أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ وزير الدفاع لويد أوستن أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، اليوم الجمعة، دعا فيه إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في أوكرانيا وشدد على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال.
كما أشار المتحدث باسم "البنتاغون" جون كيربي في بيان أنّ هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها أوستن مع شويغو منذ 18 فبراير/ شباط، من دون أن يدلي بمزيد من المعلومات عن مضمون المحادثات.
"لا يعالج مشكلة خطيرة"
ولاحقًا، أفاد البنتاغون بأن الاتصال الهاتفي بين وزير الدفاع الأميركي ونظيره الروسي، وهو الأول منذ بدء الحرب في أوكرانيا، لم يؤد إلى معالجة أي "مشكلة خطيرة".
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فقد قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين: إنّ "الاتصال في ذاته لم يعالج أي مشكلة خطيرة أو يؤد إلى تغييرات مباشرة في ما يقوم به الروس أو يقولونه".
وفي بيان مقتضب جدًا، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الاتصال جرى "بمبادرة من الجانب الأميركي"، موضحة أن الوزيرين "ناقشا قضايا راهنة تتصل بالأمن الدولي بما فيها الوضع في أوكرانيا".
ويأتي هذا الاتصال الهاتفي، في وقت تقول واشنطن إن القوات الروسية "لا تحقق التقدم المأمول" في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا في مواجهة القوات الأوكرانية.
لكن أي مؤشر إلى إبطاء أو انسحاب لم يصدر من موسكو، على وقع معلومات للاستخبارات الغربية تفيد بأنها تريد السيطرة على قسم كبير من جنوب أوكرانيا وشرقها.
زيلينسكي يرغب في لقاء بوتين "بلا وسيط"
تزامنًا، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، استعداده إلى إجراء محادثات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشدّدًا على أن انسحاب القوات الروسية من بلاده يجب أن يكون نقطة البداية لأي محادثات.
فقد صرّح زيلينسكي لقناة "راي 1" التلفزيونية الإيطالية: "أنا مستعد للتحدث مع بوتين، لكن معه فقط. من دون أي من وسطائه. وفي إطار الحوار وليس الإنذارات".
ولم تجر أوكرانيا وروسيا محادثات سلام مباشرة منذ 29 مارس/ آذار، فيما كشفت وكالة أنباء "إنترفاكس" إن محادثات السلام تعقد عن بعد.
كما كان الكرملين قد أفاد بأن بوتين أبلغ المستشار الألماني أولاف شولتس في مكالمة هاتفية، اليوم الجمعة، أن التقدم في المفاوضات بشأن إنهاء الصراع "تعرقله كييف بشكل أساسي". بينما تلقي كييف باللوم على موسكو في عدم إحراز تقدم.
"لا تنازل عن وحدة الأراضي"
كذلك، لفت زيلينسكي إلى أن أوكرانيا لن تتنازل عن وحدة أراضيها، واستبعد اقتراحات، نسبها إلى باريس، بضرورة تقديم بلاده تنازلات من أجل التوصل لاتفاق سلام يسمح لبوتين "بحفظ ماء الوجه".
فاعتبر الرئيس الأوكراني أن إيمانويل ماكرون يحاول "عبثًا" الحوار مع بوتين، متابعًا أنه قبل أن "تدرك روسيا أنها بحاجة لإنهاء الحرب، فإنها لن تسعى إلى أي مخرج".
وكان ماكرون قد صرّح يوم الإثنين الفائت، أنه لإنهاء الحرب التي يشنها الجيش الروسي في أوكرانيا، يجب بناء السلام من دون "إذلال" روسيا.
روسيا تواصل طرد الدبلوماسيين
في خضم هذه التطورات السياسية والدبلوماسية، طردت روسيا اليوم الجمعة، 10 دبلوماسيين من رومانيا، ردًا على خطوة مماثلة من جانب بوخارست.
إذ ذكرت وزارة الخارجية الروسية أنها ترفض محاولات رومانيا تحميل موسكو مسؤولية ارتكاب جرائم حرب مزعومة في أوكرانيا، فيما كشفت في بيان منفصل أن موظفًا بالسفارة البلغارية طُرد أيضًا.
وكانت رومانيا قد استدعت السفير الروسي لدى بوخارست فاليري كوزمين، أمس الخميس، للاحتجاج على مقالة نشرت على موقع السفارة الروسية جاء فيها أن "سيلًا من الأكاذيب المطلقة والتزوير والاستفزازات المفبركة والمعلومات المضللة" بشأن ما يحدث في أوكرانيا "أنشأه وموله الغرب مجتمعًا".
يذكر أن هذه التحركات جزء من سلسلة خطوات متبادلة بعد طرد أكثر من 300 دبلوماسي روسي من عواصم أوروبية في أعقاب حملة موسكو العسكرية في أوكرانيا.
في السياق، تتسارع التطورات في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يتصاعد التوتر بين موسكو والغرب، واعتبر الكرملين، أن انضمام فنلندا المجاورة إلى حلف شمال الأطلسي سيمثّل "بالتأكيد" تهديدًا لروسيا.
يأتي ذلك بعدما أيّدت القيادة في هلسنكي تقديم طلب للترشح إلى عضوية الحلف العسكري الغربي، في المقابل، لاقى الإعلان الفنلندي ترحيبًا من قبل الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرغ.