أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الثلاثاء، أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو الأشد همجية وبشاعة وانتهاكًا للقيم والمواثيق.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة أسفر عن أكثر من 137 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
أمير دولة قطر: عدم التدخل لوقف العدوان على غزة فضيحة كبرى
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، شدد أمير دولة قطر على أن جريمة حرب الإبادة في قطاع غزة تتواصل مع سبق الإصرار، معتبرًا أن عدم التدخل لوقف العدوان هو فضيحة كبرى.
وإذا رأى أن ثمة من يحاول تغييب القضية الفلسطينية من دون حلها، أكد أمير قطر أنها قضية عصية على التهميش.
كما اعتبر أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ قرابة عام محصلة لغياب الإرادة لحل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا. وتساءل: "أيعقل بعد هذه الكارثة أن الدول الكبرى لم تستنتج ضرورة وقف الحرب والتوجه إلى حل عادل"؟.
وقال أمير قطر: "لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام في عهد الحكومة الحالية، وما يجري ليس عملية سلام بل عملية إبادة".
وبشأن وساطة بلاده في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، قال إنها "خيارنا الإستراتيجي، وسنواصل بذل الجهود رغم التشكيك والاتهامات حتى وقف إطلاق النار الدائم (بقطاع غزة)".
وأكد أن "الكثيرين تناسوا أن (رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس) إسماعيل هنية الذي اغتيل (في طهران في يوليو/ تموز الماضي بإيران)، لم يكن القائد السياسي لحركة حماس فحسب، بل كان أيضًا أول رئيس وزراء فلسطيني منتخب".
وفيما يتعلق بنتائج الوساطة، قال إنها "أدت إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة (الهدنة المؤقتة الأولى استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي)، وإطلاق سراح 240 من الأسرى الفلسطينيين، و109 من المحتجزين في غزة، ورفع مستوى تدفق شحنات الإغاثة".
وأكد "مواصلة الجهود مع الشركاء (مصر والولايات المتحدة) حتى التوصل إلى وقف إطلاق النار الدائم في القطاع، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، والتوجه إلى مسار الحل العادل وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وحصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها دولته المستقلة".
من جهة أخرى، رأى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن وكالة الأونروا تعرضت لافتراءات سياسية وذلك رغبةً من الحكومة الإسرائيلية في تصفية قضية اللاجئين.
أمير قطر يطالب بوقف العدوان على غزة والحرب على لبنان
وفي الملف اللبناني، لفت أمير دولة قطر إلى أن إسرائيل تشن حربًا على لبنان بعد جريمة تفخيخ وتفجير أجهزة الاتصال. وقال في كلمته: "أوقفوا العدوان على غزة وأوقفوا الحرب على لبنان".
ومنذ صباح الإثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجومًا هو "الأعنف والأوسع" على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، وأسفر عن 558 شهيدًا، بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، و1835 جريحًا، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وفي ما يتعلق بالأزمة الليبية، شدد أمير دولة قطر على أهمية دعم جهود إنجاز المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا.
وعلى صعيد الأزمة السودانية، دعا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جميع الأطراف السودانية إلى وقف القتال، مؤكدًا دعم قطر للجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة.
كما تطرق إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أنها تسببت في معاناة كبرى، ومجددًا دعوة بلاده لإيجاد حل سلمي لها.
وأكد على "مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لتوطيد أركان السلم والأمن والتصدي للتحديات العالمية".
والثلاثاء، انطلقت أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي تجمع قادة دول وحكومات وممثلين رفيعي المستوى حتى 30 سبتمبر/ أيلول الجاري.
