الأربعاء 25 Sep / September 2024

الأعنف والأوسع والأكثر كثافة.. إسرائيل تشن سلسلة غارات على لبنان

الأعنف والأوسع والأكثر كثافة.. إسرائيل تشن سلسلة غارات على لبنان

شارك القصة

أسفرت الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان عن مئات الشهداء والجرحى
أسفرت الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان عن مئات الشهداء والجرحى - غيتي
أدى العدوان الإسرائيلي على مناطق في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك حتى اللحظة إلى استشهاد 492 شخصًا وإصابة 1645 آخرين.

في عدوان هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على لبنان، أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.

وأدى العدوان الإسرائيلي على مناطق في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك (شرق) حتى اللحظة إلى استشهاد 492 شخصًا وإصابة 1645 آخرين، حسب حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية.

وبعد وقت قصير من الغارات، تلقى سكان في بيروت ومناطق أخرى بينها جنوب لبنان اتصالات عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها إسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن وجودهم، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

وما إن شنّت إسرائيل صباحًا غارات كثيفة على جنوب لبنان وتلقى السكان رسائل هاتفية تطالبهم بإخلاء منازلهم، حتى سادت حالة من الهلع، حيث حزم المئات أمتعتهم ونزحوا على عجل، بينما ضاقت مستشفيات المنطقة بعشرات الضحايا.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 1300 هدف في لبنان، باستخدام ما يزيد عن 1400 نوع من الذخيرة عبر نحو 650 طلعة جوية.

في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.

"تغيير التوازن الأمني"

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن الجيش يقوم "بتغيير التوازن الأمني" في شمال إسرائيل، حيث يبدي تصميمًا على إعادة السكان الذين نزحوا هربًا من القصف المتبادل عبر الحدود.

وشدّد نتنياهو على أن "إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه". ومساء، نبه المواطنين اللبنانيين إلى "الابتعاد من المناطق الخطيرة".

أما رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي فندّد الإثنين بما وصفه بـ"مخطط تدميري" لبلاده، حيث وضعت المستشفيات في حالة تأهب في مواجهة تدفق المصابين، فيما أغلقت المدارس ليومين في كل لبنان.

إسرائيل تعلن قصف "أكثر من 1300 هدف" لحزب الله

وفي الأثناء، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن الجيش يستعد للمراحل التالية من عمليته في لبنان، بعد شن موجة من الضربات الجوية ضد أهداف لحزب الله.

وفي بيان أصدره مساء الإثنين، قال الجيش الإسرائيلي: إن الضربات أصابت "أكثر من 1300 هدف".

وكان الجيش زعم في بيان سابق أن الضربات استهدفت "مباني ومركبات وبنى تحتية تشكل فيها الصواريخ وقاذفات الإطلاق والمسيرات تهديدًا" لإسرائيل.

أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن استشهاد وإصابة المئات
أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن استشهاد وإصابة المئات - غيتي

وفي بيان منفصل، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: إنه "في هذا اليوم أخرجنا من الخدمة عشرات آلاف الصواريخ والذخائر الدقيقة"، وفق مزاعمه، مضيفًا "أنه الأسبوع الأصعب على حزب الله منذ تأسيسه، النتائج تتحدث عن نفسها".

وتابع: "وحدات بكاملها أُخرجت من المعركة نتيجة الأنشطة التي نفّذت مطلع الأسبوع والتي جرح فيها إرهابيون كثر"، حسب زعمه.

وقال غالانت: إن "قوة الرضوان"، وحدة النخبة في حزب الله، تلقّت "ضربة قاتلة" بمقتل "قائدها" إبراهيم عقيل وغيره من قادة المناطق والوحدات، في إشارة إلى ضربة الجمعة التي استشهد فيها عقيل وقياديون آخرون في الحزب.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه شن غارة بشكل "موجه ومحدد" على بيروت، بينما أفادت إذاعته الرسمية بأن الهدف من وراء الهجوم هو القيادي البارز بحزب الله علي كركي.

وبعد ساعات من الغارة التي استهدفت مبنى في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد حزب الله في بيان، أن "الأخ العزيز المجاهد القائد الحاج علي كركي بخير"، مضيفًا أنه "انتقل إلى مكان آمن".

حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية

و"ردًا على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع"، أعلن حزب الله أنه "قصف المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة "نيمرا" العسكرية الإسرائيلية، ومقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة "يوآف" شمالي إسرائيل بعشرات الصواريخ.

كما استهدف حزب الله "مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات الصواريخ".

وأعلن كذلك أنه "دفاعًا عن لبنان وشعبه" فقد "قصف مُجمعات الصناعات ‏العسكرية لشركة رفائيل في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ".‏

وأعلن حزب الله أنه استهدف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات الصواريخ، بالإضافة إلى تجديد قصفه للمخازن الرئيسية ‏التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ.‏

دعوات عربية ودولية لوقف التصعيد الإسرائيلي في لبنان

وعلى صعيد ردود الفعل، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الإثنين إلى وقف التصعيد في لبنان "قبل فوات الأوان"، مع استمرار قصف إسرائيل جنوب لبنان وشرقه، مجددًا اتهامها بدفع المنطقة نحو "حرب إقليمية شاملة".

من جهتها، طالبت وزارة الخارجية المصرية "القوى الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي" في لبنان، وأعربت عن "تضامنها" مع لبنان، مؤكدة "رفضها التام لأية انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه".

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، دعا بدوره من نيويورك إلى عقد "اجتماع طارئ" لرؤساء الوفود العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل العمل على "وقف سلوك" إسرائيل "الإجرامي" في لبنان.

وفي سياق متصل، اتّهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الإثنين إسرائيل بالسعي إلى توسيع النزاع في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن طهران أظهرت ضبط النفس على أمل تحقيق السلام في المنطقة.

وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه "يعمل على احتواء التصعيد" في لبنان.

وحضّت الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، مواطنيها على مغادرة لبنان، مؤكدة في الوقت عينه مواصلة العمل على لجم التصعيد، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها بصدد إرسال "عدد محدود" من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط، بدون أن تذكر تفاصيل إضافية.

وأعلن الكرملين الإثنين أنه "قلق للغاية". وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "الوضع يتدهور كل يوم سريعًا. التوتر يتصاعد وكذلك عدم القدرة على معرفة مسار الأمور. هذا يشعرنا بقلق للغاية".

فيما حذرت تركيا الإثنين من أن الهجمات الإسرائيلية في لبنان تهدد بدفع الشرق الأوسط إلى مزيد من "الفوضى".

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلق بالغ" إزاء التصعيد" والعدد الكبير للضحايا المدنيين" في جنوب لبنان وشرقه، وفق بيان للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close