ندّد بابا الفاتيكان فرنسيس اليوم الجمعة، بـ"الاتجار البغيض بالبشر واللامبالاة" تجاه مصير المهاجرين الذين فُقِدوا فى البحر المتوسط، مؤكدًا أهمية إنقاذهم.
وقال البابا من مدينة مرسيليا الفرنسية التي يجري إليها زيارة تستغرق يومين، إنّ البحر المتوسط الرائع تحوّل إلى "مقبرة كبيرة"، في إشارة إلى وفاة المهاجرين الذين يجتازون البحر المتوسط هربًا من الحروب والفقر والكوارث الطبيعية وسعيًا نحو مستقبل أفضل.
وتأتي زيارة البابا إلى مارسيليا، بعد أيام قليلة على وصول آلاف الأشخاص إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي خطّة طوارئ لمساعدة روما على إدارة تدفّقات الهجرة غير النظامية من شمال إفريقيا.
وأشار البابا إلى أنّ البحر المتوسط هو مصدر الحياة وفي نفس الوقت يستحضر مأساة حوادث السفن التي تسبب الموت، مؤكدًا ضرورة عدم اعتبار من ماتوا في البحر مجرد أرقام، فلهؤلاء أسماء وألقابًا وقصصًا وأحلامًا محطمة.
وشدّد على أنّ إنقاذ المُعرّضين لخطر الغرق في البحر يُعتبر واجبًا إنسانيًا، مضيفًا أنّه على الحكومات الأوروبية انقاذ طالبي اللجوء الذين يفرّون بحرًا هربًا من النزاعات.
وحذّر من "شلل الخوف" في إشارته إلى العداء المتزايد تجاه المهاجرين داخل أوروبا.
زيارة إلى فرنسا
وحطّت طائرة الحبر الأعظم بعيد الساعة 16:00 (14:00 بتوقيت غرينتش) في مطار مارينيان حيث استقبلته رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن، قبل أن يتوجّه إلى كاتدرائية نوتردام دو لا غارد على مرتفعات ثاني أكبر مدينة في فرنسا.
وبعدما شارك في صلاة مع كهنة الكاتدرائية، اجتمع البابا مع مسؤولين دينيين مسيحيين ومسلمين ويهود أمام نصب البحارة والمهاجرين الذين فُقدوا في البحر، مجددًا دعوته لاستقبال اللاجئين.
ويعدّ عبور المتوسّط المسار الأخطر في العالم.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بفقدان أكثر من 28 ألف شخص حاولوا عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا منذ عام 2014.
وفي يوليو/ تموز الماضي، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أنّ قرابة ألفي شخص لقوا حتفهم غرقًا في البحر المتوسط بالنصف الأول من عام 2023 خلال محاولاتهم الوصول إلى أوروبا.