السبت 16 نوفمبر / November 2024

نموذج قطري.. جهود خليجية لتطبيق معايير الاستدامة البيئية

نموذج قطري.. جهود خليجية لتطبيق معايير الاستدامة البيئية

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول تطبيق معايير الاستدامة البيئية في دول الخليج العربي (الصورة: العربي)
تضم قطر أكبر مشروع للاستدامة البيئية بين دول الخليج، وهو مشروع مشيرب الذي يهدف إلى توفير مساحات خضراء للمساعدة بالتخفيف من حدة الرطوبة والحرارة في فصل الصيف.

يدخل مفهوم الاستدامة البيئية في دول الخليج العربي ضمن أهداف وخطط الحكومات والمنظمات فيها أثناء تنفيذ مشاريع البنى التحتية.

وتشكل دولة قطر أبرز نموذج لتحقيق الاستدامة البيئية، بعدما أنشأت مدنًا تراعي هذا المفهوم، كما جرى تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا 2022 في قطر بمراعاة الاستدامة البيئية.

وتعد الشروط البيئية ضرورية لتحقيق الانتقال الطاقي في دول الخليج، وذلك ضمن خطط اعتماد الاقتصاد الأخضر الهادف إلى الحد من المخاطر البيئية وتحقيق التنمية المستدامة.

الاستدامة البيئية في دول الخليج

ويعد الهدف الرئيسي من الاستدامة البيئية هو استخدام كل ما هو متاح ومتناسق لتلبية الاحتياجات الحالية دون التأثير على احتياجات الأجيال المقبلة من موارد الطبيعة.

ولذلك، وجدت دول الخليج فوائد لمستقبل بلادها ما دفعها لاستخدام مبدأ الاستدامة البيئية على أوسع نطاق عبر رفع سقف الإنفاق على مشاريع التنمية البيئية في السنوات الأخيرة، ونتج عن ذلك ابتكارات ضخمة كمدن كبيرة ومحطات لتوليد الكهرباء النظيفة وتدوير المياه المالحة.

وتضم قطر أكبر مشروع للاستدامة البيئية في دول الخليج، وهو مشروع مشيرب الذي يهدف إلى توفير مساحات خضراء للمساعدة على التخفيف من حدة الرطوبة والحرارة في فصل الصيف، كما جرى تأسيس مدينة لوسيل كمدينة مكتفية ذاتية ومستدامة بيئيًا. 

وعلى الخطى نفسها سارت مشاريع التنمية البيئية في الدول الخليجية الأخرى، حيث تطمح السعودية للوصول إلى صفر كربون بحلول عام 2060 من خلال مبادرة السعودية الخضراء، كما لا يمكن إغفال مشروع "ذا لاين" في مدينة نيوم الذي يحافظ على 95% من الأراضي الطبيعية وهو يعتمد كليًا على الطاقة النظيفة.

من جهتها، تسعى الكويت إلى تطوير مجمع "الشكاية" للوصول إلى توليد 15% من حاجتها من الطاقة بالاعتماد على مصادر متجدد بحلول عام 2030.

كما أن إنشاء مشروع "العرفان" في سلطنة عمان يعد من أكبر مشاريع التنمية الحضارية ومن شأنه خلق مجتمع متكامل ومستدام.

وبرزت دولة الإمارات بشكل لافت في هذا المجال، إذ تعد مدينة "مصدر" إحدى أكثر المدن البيئة استدامة عبر استخدام الطاقة والمياه وتقليل إنتاج النفايات بالاعتماد على الطاقة الشمسية.

قطر كنموذج

وفي هذا الإطار، قال يوسف الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، إن مفهوم الاستدامة البيئية يعتبر مصطلح العصر، ولذلك كان هناك اهتمام كبير في دول الخليج بالتغير المناخي والبيئة على كافة النطاقات.

وأضاف الحر في حديث لـ"العربي" من استديوهات لوسيل، أن قطر من دول العالم القليلة التي ينص دستورها على الحفاظ على البيئة، وكذلك فإن رؤية قطر 2030 تنص على الاستدامة البيئية.

وتابع قائلًا: "تم تطوير الإستراتيجية الوطنية للتغير المناخي وحماية البيئة التي فيها تركيز على عشرات البرامج التي تتعلق بحماية البيئة".

ومضى قائلًا: "إن مسألة الصيانة وجودة البيئة الداخلية للمبنى ضمن الاستدامة البيئية تعوض فرق الزيادة في جانب تصميم المشروع".

ولفت الحر، إلى "أن هناك مستويات مختلفة لتطبيق معايير الاستدامة والتي تختلف في المباني السكنية عن تلك الصناعية والتجارية، ولكن هناك حدًا أدنى يتعلق بكفاءة مواد البناء".

واستدرك قائلًا: "إن التجربة كانت غنية خلال المونديال في قطر من خلال تطبيق إعادة التدوير وتجميع المخلفات وإرسالها لمحطات معالجة النفايات".

البصمة الكربونية

وحول البصمة الكربونية، شرح الحر بقوله: "إن كل الدول المنضوية في الاتحاد الدولي للطيران المدني وقعت اتفاقية ملزمة عام 2017 تنص على تعويض الكربون عبر فرض ضريبة بمبلغ بسيط يضاف على سعر التذكرة".

ومضى الحر قائلًا: "إن التشريعات تشجع على الالتزام بمعايير الاستدامة البيئية، وكذلك العمل مع الجامعات عبر زيادة الوعي في هذا الصدد".

وحول العقبات والصعوبات في الاستدامة البيئية، رأى الحر "أن هناك مجموعة من المصاعب وهي عدم تبني مثل هذه المعايير وتأثيرها على الصحة ومعرفة مدى التوفير الاقتصادي من المشاريع التي تطبق هذه المعايير في الاستدامة البيئية".

وختم الحر بالقول: "لدى المنظمة الخليجية للبحث والتطوير مبادرات حول مشاركة الجهود العالمية للعمل من أجل المناخ من خلال إطلاق المجلس العالمي للبصمة الكربونية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close