حضت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الجمعة، منغوليا على توقيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يصل إليها في الثالث من الشهر المقبل، بموجب مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت الوزارة في بيان: "ندعو سلطات منغوليا إلى تطبيق مذكرة التوقيف الدولية الإلزامية ونقل (فلاديمير) بوتين إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".
ومنغوليا الدولة العضو في المحكمة الجنائية الدولية، ملزمة نظريًا باعتقاله بمجرد وصوله إلى أراضيها بعدما أصدرت المحكمة مذكرة توقيف بحقه بتهمة "ترحيل غير قانوني" لأطفال أوكرانيين في أعقاب بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط عام 2022.
بوتين إلى منغوليا
وقال الكرملين أمس الخميس، في بيان إن "بوتين سيقوم بزيارة رسمية لمنغوليا يوم الثلاثاء القادم.
وستكون هذه أول زيارة لبوتين إلى دولة وقعت معاهدة روما التي نصت على قيام المحكمة الجنائية الدولية، منذ أصدرت الأخيرة مذكرة توقيف بحقه في مارس/ آذار 2023.
ووقّعت منغوليا معاهدة روما عام 2000، قبل أن تصادق عليها في عام 2002.
ويتعين على كل دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية توقيف أي شخص صادرة في حقه مذكرة توقيف من هذه المحكمة في حال حط بأراضيها.
موسكو "غير قلقة"
في غضون ذلك، أكدت الرئاسة الروسية الجمعة أن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق فلاديمير بوتين لا تثير قلقها خلال زيارته المقبلة لمنغوليا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "لا قلق. لدينا حوار ممتاز مع أصدقائنا في منغوليا".
وأضاف بيسكوف: "من الواضح أن الزيارة نوقشت بدقة من جميع جوانبها".
ولطالما رفض الكرملين بشدة اتهامات المحكمة الجنائية للرئيس الروسي، لكن بوتين تجنّب منذ نحو عام ونصف عام السفر إلى بعض الدول، وقد تغيّب على سبيل المثال عن قمة مجموعة "بريكس" في جنوب إفريقيا في أغسطس/ آب 2023، وقمة مجموعة العشرين في الهند في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه.
لكنه زار الصين في مايو/ أيار 2024 وكوريا الشمالية في يونيو/ حزيران الفائت، وأذربيجان منتصف أغسطس/ آب الجاري، وهي دول ليست من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية.
ومن المتوقع أن يجري بوتين في منغوليا مباحثات مع نظيره أوخنا خوريلسوخ، ويشارك في الاحتفالات بالذكرى الـ85 للانتصار المشترك للقوات المسلحة السوفياتية والمنغولية على العسكريين اليابانيين خلال معركة خالخين غول.
وتعود آخر زيارة للرئيس الروسي إلى منغوليا إلى سبتمبر/ أيلول 2019.
وتقع هذه الدولة غير الساحلية الغنية بالموارد الطبيعية، في شرق آسيا بين روسيا والصين، وتمتد على مساحة شاسعة توازي ثلاثة أضعاف مساحة البر الرئيسي لفرنسا. ومع ذلك، يبلغ عدد سكانها 3,4 ملايين نسمة فقط.
وفي بداية الشهر الجاري، زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العاصمة المنغولية أولان-باتار لإجراء محادثات مع "شريك رئيسي" لواشنطن في المنطقة.
وجاءت هذه الزيارة في سياق رغبة معلنة لدى الولايات المتحدة بزيادة نفوذها في هذا البلد حيث يطمح منافسوها الروس والصينيون لزيادة نفوذهم أيضًا.
كذلك زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منغوليا في مايو/ أيار 2023، في ظل رغبة باريس في تعزيز العلاقات مع هذا البلد في مجال الطاقة.