تدخل رائدة الفضاء الأميركية نيكول أونابو مان التاريخ كأول امرأة من السكان الأصليين تطير إلى الفضاء، على متن مهمة "سبيس إكس كرو-5" المتّجهة لمحطة الفضاء الدولية في موعد أقصاه 29 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وذكرت صحيفة "إندين كانتري توداي" أن مان هي عقيد في سلاح مشاة البحرية الأميركية، ومن قبيلة راوند فالي الأصلية في شمال كاليفورنيا.
وكونها أول امرأة من السكان الأصليين ستكون في الفضاء، قالت مان للصحيفة: إنه أمر مثير للغاية. أعتقد أنه من المهم أن نوصل هذا إلى مجتمعنا، حتى يتمكّن الأطفال الآخرون من السكان الأصليين، أن يدركوا أن بعض تلك الحواجز التي كانت موجودة بدأت بالفعل في الانهيار".
وبصفتها قائدة البعثة على متن مركبة "دراغون" الفضائية، تقود مان جميع مراحل الرحلة من الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في فلوريدا إلى العودة إلى الغلاف الجوي للأرض. وستعمل أيضًا مهندسة طيران للبعثة "إكسبيديشن 68" في المحطة الفضائية.
NASA’s SpaceX Crew-5 mission is targeted to launch no earlier than Sept. 29, 2022 with NASA astronauts @AstroDuke and @astro_josh, JAXA’s @Astro_Wakata, and Roscosmos cosmonaut Anna Kikina. → https://t.co/CC7DdwaMbJ pic.twitter.com/2wLEa8AS4x
— NASA Astronauts (@NASA_Astronauts) July 21, 2022
وفي مايو/ أيار الماضي، عاد أربعة رواد فضاء ضمن فريق محطة الفضاء الدولية، منهين مهمة علمية استمرت ستة أشهر.
والفريق هو ثالث أطول الفرق، التي أرسلتها شركة "سبيس إكس" لصالح وكالة "ناسا"، بقاء في محطة الفضاء الدولية.
مهمات عديدة
وستكون مهمة "سبيس إكس كرو-5" أول رحلة فضائية لمان، البالغة من العمر 45 عامًا، والتي تتطلع إلى إنجاز مشاريع علمية هناك.
وقالت للصحيفة: إن من بين المهمات التي تتطلّع إليها أكثر هي المهمة في منشأة التصنيع الحيوي. وهي طباعة الخلايا البشرية بتقنية ثلاثية الأبعاد، مضيفة أن قوة الجاذبية تجعل طباعة الخلايا ونموها على الأرض صعبة، لكن في الفضاء تنتج "بنية أكثر سلامة للخلية".
وروت أنه لم يخطر ببالها أن تصبح رائدة فضاء عندما كانت طفلة. لكن بعد سنوات، أدركت أن كونها رائدة فضاء كانت فرصة لها. وقالت: "لأكون صريحة ، لم أفهم عندما كنت أصغر سنًا ما فعله رواد الفضاء بالفعل".
من هي مان؟
تخرجت مان من مدرسة رانشو كوتيت الثانوية في رونرت بارك بكاليفورنيا عام 1995. حصلت على بكالوريوس العلوم في الهندسة الميكانيكية عام 1999 من الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ماريلاند. وعام 1999، تمّ تكليفها أيضًا كملازم ثاني في سلاح مشاة البحرية الأميركية.
أدركت أنها يمكن أن تكون قائدة طيارة مقاتلة، وتعمل في مشاة البحرية الأميركية، في وقت واحد أثناء ركوبها في طائرة " F/A 18"، قبل سنتها الأولى في الأكاديمية البحرية.
بعد حصولها على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة ستانفورد عام 2001، التحقت بالمدرسة التجريبية التابعة للبحرية الأميركية. تمتلك مان أكثر من 2500 ساعة طيران في 25 طائرة مختلفة، كما شاركت في عمليات في أفغانستان والعراق.
وأثناء انضمامها إلى المدرسة التجريبية، بدأت في البحث عن خيارات أخرى، فكان خيارها الأول أن تصبح رائدة فضاء. وبالفعل، تقدّمت إلى فصل رواد الفضاء الحادي والعشرين، واختيرت مع سبعة آخرين في مجموعة عام 2013، من بين أكثر من 6100 متقدم. وحينها، كانت تبلغ من العمر 35 عامًا، وتعمل رائدة في سلاح مشاة البحرية.
واعتبرت مان أن مهمتها الحالية إلى الفضاء، ليست سوى البداية لها.
ومان ليست أول شخص من السكان الأصليين الذين ذهبوا إلى الفضاء، أو أرسلوا ضمن مشاريع إلى الكون، حيث سبقها إلى ذلك جون هيرينجتون وآرون يازي.
وكان هيرينجتون أول رائد فضاء من السكان الأصليين يسافر إلى الفضاء وأمضى 14 يومًا في المحطة الفضائية.
أما يازي، فهو مهندس ميكانيكي في مختبر الدفع النفّاث التابع لـ"ناسا" في كاليفورنيا، وساهم في أربعة مشاريع خاصة بالمريخ منذ أن كان يعمل مع الوكالة.
وبينما تستعد لكتابة التاريخ، تستمرّ رائدة الفضاء الأصلية في التدريب والاستعداد بشكل مكثف لمهمتها في غضون شهرين.