الإثنين 16 Sep / September 2024

نشر 40 ألف شرطي في فرنسا.. التحقيق مع قاتل "نائل" وماكرون يندد بالعنف

نشر 40 ألف شرطي في فرنسا.. التحقيق مع قاتل "نائل" وماكرون يندد بالعنف

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على أعمال الشغب في فرنسا (الصورة: غيتي)
أعلنت فرنسا نشر 40 ألف شرطي ودركي مساء الخميس في أرجاء البلاد، لمواجهة أعمال شغب محتملة مرتبطة بمقتل مراهق يدعى نائل برصاص شرطي الثلاثاء.

أعلن ممثل ادعاء فرنسي اليوم الخميس، أن الشرطي الذي قتل شابًا يبلغ من العمر 17 عامًا في ضاحية بباريس يوم الثلاثاء يخضع لتحقيق رسمي بتهمة القتل العمد.

وتسبب مقتل الشاب، الذي ترجع أصوله إلى شمال إفريقيا عند نقطة تفتيش مروري، في اشتعال أعمال عنف على مدى ليلتين في أنحاء فرنسا، الأمر الذي دفع الرئيس إيمانويل ماكرون لعقد اجتماع أزمة مع كبار وزراء الحكومة اليوم الخميس.

وإثر ذلك، أعلنت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألف شرطي ودركي مساء الخميس في أرجاء فرنسا من بينهم خمسة آلاف في باريس وضواحيها القريبة، لمواجهة أعمال شغب محتملة.

وأوضح وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن عدد القوى الأمنية سيكون "أكثر من أربع مرات" مما كان عليه في الليلتين الماضيتين اللتين شهدتا تصعيدًا في أعمال الشغب والتخريب وامتدادها إلى مدن أخرى عدة في فرنسا.

"أعمال عنف غير مبررة"

ودعا الرئيس الفرنسي الخميس إلى اجتماع لخلية أزمة، منددًا بـ"مشاهد عنف لا يمكن تبريرها" بعد ليلة جديدة من أعمال الشغب في عدد من الأحياء الشعبية، على أن تنظم مسيرة بيضاء تكريمًا له بعد الظهر.

وندد ماكرون بـ"أعمال عنف غير مبررة" طالت "المؤسسات والجمهورية" في افتتاح اجتماع خلية أزمة وزارية دعاها إلى الانعقاد في وزارة الداخلية.

وكتب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في تغريدة تم "إحراق أو مهاجمة ... بلديات ومدارس ومراكز شرطة"، منددًا بأعمال عنف "لا تحتمل ضد رموز الجمهورية" وموضحًا أن 150 شخصًا أوقفوا الليلة الماضية خلال أعمال شغب يخشى أن تؤدي إلى اشتعال الوضع مجددًا في الضواحي.

احتجاجات في فرنسا عقب مقتل شاب برصاص الشرطة عند نقطة تفتيش مرورية
احتجاجات في فرنسا عقب مقتل شاب برصاص الشرطة عند نقطة تفتيش مرورية - غيتي

وكانت فرنسا مرات عدة مسرحًا لأعمال شغب في المدن إثر مقتل شبان يتحدرون بغالبيتهم من أصول مغاربية ومن دول إفريقية أخرى إثر عمليات تدخل للشرطة، وفي 2005، أثار مقتل مراهقين كانت تطاردهما القوى الأمنية، أعمال شغب استمرت ثلاثة أسابيع.

وبدأت أعمال العنف في أعقاب مقتل الشاب نائل م. برصاصة في صدره أطلقها شرطي من مسافة قريبة صباح الثلاثاء في نانتير على بعد حوالي 15 كيلومترًا غرب باريس.

وكان ماكرون اعتبر الأربعاء أن مقتل الشاب "لا يمكن تفسيره... وغير مبرر". ما عرضه لانتقادات اليمين المتطرف ونقابات الشرطة مع التشديد على ضرورة احترام قرينة البراءة.

وفي حين أكدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.

وبمبادرة من والدة نائل التي عبرت عن شعور "بالغضب الشديد"، تنظم مسيرة بيضاء عند الساعة 14:00 (الساعة 12:00 توقيت غرينتش) في نانتير أمام مقر الإدارة المحلية في منطق أو-دو-سين بمراقبة السلطات.

وتمنى ماكرون الخميس أن تكون "الساعات المقبلة" ساعات "تأمل" و"احترام".

"من أجل نائل"

ورغم تكثيف انتشار الشرطة قرب باريس حيث تم حشد ألفي عنصر، بدأ الوضع يتشنج الأربعاء بعد الساعة 23:00 (21:00 ت غ) في نانتير التي كانت شهدت مواجهات مع قوات الأمن في الليلة السابقة.

وأضرمت النيران بأكثر من عشر سيارات وعدد من حاويات المهملات ووضعت حواجز على الطرقات، وحتى منتصف الليل ردت القوى الأمنية على الحجارة التي ترمى اتجاهها، بالغاز المسيل للدموع.

وفي كلامار في المقاطعة نفسها، أضرمت النيران في عربة ترامواي وفي إيسون جنوب باريس أشعلت مجموعة من الأشخاص النار في حافلة بعد إنزال الركاب منها على ما أفادت مصادر في الشرطة.

وفي سين-سان-دوني شمال شرق العاصمة، قامت مجموعة من مثيري الشغب بعمليات تخريب كثيرة لأبنية.

وفي سياق متصل، أفاد مصدر في الشرطة أن موقع الأمن عند مدخل مجمع السجون في فرين جنوب شرق باريس، هوجم بمفرقعات.

وطالت أعمال الشغب باريس حيث تواجه شباب بشكل متفرق مع القوى الأمنية على مدى أكثر من ثلاث ساعات في شمال شرق المدينة.

وقال شابان مقنعان وهما يجران سلال مهملات: "لقد سئمنا معاملتنا بهذه الطريقة. نفعل ذلك من أجل نائل، نحن نائل".

وطال التوتر أيضًا مدنًا كبرى أخرى مثل ليون في جنوب شرق البلاد وتولوز في جنوبها الغربي.

وأحيا مقتل نائل الجدل حول سلوك قوات الأمن في فرنسا، حيث قتل 13 شخصًا وهو عدد قياسي، في 2022 بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.

وكتب قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم ولاعب فريق باريس سان جرمان كيليان مبابي على تويتر: "تؤلمني فرنسا. وضع غير مقبول".

وأثار الحدث ردود فعل من مسؤولين سياسيين، وقال زعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ميلونشون: "كفى! يجب إعادة تشكيل الشرطة بالكامل ومعاقبة القتلة".

وتحدث ممثلو حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف عن "مأساة" وطالبوا بالانتظار "ليأخذ التحقيق مجراه".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات