مرّ عام على تفشي كوفيد-19، ولا يزال مادة خصبة جدًا للدراسات والأبحاث. يراقب العلماء الفيروس التاجي الذي غزا العالم، أملًا في إيجاد الدواء الشافي له، والممارسات المثلى لتقويض انتشاره.
ويتحدث الدكتور حسان المصري، وهو أستاذ مشارك في كلية الطب في جامعة سيسكاتشوان في كندا، إلى "العربي" عن آخر هذه الدراسات ومسار تفشي الفيروس وفقًا لها.
هل نحن أمام موجة رابعة من تفشي كوفيد-19؟
يشير المصري إلى الجدل العلمي القائم حول الموجة الرابعة من تفشي الفيروس، الذي يغذيه انتشار متحورات جديدة من الفيروس. ويقول: "إن تجنب الموجة الرابعة مستحيل وهي قادمة لا محال".
وينفي، في المقابل، ضرورة أن تحمل الموجة الرابعة من تفشي الفيروس المزيد من الآلام وأعداد الوفيات، التي سُجلت جراء الموجتين الثانية والثالثة. ويقول: "الأمر يعتمد على نسبة الفئات التي تلقت اللقاح".
فقد أثبتت الدراسات تأثير اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 في التقليل من الأعراض الشديدة ومضاعفات المرض وإن لم تكن فعالة على المتحورات الجديدة، وفقًا للمصري.
كما يلحظ قدرة الحكومات والشعوب على إغلاق الاقتصاد لتحقيق التباعد الاجتماعي للتخفيف من أثر انتشار الموجة الرابعة المرتقبة.
بين الإصابة واللقاح.. ما الذي يؤمّن مناعة أكبر؟
وقارنت دراسة إيطالية بين نسبة المضادات الحيوية التي ينتجها جسم الإنسان بعد أيام من تلقي الجرعة الثانية من لقاح "فايزر" وتلك التي تولدها الإصابة بالفيروس. ووجدت أن اللقاح يحفز الجسم على إنتاج كميات أعلى من المضادات الحيوية، ما يشير إلى أنه يؤمن حماية لأمد أطول، وفقاً للمصري.
ويشير إلى عدد من الأبحاث والدراسات التي تربط بين فعالية اللقاح والسمنة، ولكن لا يعتبرها كافية حول هذا الموضوع الذي قد يغير في تعاطي الجهات الصحية مع التقسيم الفئوي لمتلقي اللقاحات.
كيف تؤثر فصيلة الدم على احتمال الإصابة بكوفيد-19؟
وأظهرت دراسة حديثة نشرتها صحيفة "ديلي ميل" أن الخلايا في الأنف والحلق لدى الأشخاص من فصيلة الدم "أ" أكثر عرضة للإصابة بفيروس كوفيد-19.
ويرى المصري أن هذه الدراسة ليست قوية بالمقياس العلمي. ويقول: "إن الأبحاث المتوافرة لا تعطي أي معلومات حول أن الأشخاص ذوي هذه الفصيلة من الدم وغيرها أكثر عرضة للإصابة".
ويصنف المصري خلاصات هذه الدراسة بالصدفة العلمية، بمعنى أنه لا يؤخذ بها من الناحية العلمية، ولكنها معلومة يُمكن دراستها والتعمق بها.
ما المدة الزمنية التي يبقى خلالها كوفيد-19 فعالًا على الأسطح؟
كما بينت دراسة بريطانية حديثة، أن الفيروس يبقى فعالًا، لنقل العدوى، على الملابس لمدة زمنية تصل إلى 72 ساعة.
يؤكد المصري صحة هذه الدراسة استنادًا إلى تجارب عملية. ويشير إلى أن الفيروس يبقى فعالًا بشكل أكبر على الأسطح الخشبية والكرتون، مقارنة مع الأسطح المعدنية والزجاجية. وتأتي الأقمشة في مكان وسطي، وقد يستمر الفيروس فعالاً عليها من يوم إلى أربعة أيام.
ويقول: "إن لمس القماش بعد ثلاثة أيام من تعرضه للفيروس لا يسبب عدوى". وينصح المصري باستخدام المعقمات وغسل اليدين باستمرار بعد لمس الأسطح، بغض النظر عن المدة الزمنية التي يعيش الفيروس عليها.