الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"نهاية طبيعية لكل خائن".. هل أمر بوتين بقتل قائد مجموعة فاغنر؟

"نهاية طبيعية لكل خائن".. هل أمر بوتين بقتل قائد مجموعة فاغنر؟

شارك القصة

انخرط بريغوجين في الأعمال العسكرية في أعقاب الحركات الانفصالية المدعومة من روسيا عام 2014 في دونباس شرقي أوكرانيا - غيتي
انخرط بريغوجين في الأعمال العسكرية في أعقاب الحركات الانفصالية المدعومة من روسيا عام 2014 في دونباس شرقي أوكرانيا - غيتي
قتل بريغوجين المؤسس المشارك لمجموعة فاغنر بصحبة نائبه ديمتري أوتكين في تحطم طائرة خاصة شرقي العاصمة موسكو.

ذكرت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية، مساء الأربعاء، أن قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، كان على متن الطائرة الخاصة التي تحطمت في منطقة تفير، وتوفي ركابها العشرة.

وأوضحت الوكالة الروسية في بيان، أن من بين ركاب الطائرة العشرة بريغوجين، والمؤسس المشارك لمجموعة فاغنر ديمتري أوتكين.

وفي 24 يونيو/ حزيران الماضي، اتهم بريغوجين وزارة الدفاع الروسية بمهاجمة مقاتليه، وأعلن دخول قواته مدينة "روستوف نا دون" الحدودية مع أوكرانيا، قبل التوجه إلى مدينتي فورونيج وليبيتسك، وهو ما اعتبره جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "تمردًا مسلحًا".

قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين،
قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين - وسائل التواصل

واستمر التمرد يومًا واحدًا فقط، ثم أعلن بريغوجين سحب مقاتليه إلى معسكراتهم "تجنًبا لسفك الدماء الروسية"، بناء على وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

من هو يفغيني بريغوجين؟

يفغيني بريغوجين هو قائد قوات فاغنر الروسية شبه العسكرية، ورجل أعمال روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين حتى الأسبوع الأخير من يوليو/ تموز هذا العام، حين أعلنت قواته تمردها على القيادة العسكرية الروسية.

ولد بريغوجين في حزيران عام 1961 بمدينة سانت بطرسبورغ في أسرة متواضعة.

يعرف بوتين منذ التسعينيات قبل أن يصبح متنفذًا ثريًا من خلال الفوز بعقود تقديم الطعام المربحة مع الكرملين.

وانخرط بريغوجين في الأعمال العسكرية في أعقاب الحركات الانفصالية المدعومة من روسيا عام 2014 في دونباس شرقي أوكرانيا، وأصبح قائدًا لقوات فاغنر التي تقاتل لأجل قضايا مدعومة من روسيا، حيث شاركت في سوريا وليبيا وأوكرانيا ومناطق أخرى في العالم.

وبعد التمرد الفاشل الذي قاده بريغوجين ضد القيادة العسكرية الروسية، كان من أحد شروط العفو مغادرة هذا الأخير إلى بيلاروسيا، ليظهر مؤخرًا في تسجيل قصير واقفًا في منطقة صحراوية مرتديًا زيًا مموهًا وبيده بندقية، قائلً: "إننا نعمل في درجة حرارة أكثر من 50 مئوية"، في إشارة إلى أنه يتحدث من بلد إفريقي.

"نهاية طبيعية لكل خائن"

وفي هذا الإطار، يرى الأكاديمي والباحث السياسي محمود الأفندي، أن مقتل بريغوجين هو نهاية طبيعية لكل ما يسمى خائن، بعدما حاول أن يتمرد على بلاده وأن يودي بها إلى حرب أهلية، حسب رأيه.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة الروسية موسكو، يضيف الأفندي أن نهاية بريغوجين بالنسبة لروسيا هي نهاية طبيعية وأفضل لأن وجوده يمكن أن يهدد مستقبلًا وجود روسيا، لأن قائد قوات فاغنر كان لديه قوات ولديه حتى أصدقاء في وزارة الدفاع.

ويشير إلى أن الشارع الروسي لم يتفاجأ كما لم يتفاجأ أيضًا الرئيس الأميركي جو بايدن، مؤكدًا على أنها نهاية طبيعية لكل خائن يحاول أن يدمر البلاد لأن ما قام به ليس قليلاً.

ويلفت الأفندي إلى أن أعداء بريغوجين كثر، خصوصًا ضمن القوة الدفاعية الروسية، وخاصة عندما دخل إلى موسكو حيث دمر ست طائرات حربية وخمسة هليكوبتر وطائرة إنزال وتم على أساسها مقتل 66 ضابطًا من النخبة الروسية العالية المسؤولين عن حماية روسيا داخليًا، مشددًا على أن هذا الأمر لن يُنسى بالنسبة إلى الشارع الروسي ولا حتى ما يسمى الدولة العميقة الروسية.

ويتابع أن الخيانة في روسيا لا تغفر بأي شكل من الأشكال ضمن ما يسمى أجهزة القوة الروسية، مشيرًا إلى أنه موسكو لديها قوى تحافظ على الدولة، مرجحًا في حال كان هناك احتمال تصفية بريغوجين أن هذه القوى يمكن أن تكون قد تصرفت من نفسها وليس بقرار الرئيس بوتن، ولكنهم كانوا يعلمون أن بوتن لن يعارض هذا الأمر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close