقص المياه.

ويظهر التأثير بشكل أكبر في الحياة اليومية، حيث يتجنّب السكان الاستحمام وغسل الأرضيات وتشغيل الغسالات وحتى تنظيف المراحيض.

وبينما تتبادل الجهات المختصّة المسؤولية، أصبح العطش جزءًا من الحياة اليومية في كفر عقب. واحتج السكان اليائسون مرتين أمام مكاتب سلطة المياه الفلسطينية خلال الأسبوعين الماضيين. كما أرادوا الاحتجاج أمام بلدية القدس، لكنّ الشرطة أبلغتهم أنّهم لن يحصلوا على تصريح.

تناقض في التعامل 

وتحدّثت الصحيفة عن التناقض في التعامل مع المياه بين المناطق الإسرائيلية والفلسطينية في كفر عقب.

وأوضحت أنه قبل أسبوعين، انفجر أنبوب مياه كبير في حي عين كارم اليهودي على الجانب الآخر من المدينة. وعملت شركة مصلحة المياه "جيجون" على إعادة إمدادات المياه إلى المنطقة في غضون ساعات قليلة.

على النقيض من ذلك، لم تتمّ معالجة أزمة المياه في كفر عقب علنًا من قبل رئيس بلدية القدس موشيه ليون أو البلدية، على الرغم من النداءات المتكررة من السكان والمسؤولين المحليين والصحفيين.

وتقول هيئة المياه الإسرائيلية إنّها كلّفت شركة المياه الإسرائيلية "ميكوروت" بالبحث عن حلول في المنطقة، لكن من المتوقّع أن يستغرق تطوير البنية التحتية حوالي عامين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close