هجرة سلبية لنحو نصف مليون.. الاحتلال يروّج كذبًا لوافدين جدد إلى إسرائيل

نشر حساب "إسرائيل بالعربية" على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تزعم أنّها لوصول أكثر من ألفي يهودي إلى إسرائيل خلال شهرين، منذ إطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وزعم الحساب أنّ من بين هؤلاء "قادمين جددًا من دول عربية وإسلامية"، ونقل عن مصادر في وزارة الهجرة قولها إنّ هذا العدد "يفوق معدل عدد القادمين الجدد إلى البلاد الذي يرتفع بشكل مطرد كل عام".

كما نقل الحساب عن وزارة الهجرة قولها: إنّ "العديد من القادمين الجدد يعبرون عن رغبتهم في التطوع للخدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي أو للخدمة المدنية".

وبالبحث عن الحقيقة، وجد موقع مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة "مسبار" أنّ الصور قديمة ونُشرت قبل بدء عملية "طوفان الأقصى".

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية إحدى الصور في 16 أغسطس/ آب 2023، مشيرة إلى أنّها لوصول 215 مهاجرًا جديدًا من دول أميركا الشمالية إلى إسرائيل، على متن رحلة وصلت مطار بن غوريون في تل أبيب حينها.

بينما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورتين في أغسطس 2022، مشيرة إلى أنّها لمجموعة من 225 مهاجرًا جديدًا من أميركا الشمالية عند وصولهم إلى مطار بن غوريون الدولي.

لجوء إلى البرتغال

وجاءت المزاعم بعدما أعلنت القناة 12 الإسرائيلية الثلاثاء الماضي، أنّ العديد من الإسرائيليين قدّموا طلبات لجوء إلى البرتغال في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ووفقًا للقناة الإسرائيلية، لا يحتاج الإسرائيلي وفق التسهيلات الجديدة التي أعلنتها لشبونة، سوى جواز سفر إسرائيلي ساري الصلاحية، بينما لا تستغرق الموافقة على طلبات اللجوء للإسرائيليين سوى يوم واحد، وبموجبها يتمّ منح الإذن بالبقاء في البرتغال لأشهر عدة، والعمل بشكل قانوني وحتى الحصول على المساعدة الحكومية.

مغادرة 470 ألف إسرائيلي وتراجع الهجرة إلى إسرائيل

إلى ذلك، كشفت بيانات صادرة عن سلطة السكان والهجرة أنّ قرابة 470 ألف إسرائيلي غادروا البلاد منذ السابع من أكتوبر، دون أن يكون من الواضح ما إذا ما كانوا سيعودون أم لا.

وتحدّثت صحيفة "زمان إسرائيل" عن وصول نحو نصف مليون إسرائيلي إلى البلاد بين شهري أكتوبر ونوفمبر، لكنّها أوضحت أنّ معظم هؤلاء هم من العائدين من إجازة عطلة.

وأكدت الصحيفة أنّ إسرائيل تواجه "هجرة سلبية لنحو نصف مليون شخص، ولا يشمل ذلك آلاف العمال الأجانب واللاجئين والدبلوماسيين الذين غادروا البلاد".

وأفادت بأنّ الحرب قلّلت من الهجرة إلى إسرائيل بشكل كبير، بنسبة انخفاض تزيد عن 70% في نطاق الهجرة.

وأكدت الصحيفة أنّ الأخبار التي تتحدّث عن عودة مئات الآلاف إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب فُسّرت بشكل خاطئ بل كاذبة كونها تجاهلت حقيقة أنّ معظم الداخلين إلى البلاد كانوا قد عادوا من العطلات، فضلًا عن وجود مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين لم يعودوا من الخارج وغادروا البلاد أثناء الحرب.