على خلفية تهديدات جماعة الحوثي بمهاجمة السفن المارة عبر مضيق باب المندب باتجاه إسرائيل، أفاد ميناء إيلات الإسرائيلي بانخفاض حاد في نطاق النشاط، وتراجع الإيرادات بأكثر من 80%.
بدوره، ذكر موقع "أكسيوس" أن وصول السفن إلى ميناء إيلات جنوب إسرائيل توقف بشكل شبه كامل بسبب هجمات الحوثيين.
فبمنطق المسافات وبحساب الجغرافيا، يبعد اليمن عن غزة نحو 3 آلاف كيلومتر، فيما بحساب المعركة صار اليمن الأقرب إلى القطاع بمقياس الرصاص والمسيرات، بعد إعلان الحوثيين دخولهم في المواجهة ودعمهم لغزة على واجهتين.
إذ تقوم الأولى على استهداف المدن الإسرائيلية بالمسيرات والصواريخ، أما الواجهة الثانية فتقوم على استهداف كل ما يسبح ويجري على الماء في البحر الأحمر، وله علاقة بإسرائيل أو مجرد أنه يقدم خدمات لها.
"هجمات الحوثيين"
ويبدو أن قرار حصار السفن بدأ يزعج دولًا كثيرة وليس إسرائيل فقط، فبعد إعلان الحوثيين استهداف ناقلة تجارية نرويجية أمس الخميس، رأت الولايات المتحدة أن ما يقوم به الحوثيون من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة، ويتطلب حلًا دوليًا ووصفته بالأمر الخطير، الذي ينتهك القانون الدولي على نحو سافر.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الجمعة: "المتمردون الحوثيون في اليمن يشكلون تهديدًا ملموسًا لحرية الملاحة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي وشركاء في المنطقة ومن جميع أنحاء العالم للتعامل مع هذا التهديد.
وأردف: "الحوثيون يضغطون على الزناد، لكن إيران تسلمهم السلاح".
ويبدو أن مرور 23 ألف سفينة تقريبًا عبر مضيق باب المندب الضيق الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن يُسهل هذا الاستهداف، وأيضًا يعطي خيارات أكثر للهجوم.
ويمكن لهذه الهجمات التي تحمل في طياتها القدرة على أن تصبح تهديدًا اقتصاديًا وإستراتيجيًا عالميًا أكثر بكثير من مجرد تهديد جيوسياسي إقليمي، بحسب مصادر عسكرية بريطانية.
وكانت هجمات الحوثيين على السفن بدأت تؤثر أيضًا مباشرة على تكاليف شحن البضائع عبر البحر الأحمر.
السفن المتجهة إلى إسرائيل بمرمى الحوثيين
فعلى سبيل المثال، أصبحت شركات التأمين تدرج جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق العالية الخطورة، ما يتعين على هذه السفن إخطار شركات التأمين في إبحارها عبر هذه المناطق، وكذلك دفع المزيد من الأموال الإضافية لتغطية تأمين مدته سبعة أيام.
أما الشركات التي اختارت الطريق الأطول وأعادت توجيه سفنها عبر رأس الرجاء الصالح، بعيدًا عن البحر الأحمر، فسوف تضطر للإبحار مدة أطول، بالتوازي مع ارتفاع تكاليف الشحن بالضرورة.
وتطورت هذه الأحداث في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد الهجوم على سفينة نقل مركبات مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن.
وما يزال الحوثيون يحتجزون حتى الآن سفينة بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية، كما تعرضت سفينة حاويات مملوكة لملياردير إسرائيلي لهجوم بطائرة مسيرة يشتبه بأنها إيرانية في المحيط الهندي، ناهيك عن أحداث كثيرة وقعت اليوم والأمس.
وبدأت هذه الهجمات في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد إعلان جماعة الحوثي للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد من الصواريخ، وعدد كبير من الصواريخ والمسيرات، أعقب ذلك الكشف عن أكثر من عملية أخرى في 19 نوفمبر الماضي.
واستولى الحوثيون على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" وهي مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتادوها إلى الساحل اليمني تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بحسب ما صرح به المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة من الهجمات استهدفت بها حركة الحوثي المتمركزة في شمال اليمن سفنًا تقول إنها مملوكة لإسرائيل أو متوجهة إليها.