سيكون منتخب قطر على بعد 90 دقيقة، يوم السبت، من حلم اللقب الثاني على التوالي في بطولة كأس آسيا 2023، بعد أن بلغ النهائي على حساب إيران في مباراة لن تمحى من ذاكرة جماهير "العنابي".
وبعد الإخفاق في ظهوره الأول "المونديالي"، الذي اعتُبِر مخيّبًا للآمال، لم يكن المنتخب القطري من المرشحين للفوز بلقب كأس آسيا، خصوصًا بعد الأداء غير المقنع في (كأس الكونكاكاف الذهبية) التي شارك فيها ضيفًا.
لكنّ العنابي عاد ليصالح جماهيره بثورة قام بها الإسباني بارتولومي ماركيز لوبيز مدرب المنتخب القطري، بفترة زمنية قصيرة، عقب إنهاء الاتحاد المحلي عقد المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
بصمة لوبيز ومسيرة العنابي
وتمكن لوبيز من توظيف الطاقات المميزة في "العنابي"، وهو ما أشار إليه عقب مباراة النصف النهائي "المجنونة" مع إيران، حيث قال للصحافيين إنه رغم توليه تدريب المنتخب منذ فترة قصيرة، فقد كان يعرف قدرات وإمكانيات اللاعبين جيدًا لوجوده في الدوري القطري مدربًا لفريق الوكرة.
وأسلحة لوبيز في تشكيلة "العنابي" كثيرة، مع مزيج بين اللاعبين الذين يملكون خبرة طويلة، وبين جيل تطور بسرعة قياسية، بداية من الحارس المتألق ونجم قطر، مشعل البرشم، الذي كان صاحب الفضل في العبور إلى المربع الذهبي، بعد تصديه لثلاث ضربات ترجيح خلال مباراة ربع النهائي مع أوزبكستان.
وفي حين توقفت سلسلة انتصارات قطر المتتالية في البطولة عند 11، عندما تعادلت 1-1 مع أوزبكستان في ربع النهائي، قبل أن تفوز بركلات الترجيح، فإن مسيرتها الخالية من الهزائم في كأس آسيا لا تزال مستمرة.
ويعني الفوز 3-2 على إيران، والذي أنهى سلسلة خسائر من ست مباريات متتالية في جميع المسابقات ضد المنتخب الإيراني، أن المنتخب القطري لم يُهزم الآن في 13 مباراة في البطولة القارية، وكانت آخر خسارة له في دور المجموعات من نسخة عام 2015 أمام البحرين.
"سحر" عفيف
وإلى جانب البرشم، يبرز النجم القطري الكبير، أكرم عفيف، صاحب الهدف الثاني في شباك إيران، أحد أجمل أهداف البطولة، إلى جانب تمريرته المتقنة في الهدف الأول، وقد نجح من خلالهما نجم المنتخب القطري في رفع رصيده إلى 5 أهداف، و3 تمريرات حاسمة، ليؤكد استمراره في مسيرة قارية تاريخية من جديد.
ويتأخر عفيف حاليًا بفارق هدف واحد خلف العراقي أيمن حسين متصدر هدافي البطولة، وبالتالي فإن الفوز بجائزة الهداف قد يكون طموحًا إضافيًا للاعب خلال المباراة النهائية.
وكان منتخب قطر تصدر في الدور الأول ترتيب المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط كاملة من ثلاث مباريات، مقابل 4 نقاط لطاجيكستان، ونقطتين للصين، ونقطة للبنان.
المنتخب القطري في نهائي كأس آسيا
واستهل الفريق مشوار المنافسة بتحقيق الفوز على لبنان 3-0، ثم فاز على طاجيكستان 1-0، وتغلب بعد ذلك على الصين 1-0، وفاز في دور الـ16 على فلسطين 2-1، ثم فاز في ربع النهائي على أوزبكستان بفارق ركلات الترجيح 3-2 بعد التعادل 1-1.
ومساء السبت في لوسيل، سيكون "العنابي" على موعد مع نهائي جديد أمام الأردن، ووسط جماهيره الغفيرة التي لعبت جهوزية البلاد لاستضافة البطولات الكبرى دورًا في حضورها، إذ حلت الكأس في ضيافة الدوحة بعد اعتذار الصين عن استضافتها بسبب جائحة كورونا العام الماضي.
ويدرك لوبيز ورجاله أنهم أمام فرصة لتحقيق لقب ثانٍ بعد لقب 2019، حيث يطمح "العنابي" إلى أن يصبح أول منتخب يتوج بلقب البطولة مرتين على التوالي بعد منتخب اليابان الذي حقق هذا الأمر عامي 2000 و2004.
