اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تواجه واحدة من "أخطر المحطات" في تاريخها مع نزوح نحو مليون شخص جراء "الحرب المدمرة" التي تشنها إسرائيل.
وقال خلال اجتماع مع ممثلين عن الأمم المتحدة: إن لبنان "يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث نزح حوالي مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على لبنان"، مناشدًا الجهات المانحة تعزيز دعمها لإغاثة النازحين.
وعقد ميقاتي اجتماعًا مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في إطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان.
نداء مشترك
وذكر بيان صادر عن الأمم المتحدة أن ميقاتي ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران رضا أطلقا اليوم، نداءً عاجلًا لجمع 426 مليون دولار لتعبئة الموارد العاجلة للمدنيين المتضررين من الصراع المتصاعد والأزمة الإنسانية الناجمة عنه في لبنان.
وأضاف رئيس الحكومة خلال كلمته: "نحن نعمل بشكل دؤوب بالتعاون مع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة على تأمين الاحتياجات الأساسية للبنانيين النازحين، كما فعلنا خلال كل المراحل العصيبة التي مر بها لبنان".
وأشاد ميقاتي بـ"الدعم المتواصل الذي تقدمه الأمم المتحدة، والدول العربية الشقيقة وغيرها من الدول الصديقة". ووجه نداءً بشكل عاجل لتقديم المزيد من الدعم لتعزيز الجهود المستمرة في تقديم المساعدات الأساسية للمدنيين النازحين.
وتابع ميقاتي بالقول: "لقد انشأنا، بالتعاون والشراكة، مع مؤسسات الأمم المتحدة، إطارًا محددًا وواضحًا وفعالًا لضمان التأمين السريع والفعال والشفاف لتقديم المساعدات الإنسانية".
وختم: "أناشدكم جميعًا الاستمرار في الوقوف إلى جانب لبنان، ومساعدتنا في حماية أبناء شعبنا بكرامة، حتى يتمكنوا من العودة بأمان إلى منازلهم وبلداتهم".
أكثر من 300 ألف طفل نازح
وفي المسار نفسه، قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء، نزوح أكثر من 300 ألف طفل من لبنان، منذ بدء القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل قبل عام، حيث فرّ الجزء الأكبر منهم على وقع الغارات الكثيفة المستمرة منذ الأسبوع الماضي.
وحذرت المنظمة من أن "التصعيد الخطير للصراع في لبنان قد أدى إلى تدهور في وضع الأطفال واحتياجاتهم فاقت سرعته قدرة الوكالات الإنسانية على الاستجابة الفورية"، مشيرة إلى "أن أكثر من 300 ألف طفل قد نزحوا من منازلهم.. ويعيشون الآن في كابوس، يتصارعون مع الخوف والقلق والدمار والموت، وما ينتج عن ذلك من صدمات نفسية قد ترافقهم مدى الحياة".
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية عسكرية برية في الجنوب اللبناني.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر حتى فجر اليوم عما لا يقل عن 1067 شهيدًا، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحًا.