كشفت وكالات عدة تابعة للأمم المتحدة في تقرير، اليوم الأربعاء، أن عدد من احتاجوا إلى مساعدة غذائية عاجلة العام الماضي ارتفع من جرّاء النزاعات والصدمات الاقتصادية والكوارث المناخية إلى 258 مليون نسمة، مقابل 193 مليونًا في 2021.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقدّمة هذه النسخة السابعة من "التقرير العالمي حول أزمات الغذاء"، أنّ هذا الواقع يمثّل وصمة عار على جبين الإنسانية لأنها عجزت عن إحراز تقدم نحو القضاء على الجوع والذي يمثل الهدف الثاني للأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وأكدت الأطراف الـ17 في هذه الشبكة والتي تضم منظمة الأمم المتحدة للأغذية الزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي أن انعدام الأمن الغذائي يرتفع "للسنة الرابعة على التوالي" مع ملايين الأشخاص الذين يعانون "من جوع شديد لدرجة انه يهدد بشكل مباشر حياتهم".
ويشمل التقرير خمس دول إضافية عن التقرير السابق، أي 58 دولة، مما ساهم في رفع الأرقام.
صدمات اقتصادية
كما شدد التقرير على أن انعدام الأمن الغذائي يبقى في "مستوى غير مقبول" لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وأفغانستان ونيجيريا وحتى اليمن.
وقالت الفاو في ملخص عن التقرير: "لا تزال الصراعات هي المحرك الرئيسي للأزمات الغذائية" لكن الصدمات الاقتصادية المرتبطة بوباء كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا أثرا بشكل إضافي على بعض الدول في 2022.
كما شكلت ظواهر الطقس الشديدة المرتبطة بالتغير المناخي مثل الجفاف التاريخي في القرن الإفريقي أو الفيضانات المدمرة في باكستان سببًا رئيسيًا لتفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية قد أعلنوا الخميس الماضي أنّ الجوع يتفاقم بشكل متواصل في إفريقيا، مشيرة إلى أنّ شخصًا يموت من الجوع كل 36 ثانية بين إثيوبيا وكينيا والصومال، في الوقت الذي يعاني 18,6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد في الساحل.
وأدّت خمسة مواسم مطرية شحيحة متتالية في القرن الإفريقي إلى نفوق ملايين الماشية وتدمير المحاصيل. ووفقًا للأمم المتحدة، هناك 22 مليون شخص مهدّدين بالجوع في إثيوبيا وكينيا والصومال، وهي دول تشهد أيضًا نزاعات عنيفة.
بدورها، أشارت منظمة أطباء بلا حدود في بيان منفصل الخميس الماضي، إلى عدد "أعلى من أي وقت مضى" من حالات رصد الأطفال المصابين بسوء التغذية، سجّلته فرقها في مايدوغوري في شمال شرق نيجيريا.
وحذر هتيت أونغ كيي منسق أطباء بلا حدود من أن "العام الماضي كان مروّعًا، ولكن هذه السنة يمكن أن تكون أسوأ إذا استمر هذا الاتجاه"، مشيرًا إلى مخاوف من "وضع كارثي" عندما يحل موسم العجاف.