صادق مجلس الشيوخ الأميركي -الأربعاء- على تعيين ميريك غارلاند مرشّح الرئيس جو بايدن وزيرًا للعدل، ليثأر بذلك هذا القاضي لنفسه، بعد أن حال المجلس ذاته قبل خمس سنوات دون تعيينه عضوًا في المحكمة العليا.
وحصل غارلاند على أغلبية كبيرة من الأصوات بعد أن أيّده 70 سناتورًا مقابل 30 معارضًا، ولاحظت قناة "إن بي سي" الأميركية أن هذه النتيجة هي واحدة من أكبر عمليات التصويت لصالح مرشح لمركز المدعي العام في تاريخ أميركا الحديث.
NBC's Pete Williams notes that Merrick Garland's 70-30 confirmation is one of the largest votes in favor of an attorney general nominee in recent history, with the exceptions of Holder and Reno. @MSNBC
— Kyle Griffin (@kylegriffin1) March 10, 2021
فبالإضافة إلى الأعضاء الديموقراطيين الخمسين، حصل المرشّح المعتدل على دعم أعضاء جمهوريين من الوزن الثقيل في مقدّمهم زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس السناتور ميتش ماكونيل.
وكان غارلاند قد اجتاز الأسبوع الماضي -بسهولة كبيرة- أول امتحان على طريق تثبيته في هذا المنصب، إذ حصل على تأييد غالبية أعضاء لجنة العدل في مجلس الشيوخ (أيّده 15 سناتورًا وعارضه سبعة، جميعهم جمهوريون).
ويومها قال رئيس لجنة العدل السناتور الديموقراطي ديك دوربين؛ إنّ "أميركا ستكون أفضل بوجود شخص مثله على رأس وزارة العدل". وتابع قائلا: "أنا فخور بدعم القاضي غارلاند وآمل أن ينضم إليّ جميع زملائي في فعل الشيء نفسه".
ويتمتّع مجلس الشيوخ في الولايات المتّحدة بسلطة المصادقة على الترشيحات الرئاسية للمناصب الأساسية في الحكومة أو رفضها.
#UPDATE President-elect Joe Biden has confirmed he will nominate Judge Merrick Garland - a centrist judge that Republicans denied a seat on the Supreme Court five years ago - to be US attorney-generalhttps://t.co/0swGtqorG3 pic.twitter.com/dWmXHragG6
— AFP News Agency (@AFP) January 7, 2021
طي عصر ترامب
تمثّل الفرصة الثانية التي منحت للقاضي البالغ من العمر 68 عامًا -والذي رشحه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2016- خطوة تطوي عصر ترمب وفق وصف موقع "غارديان".
فقد تعهّد غارلاند في وقت سابق، خلال جلسة استماع أمام لجنة العدل، بأن تكون مكافحة التطرّف الداخلي "أولويته الأولى" إذا ما تمّ تثبيته على رأس الوزارة.
وقال غارلاند إنّ التطرّف اليميني في الولايات المتحدة حاليًا أسوأ مما كان عليه، عندما قاد التحقيق في تفجير مبنى فدرالي في أوكلاهوما سيتي في 1995، كان عبارة عن هجوم أسفر عن مقتل 168 شخصًا.
وكان غارلاند قد قال خلال جلسة الاستماع أمام لجنة العدل؛ إنّ هناك خطًا مباشرًا بين اعتداء أوكلاهوما والهجوم الذي شنّه في 6 يناير /كانون الثاني حشد من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على مبنى الكابيتول.
وفي 2016 حين كان الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ؛ عرقلوا ترشيح الرئيس السابق باراك أوباما لغارلاند لعضوية المحكمة العليا، مبرّرين موقفهم بقرب موعد الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرشّحهم دونالد ترمب، ممّا مكّنه من تعيين قاض محافظ بدلًا من القاضي الليبرالي.
Obama says high court pick Merrick Garland respected on 'both sides of the aisle' https://t.co/dSB6DQFi6i pic.twitter.com/5IKBOs9o9y
— AFP News Agency (@AFP) March 16, 2016
يُذكر أن ميريك غارلاند وُلد في شيكاغو وتلقى تعليمه في جامعة هارفارد، وهو قاضي استئناف فيدرالي ومدعٍ عام سابق. شغل مناصب عليا في وزارة العدل، بما في ذلك منصب مشرف في النيابة العامة في تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995.