الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ميركل في البيت الأبيض.. جبهة مشتركة لمواجهة روسيا والصين

ميركل في البيت الأبيض.. جبهة مشتركة لمواجهة روسيا والصين

شارك القصة

 المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارة وداعية قبل مغادرتها منصبها (غيتي)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارة وداعية قبل مغادرتها منصبها (غيتي)
اتفق الطرفان على تكوين جبهة مشتركة في مواجهة روسيا والصين، لكن الخلاف بينهما حول مشروع "نورد ستريم 2" بقي قائمًا.

في زيارتها الوداعية إلى البيت الأبيض قبل مغادرتها منصبها، تعهّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الخميس، بتكوين جبهة مشتركة في مواجهة روسيا والصين؛ كما ناقشا ملف "نورد ستريم 2"، مشروع أنابيب الغاز الذي تبنيه ألمانيا وروسيا وتُعارضه الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأميركي، في مؤتمر صحافي مع ميركل في البيت الأبيض، عقب اجتماع دام ساعة: "سنواصل الوقوف معًا للدفاع عن دول الخاصرة الشرقية لحلف شمال الأطلسي ضد العدوان الروسي".

وأضاف: إن البلدين سيدافعان عن "المبادئ الديمقراطية والحقوق العالمية" عندما يريان أن الصين أو أي دولة أخرى تعمل على تقويض مجتمع حر ومنفتح.

والولايات المتحدة وألمانيا عضوان أساسيان في حلف الأطلسي، وتستضيف ألمانيا 36 ألف جندي أميركي على أراضيها. لكن علاقات البلدين تضررت في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

نورد ستريم 2

وإذا كانت الفيضانات الكارثية التي تشهدها ألمانيا قد وحّدت الزعيمين، حيث قدم بايدن "أحرّ التعازي" لضيفته التي "تأثرت بشدّة بمعاناة المتضرّرين"، إلا أنّ الخلاف بينهما استمرّ بشأن مشروع أنابيب "نورد ستريم-2" لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا، والذي أوشك على الانتهاء.

وفي هذا الإطار، جدّد بايدن مخاوفه من مشروع "نورد ستريم2"؛ لكنّ الزعيمين اتفقا على ضرورة ألا تستخدم روسيا الطاقة سلاحًا.

وقال بايدن: في الوقت الذي كرّرت فيه مخاوفي بشأن نورد ستريم 2، فإنّني وميركل مقتنعان تمامًا بأنّه "يجب عدم السماح لروسيا بأن تستخدم الطاقة سلاحًا لإكراه جيرانها أو تهديدهم".

ورغم أن "نورد ستريم 2" لن يمرّ عبر أوكرانيا، إلا أن واشنطن ودول أوروبا الشرقية يخشون من أن تتعمّد موسكو إضعاف اقتصاد كييف من خلاله، بينما يزيد اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.

بدورها، شدّدت المستشارة على وجوب أن تبقى أوكرانيا "بلد عبور" للغاز الروسي، على الرّغم من خط أنابيب الغاز الذي سيربط ألمانيا مباشرة بروسيا عبر بحر البلطيق.

وقالت ميركل: إنّ "نورد ستريم 2 هو مشروع إضافي، وبالتأكيد هو ليس مشروعًا يهدف لأخذ محلّ أيّ ترانزيت عبر أوكرانيا. كلّ ما هو خلاف ذلك سيخلق الكثير من التوترات".

وأقرّت المستشارة بوجود "وجهات نظر مختلفة" بينها وبين بايدن بهذا الشأن، مشدّدة في الوقت نفسه على أنّ بلادها مستعدّة "للردّ" إذا لم تحترم روسيا شرط بقاء أوكرانيا "دولة عبور" للغاز الروسي إلى أوروبا.

ورغم انتقاده الشديد لخط الأنابيب، أرجأ بايدن في مايو/ أيار فرض عقوبات أميركية على "نورد ستريم-2"، بعد أن خلص إلى أنه فات الأوان لوقف المشروع.

شراكة أقوى

وفي مؤتمرهما الصحافي، سعى بايدن إلى التقليل من شأن الخلافات بين البلدين، مؤكّدًا أنّ "الأصدقاء الحميمين يمكن أن يختلفوا".

واعتبر أنّ الشراكة بين البلدين هي اليوم "أقوى من أي وقت مضى"؛ في حين قالت ميركل: إنّ الولايات المتّحدة هي "أكثر من مجرّد شريك، إنّها دولة صديقة".

كما يختلف البلدان أيضًا بشأن جدوى الشراكة مع الصين في مشاريع تجارية وقيود السفر من ألمانيا إلى الولايات المتحدة.

وأشارت ميركل، وهي أول زعيمة أوروبية تزور بايدن في البيت الأبيض، إلى وجود اختلافات في الرأي حيال بعض القضايا، لكنها أكدت على نقاط الاتفاق بين البلدين. وقالت: "نتشارك جميعًا القيم نفسها والعزم نفسه على التصدي لتحديات زماننا".

مضرب المثل

وليس أمام بايدن (78 عامًا) وميركل (66 عامًا) الكثير من الوقت لتعزيز العلاقات بين أهم اقتصادات في العالم؛ فميركل التي تتولّى المستشارية منذ عام 2005، تعتزم ترك منصبها بعد الانتخابات في سبتمبر/ أيلول المقبل.

وأشاد بايدن "بحياتها التي كانت مضرب المثل في خدمة ألمانيا" والعالم بأسره. وردّت ميركل بالقول: "أقدر الصداقة"، مؤكدة على الدور الأميركي في بناء ألمانيا ديمقراطية وحرة عقب الحرب العالمية الثانية.

وكانت ميركل بدأت يومها على مائدة فطور في مقرّ نائبة الرئيس كامالا هاريس، قبل أن تتسلّم شهادة دكتوراه فخرية من جامعة جونز هوبكنز.

ولدى استقبالها ميركل في مقر نائبة الرئيس، وصفت هاريس مسيرة ضيفتها بـ"الاستثنائية".

وتكريمًا لميركل، أقام بايدن مأدبة عشاء لها ولزوجها، حضرها أيضًا مشرعون أميركيون ووزيرا الخارجية السابقان كولين باول وهيلاري كلينتون.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close