الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

من لامبيدوسا.. فون دير لايين وميلوني تدعوان لتضامن أوروبي بشأن الهجرة

من لامبيدوسا.. فون دير لايين وميلوني تدعوان لتضامن أوروبي بشأن الهجرة

شارك القصة

تقرير سابق لـ"العربي" يتناول رحلات قوارب المهاجرين من تونس وليبيا إلى لامبيدوسا (الصورة: رويترز)
تقع جزيرة لامبيدوسا على بعد أقل من 150 كيلومترًا من الساحل التونسي، وهي إحدى المحطات للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط أملًا في الوصول إلى أوروبا.

دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأحد خلال زيارة إلى جزيرة لامبيدوسا، إلى تضامن أوروبي لمساعدة روما على إدارة تدفق المهاجرين الوافدين عبر البحر المتوسط بما يفوق القدرات الاستيعابية للجزيرة الإيطالية الصغيرة.

وزارت المسؤولتان الجزيرة المتوسطية على وقع استقبالها آلاف المهاجرين في الأيام القليلة الماضية، في أزمة أعادت فتح الجدل بشأن تقاسم المسؤوليات بين دول الاتحاد الأوروبي.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع فون دير لايين، قالت ميلوني: إن "المستقبل الذي تريده أوروبا لنفسها هو على المحك هنا لأن مستقبل أوروبا هو رهن قدرتها على مواجهة التحديات الكبرى".

رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيسة الوزراء الإيطالية خلال زيارة إلى جزيرة لامبيدوسا
رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيسة الوزراء الإيطالية خلال زيارة إلى جزيرة لامبيدوسا - رويترز

وتنتقد ميلوني نقص التضامن الأوروبي مع إيطاليا التي تعد أبرز نقطة وصول في القارة للمهاجرين الوافدين عبر المتوسط، واستقبلت هذا العام نحو 130 ألفًا منهم. وحضت فون دير لايين دول التكتل على أداء دورها في هذا المجال.

وقالت: "الهجرة غير القانونية هي تحدٍّ أوروبي يحتاج إلى رد أوروبي"، داعية "الدول الأعضاء إلى استضافة" قسم من المهاجرين الوافدين إلى لامبيدوسا. كما عرضت فون دير لايين خطة طارئة لمساعدة إيطاليا.

من جانبها، طرحت رئيسة المفوضية خطة لمواجهة الوضع الطارئ تقوم خصوصًا على تقوية نشاط الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود والسواحل (فرونتكس) في مجال مكافحة المهرّبين، وتسريع الدعم المالي لتونس التي ينطلق منها غالبية المهاجرين، وتعزيز "المسارات القانونية" للهجرة نحو القارة.

زيارة على وقع الاحتجاجات

ووصلت فون دير لايين وميلوني في وقت سابق الأحد إلى الجزيرة، وأيضًا وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي ومفوّضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية يلفا يوهانسون.

وكان في استقبال المسؤولين في مطار الجزيرة، جمع من سكانها الذين ضاقوا ذرعًا بتزايد وصول المهاجرين إليها وهددوا بقطع طريق موكب الرسميين.

وقال أحد الصيادين متوجهًا إلى ميلوني: "لقد سئمنا أن تشكّل الجزيرة منصة" للمسؤولين من دون أن تتمّ متابعة نتائج زياراتهم إليها.

زارت المسؤولتان الجزيرة المتوسطية على وقع استقبالها آلاف المهاجرين في الأيام القليلة الماضية
زارت المسؤولتان الجزيرة المتوسطية على وقع استقبالها آلاف المهاجرين في الأيام القليلة الماضية - رويترز

وتعهدت ميلوني أمام هؤلاء بـ"القيام بكل ما يمكننا فعله"، مضيفة: "كما العادة، سآخذ المسؤولية على عاتقي".

وانتقلت فون دير لايين وميلوني إلى ميناء لامبيدوسا، حيث رست عشرات المراكب الصغيرة التي ينتقل على متنها طالبو اللجوء، وتنطلق غالبيتها من السواحل التونسية غير البعيدة.

من جانبه، قال الصليب الأحمر الإيطالي الذي يدير مركز استقبال المهاجرين في لامبيدوسا: "ثمة نحو 1500 شخص هذا الصباح" في المركز الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 400 شخص فقط.

وتحدث عن "عمليات نقل مقررة خلال النهار" إلى صقلية والبرّ الأوروبي.

وتوجهت سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات غير حكومية مثل "جيو بارنتس" و"أطباء بلا حدود" إلى مواني رئيسية في إيطاليا، بعدما نفذت خلال الفترة الماضية 11 عملية أنقذت خلالها ما يصل إلى 500 شخص.

إلا أن عشرات المراكب الصغيرة لا تزال تحاول يوميًا عبور المتوسط، وتصل إلى شواطئ لامبيدوسا، حيث بات نظام التعامل مع الوافدين يواجه صعوبة في التعامل مع عدد الآتين إلى الجزيرة.

جهود دبلوماسية

وكانت ميلوني قد دعت الاتحاد الأوروبي إلى المساعدة في تخفيف الضغط عن إيطاليا بعدما وصل إلى الجزيرة نحو 8500 شخص بين الإثنين والأربعاء على متن 199 مركبًا، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتشكل أزمة الهجرة هذه محور جهود دبلوماسية مكثّفة منذ ثلاثة أيام.

والسبت عقد مؤتمر عبر الهاتف جمع وزراء داخلية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وممثلًا عن الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي ومفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية يوهانسون.

وعقد المؤتمر بناء على اقتراح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الذي كان قد أجرى صباح الجمعة محادثات مع نظيريه الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي والألمانية نانسي فيزر.

وأشار متحدّث باسم وزارة الداخلية الألمانية إلى أن فيزر شددت على أن بلادها "لطالما أبدت تضامنها وستستمر بذلك".

والسبت اتفق ماكرون وميلوني على إجراء دارمانان زيارة إلى لامبيدوسا "في الأيام المقبلة"، وذلك في إطار "تعزيز التعاون على المستوى الأوروبي لإيجاد حلول فاعلة وفورية وأطول أمدا لهذه الأزمة"، وفق باريس.

وكان الرئيس الفرنسي شدّد الجمعة على "واجب التضامن الأوروبي" مع إيطاليا، بعد أيام من تعليق ألمانيا استقبالها الطوعي لطالبي اللجوء المنقولين من إيطاليا إليها، مبررة قرارها بـ"ضغط الهجرة الكبير الحالي الى ألمانيا" ورفض روما الالتزام بالاتفاقيات الأوروبية في هذا الصدد.

وتقع جزيرة لامبيدوسا على بعد أقل من 150 كيلومترًا من الساحل التونسي، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط أملًا في الوصول إلى أوروبا.

وقالت ميلوني التي ترأس ائتلافًا حكوميًا من اليمين واليمين المتطرف: إن "ضغط الهجرة الذي تعانيه إيطاليا منذ بداية السنة لا يمكن احتماله".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close