وقعت مواجهات عنيفة الأربعاء، قرب مقر مجلس النواب في وسط بيروت، بين القوى الأمنية وعشرات المحتجين على هامش تظاهرات إحياء الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت.
وبالتزامن مع وجود آلاف اللبنانيين في محيط المرفأ، توجه المئات إلى الشوارع المؤدية إلى مجلس النواب، الذي انتشرت في محيطه تعزيزات أمنية مكثفة.
وحاول عشرات الشبان اجتياز الحواجز الأمنية المؤدية إلى البرلمان من جهات عدة، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بينما ألقى آخرون الحجارة باتجاه عناصر الأمن التي ردت باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع.
قبل قليل: محتجات/ون على في محيط مجلس النواب، واستمرار القوى الأمنية بالقاء القنابل المسيلة للدموع. #أخبار_الساحة pic.twitter.com/G7pVQ4xwjJ
— أخبار الساحة (@Akhbaralsaha) August 4, 2021
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني نقل عدد من الجرحى من وسط بيروت إلى المستشفيات، وإسعاف العشرات في المكان.
وعند الساعة الثالثة والنصف بالتوقيت المحلي، انطلقت تظاهرات ضخمة من نقاط عدة في بيروت باتجاه المرفأ المدمّر، استجابة لدعوات أطلقها أهالي ضحايا الانفجار وأطباء ومحامون ومهندسون وأحزاب معارضة ومجموعات للتظاهر رافعين شعار "العدالة الآن".
ويحيي اللبنانيون الأربعاء، ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت- أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وإصابة 6500 آخرين، وطالت أضراره معظم المدينة وضواحيها.
ويطالب أهالي الضحايا والمتظاهرون برفع الحصانات عن مسؤولين استدعاهم قاضي التحقيق طارق بيطار، ليمثلوا أمام القضاء في قضية الانفجار، الذي نتج عن تخزين كميات كبيرة من مادة نيترات الأمونيوم منذ عام 2013 في العنبر رقم 12 في المرفأ.
في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ #بيروت.. أهالي الضحايا يطالبون برفع الحصانة عن نواب مدعى عليهم #لبنان pic.twitter.com/PwbZLhpIbE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 3, 2021
وتبين أن موظفين ومسؤولين سياسيين وأجهزة أمنية وعسكرية كانوا يعلمون بمخاطر تخزينها ولم يحركوا ساكنًا.
الحصانات تسقط أمام الضحايا
وفي خلال قداس بمناسبة ذكرى الانفجار أقيم في مكان الانفجار في المرفأ، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي: إن الشعب اللبناني بأكمله يحتاج إلى معرفة من شارك في الأعمال التي أدت إلى الانفجار.
وأضاف البطريرك: "العدالة هي مطلب كل الشعب اللبناني وندعو القضاء إلى الحزم ومعيب أن يتهرب المسؤولون من التحقيق تحت ستار الحصانة أو عريضة من هنا أو هناك"، مشددًا على أن "كل الحصانات تسقط أمام الضحايا والشهداء".
وتابع أن جميع اللبنانيين يريدون أن يعرفوا من الذي أحضر المتفجرات ومن سمح بتفريغها ومن سحب كميات منها وإلى أين أرسلت.
مؤتمر الدعم الدولي يتعهد بتقديم 370 مليون دولار
في غضون ذلك، تعهّدت الدول المشاركة في مؤتمر الدعم الدولي، الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة الأربعاء، بتقديم نحو 370 مليون دولار مساعدات للبنان، وفق بيان صادر عن المجتمعين.
وكرر المشاركون دعوتهم إلى "تشكيل حكومة مهمتها إنقاذ البلاد" مبدين خشيتهم من التأخير الحاصل في التحقيق القضائي حول انفجار مرفأ بيروت المروع الذي يحيي لبنان الأربعاء مرور عام على وقوعه.
مساعدات أميركية بقيمة مئة مليون دولار
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن تقديم "حوالي مئة مليون دولار من المساعدة الإنسانية الجديدة للبنان، داعيًا السياسيين اللبنانيين إلى "إصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد".
وفي رسالة عبر الفيديو وجهها إلى المؤتمر، قال بايدن: "أعلن اليوم عن حوالي مئة مليون دولار من المساعدة الإنسانية الجديدة، تضاف إلى الـ560 مليون دولار من المساعدة الإنسانية التي قدمتها الولايات المتحدة للبنان خلال السنتين الماضيتين".
وتابع: "لن تكون أي مساعدة خارجية كافية إذا لم يلتزم قادة لبنان بإنجاز العمل الصعب إنما الضروري القاضي بإصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد"، مضيفًا: "هذا أساسي، يجب البدء الآن".
واعتبر بايدن أن معاناة الشعب اللبناني "تفاقمت خلال العام المنصرم بفعل أزمة سياسية واقتصادية كان يمكن تفاديها".
أما ماكرون، فقد أبدى موقفًا أكثر حزمًا لدى افتتاح المؤتمر الذي أقيم بمشاركة أربعين دولة ومنظمة دولية، حيث قال: "يراهن المسؤولون اللبنانيون على ما يبدو على اهتراء".
يُذكر أن حكومة حسان دياب قد استقالت بعد أيام على وقوع الانفجار، فيما بقيت البلاد من دون تشكيل حكومة جديدة منذ عام.
وفي 26 يونيو/ تموز الفائت، كلّف رئيس الجمهورية ميشال عون الملياردير ورئيس الحكومة الأسبق، نجيب ميقاتي- بعد اعتذار الحريري، تشكيل حكومة، ليكون بذلك ثالث شخصية توكل إليها هذه المهمة من دون أن يُحرز تقدمًا بعد.
ويشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تضم اختصاصيين وتقبل على إصلاحات جذرية مقابل تقديم الدعم المالي.