نزوح ومجازر ومعارك ضارية.. إسرائيل تواصل حربها على غزة من دون رادع

واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على غزة لليوم الـ83 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي وارتكاب مجازر ضد المدنيين، فيما تتصدى المقاومة لقوات الاحتلال المتوغلة عبر استهدافها الآليات العسكرية وتجمعات الجنود.

والخميس استشهد ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا وجرح العشرات، إثر قصف إسرائيلي استهدف أحد المنازل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على منزل في مخيم الشابورة في رفح جنوبي القطاع، ما أدى لوقوع العشرات بين شهداء وجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال، كما دمرت طائرات الاحتلال مسجد التقوى شرق حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

ومساء الخميس، أفاد مراسل "العربي" باستشهاد 3 أشخاص وإصابة عدد آخر جراء قصف الاحتلال منزلًا شمال شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وفي خان يونس، استشهد ما لا يقل عن 17 بينهم 5 أطفال، وأصيب نحو 15 آخرين في قصف شنه الطيران الحربي على منزل قرب مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس.

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت في وقت سابق الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 21 ألفًا و320 شهيدًا و55 ألفًا و603 جرحى.

وأشار المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إلى أن قوات الاحتلال "ارتكبت 20 مجزرة بحق عوائل بكاملها راح ضحيتها 210 شهداء و360 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".

معارك عنيفة ونزوح عشرات الآلاف

وبمواجهة التوعل الإسرائيلي، أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت عددًا من الآليات العسكرية الإسرائيلية وتجمعات للجنود، بقذائف وعبوات متفجرة في محاور مختلفة من غزة، لاسيما بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأوضحت أن مقاتليها استهدفوا "دبابتين بعبوة شواظ وقذائف الياسين 105 شرق البريج (وسط)، وناقلة جند بقذيفة الياسين 105 شرق خانيونس، وجرافة بقذيفة الياسين 105 شرق البريج".

وفي سياق متصل، أعلنت كتائب القسام أنها أسقطت طائرة تجسس إسرائيلية من طراز (Skylark-2) كانت في مهمة استخباراتية شمال منطقة تل الزعتر، شمالي غزة.

بدورها، أعلنت سرايا القدس أن مقاتليها قصفوا جنود وآليات الاحتلال في تبة الكرد في محاور التقدم شمال شرقي خانيونس برشقة صاروخية، وأكدت قصف تجمع كبير لجنود الاحتلال ومقرًا للقيادة والسيطرة في جنوب شرقي حي الزيتون بمدينة غزة.

ويتلقى الجيش الإسرائيلي خسائر يومية خلال معاركه في غزة، حيث ارتفع عدد قتلاه إلى 501 ضابط وجندي منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر، وحتى صباح الخميس بحسب بيانات إسرائيلية رسمية.

على الصعيد الإنساني، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الخميس، إن 150 ألف فلسطيني أجبرتهم إسرائيل على الهجرة من المناطق الوسطى من قطاع غزة "ليس لديهم مكان يذهبون إليه".

القسام: نرفض أي تبادل للأسرى قبل وقف العدوان

سياسيًا، جدد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة التأكيد على رفض أي صفقات تبادل أسرى أو طروحات قبل وقف العدوان.

وقال في تسجيل إن "أولويتنا وقف العدوان على شعبنا في غزة ولا يتقدم عليه أي أولوية، ولن نقبل بأي صفقات تبادل أو طروحات قبل وقف العدوان على شعبنا بغزة بشكل كامل".

من جهته، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان خلال مؤتمر صحافي من بيروت أن "الحركة منفتحة على أي مقترحات لوقف العدوان بشكل كامل ونهائي على غزة".

في غضون ذلك، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن نقاش قضية "اليوم التالي" في غزة خلال اجتماع مجلس الحرب مساء الخميس.

وكانت وسائل إعلام عبرية كشفت أن المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي، يعتزم مساء الخميس مناقشة تفاصيل "اليوم التالي من الحرب" في قطاع غزة، وسط معارضة وزيرين يمينيين.

مبادرة مصرية

وذكرت القناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرنوت" أنّ "مجلس الوزراء الحربي سيناقش مساء الخميس اليوم التالي من الحرب في غزة"، في إشارة إلى خطة تل أبيب المحتملة في القطاع بعد توقف الحرب الدائرة منذ أكثر من شهرين ونصف.

سياسيًا أيضًا قالت مصر، إنها "لم تتلق أي ردود رسمية" على المقترح الذي قدمته لإنهاء الحرب المتواصلة ضد قطاع غزة وحقن الدماء، والذي يتضمن 3 مراحل متتالية ومرتبطة معًا، تنتهي بوقف إطلاق النار.

ولفت ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية إلى أن مصر "ستعمل على بلورة المقترح بصورة مفصلة عند استقبالها الردود من الأطراف المعنية"، فيما "سيتم إعلانه كاملًا للرأي العام المصري والعربي والعالمي"، على حد تعبيره.

من جهتها، طالبت الأمم المتحدة إسرائيل اليوم الخميس بـ"وضع حد لعمليات القتل غير المشروع وعنف المستوطنين" بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منددة بـ"التدهور المتسارع" في وضع حقوق الإنسان فيها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

مظاهرات تضامنًا مع غزة

وصباح الخميس، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، إن التخطيط لعملية "طوفان الأقصى" وتنفيذها كانا بإرادة الفلسطينيين، ولم يُتخذ أي قرار بشأن الهجوم خارج فلسطين.

وجاء هذا تصريح بعد حديث المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف، الذي قال إن "هجمات 7 أكتوبر التي نفذتها حماس كانت إحدى الأعمال الانتقامية لاغتيال قاسم سليماني".

وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي، خرج آلاف المحتجين في مدينة نيويورك الأميركية في مسيرة صامتة، حيث انطلق المتظاهرون من ميدان "التايمز" وساروا في الشارع الواصل إلى حديقة "بريانت" بالمدينة.

وحمل المحتجون نماذج لأطفال رُضع بأكفان، في إشارة إلى آلاف الضحايا الأطفال الذين قضوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وطالبوا بإعلان وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة.

وفي سياق متصل، شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة تضامنية مع فلسطين وتنديدًا بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين، ولافتات عليها عبارات من قبيل: "أوقفوا الحرب"، و"يقتل طفل كل 10 دقائق في غزة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"وقف إطلاق نار فوري".