أظهرت صور أقمار صناعية نشاطات في موقع إيراني تُشير إلى استعداد طهران لعملية إطلاق صاروخي محتملة نحو الفضاء.
ويأتي هذا التقرير مع تصاعد التوترات حول البرنامج النووي الإيراني، بعد استئناف المفاوضات في فيينا، وسط اتهامات الغرب لإيران بأنها لا تسعى بجدية إلى التوصل لاتفاق.
وتُظهر الصور التي نشرها موقع "بلانيت لابس" نشاطًا في ميناء الإمام الخميني الفضائي الإيراني في محافظة سمنان، على بعد حوالي 240 كيلومترًا جنوب شرق طهران.
قائمة مرتقبة
وكانت وسائل إعلام حكومية إيرانية عرضت قائمة لعمليات إطلاق مرتقبة للأقمار الصناعية في إطار برنامج الفضاء المدني للجمهورية الإسلامية، والذي عانى من سلسلة من عمليات الإطلاق الفاشلة.
وأظهرت صور "بلانيت لاب" مركبة دعم متوقفة إلى جانب جسر أبيض ضخم يضمّ عادة صاروخًا على منصة الإطلاق. وقد ظهرت هذه المركبة في صور أقمار صناعية أخرى في الموقع قبيل عملية إطلاق سابقة. كما ظهرت أيضًا رافعة هيدروليكية، شوهدت أيضًا قبل عمليات الإطلاق السابقة.
وأظهرت صور أخرى زيادة في عدد السيارات في الميناء في الأيام الأخيرة، وهي علامة أخرى على النشاط المتزايد الذي يسبق الإطلاق عادة.
Satellite images obtained by AP show Iran appears to be preparing for a space launch as negotiations continue over its tattered nuclear deal with world powers. https://t.co/Yrtz7vBI7n
— The Associated Press (@AP) December 12, 2021
وقال جيفري لويس، الخبير في مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع الانتشار في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية: إن المبنى الذي يُعتقد أيضًا أنه مرفق "الخروج" لصاروخ شهد نشاطًا متزايدًا أيضًا.
وفي الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، كشفت وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية أن أربعة أقمار صناعية جاهزة للإطلاق، واصفة أحدها "ظفر 2" بأنه "في المرحلة النهائية من الإعداد".
ويزن "ظفر"، والذي يعني "النصر" باللغة الفارسية، حوالي 113 كيلوغرامًا (250 رطلًا).
اهتمام رغم انتكاسات
وشهد برنامج الفضاء المدني الإيراني سلسلة من الانتكاسات في السنوات الأخيرة. وفشلت المركبة "ظفر 1" في دخول المدار بعد إطلاقها في فبراير/ شباط من العام الماضي.
وخلال العقد الماضي، أرسلت إيران عدة أقمار صناعية قصيرة العمر إلى المدار. وعام 2013، أطلقت قردًا إلى الفضاء.
ويُولي عهد رئيسي اهتمامًا متزايدًا ببرنامج الفضاء، حيث اجتمع المجلس الأعلى للفضاء، للمرة الأولى منذ 11 عامًا، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال رئيسي الذي ترأس الاجتماع إن "حكومته مصمّمة على تطوير صناعة الفضاء".
واعتبر لويس، في حديث لوكالة "اسوشييتد برس"، أن هذا النشاط يتماشى مع تركيز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على برنامج الفضاء، مضيفًا أن "الإيرانيين لا يسيرون على قشر البيض. أعتقد أن لديهم توازن جديد في أذهانهم".
وتزعم الولايات المتحدة أن إطلاق مثل هذه الأقمار الصناعية يتعارض مع قرار مجلس الأمن الذي يدعو إيران إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، بينما تصر إيران على أن إطلاقها أقمارًا صناعية وإجراء اختبارات صاروخية ليس لأغراض عسكرية.
لكن الإطلاق المحتمل لصاروخ في الفضاء، يأتي مع تصاعد التوترات بعد استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في فيينا، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.