الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

هجوم أوكرانيا المضاد مستمر.. بايدن: مسار التحرير الكامل سيكون طويلاً

هجوم أوكرانيا المضاد مستمر.. بايدن: مسار التحرير الكامل سيكون طويلاً

شارك القصة

الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية بريان فرايدنبرغ يتحدث عن أسباب التقدم الأوكراني على روسيا (الصورة: رويترز)
مع تواصل الهجوم الأوكراني المضاد، اعتبر الرئيس الأميركي أنه من الصعب التكهّن إذا ما كانت أوكرانيا قد وصلت إلى نقطة تحول في الحرب مع روسيا.

تتواصل المعارك المحتدمة بين الجيش الأوكراني والروسي، حيث قررت كييف تحرير جميع الأراضي التي احتلتها القوات الروسية، بعدما عملت على شن هجوم مضاد سريع في شمال شرقي البلاد منذ أيام، وهو هدف قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ طريق تحقيقه سيكون "طويلاً".

وفي كلمة له مساء أمس الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إنّ قوات بلاده حررت نحو ثمانية آلاف كيلومتر مربع حتى الآن هذا الشهر، وكلها على ما يبدو في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية.

وتابع أنّ "إجراءات إعادة الاستقرار" اكتملت في نحو نصف تلك الأراضي، و"لا تزال جارية في منطقة محررة بالحجم نفسه". وتبلغ المساحة الإجمالية التي ذكرها زيلينسكي تقريبًا حجم جزيرة كريت اليونانية، وفق "رويترز".

"تقدم كبير"

وردًا على سؤال عما إذا كانت أوكرانيا، قد وصلت إلى نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، قال بايدن: إنه من "الصعب التكهن بذلك". وأضاف: "من الواضح أن الأوكرانيين حققوا تقدمًا كبيرًا. لكنني أعتقد أن الطريق لتحقيق ذلك التحرير الكامل سيكون طويلاً".

وكان البيت الأبيض، الذي قدم أسلحة ودعمًا بمليارات الدولارات، قال في وقت سابق: إن الولايات المتحدة من المرجح أن تعلن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا في "الأيام المقبلة".

وكشف متحدث أميركي من جهته، أن الجيش الروسي ترك مواقع دفاعية، لا سيما في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وما حولها.

ومنذ أن تخلت موسكو عن معقلها الرئيسي في الشمال الشرقي يوم السبت الفائت، في أسوأ هزيمة لها منذ الأيام الأولى للحرب، استطاعت القوات الأوكرانية أن تستعيد السيطرة على عشرات البلدات في تحول كبير في مسار القتال.

ولا تزال القوات الروسية تسيطر على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا في الجنوب والشرق، لكن كييف الآن في حالة هجوم في كلا المنطقتين.

التحرك في دونباس

وتحدث المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، عن احتمالات التحرك في مقاطعة لوغانسك الشرقية، والتي تُعرف مع دونيتسك باسم دونباس، وهي منطقة صناعية رئيسية قريبة من الحدود مع روسيا.

وقال أريستوفيتش في مقطع مصور نُشر على موقع "يوتيوب": "يوجد الآن هجوم على ليمان ويمكن أن يكون هناك تقدم في سيفرسك" في إشارة إلى بلدتين. وتوقع أيضًا حدوث معركة من أجل السيطرة على بلدة سفاتوفو، حيث قال: إنّ للروس مستودعات للتخزين.

وأوضح: "وهذا هو أكثر ما يخشونه أن نأخذ ليمان ثم نتقدم على ليسيتشانسك وسيفيرودونتسك. وسيُعزلون عن سفاتوفو".

في غضون ذلك، قال دينيس بوشلين، زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية التي يديرها وكلاء لروسيا، في مقطع مصور: إنّ ليمان لا تزال في أيديهم، مضيفًا: "استقر الوضع. العدو يحاول بطبيعة الحال التقدم في مجموعات صغيرة لكن قوات الحلفاء (بقيادة روسيا) تصده تمامًا".

وقصفت روسيا مناطق سيطرت عليها القوات الأوكرانية بالقرب من قطاعي كوبيانسك وإيزيوم. وتحدثت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 800 جندي أوكراني ومقاتل أجنبي خلال يوم على محوري خاركيف وميكولاييف.

ولأول مرة منذ بداية الحرب على أوكرانيا، تقر موسكو بانتكاستها دون أن تسقط الدور الغربي في صمود كييف، وقد أشار الكرملين إلى أن "عمليته الخاصة" ستستمر رغم أي انتكاسات.

الكرملين يؤكد أن الهجوم سيستمر رغم أيّ انتكاسات - رويترز
الكرملين يؤكد أن الهجوم سيستمر رغم أيّ انتكاسات - رويترز

الحافز القوي

وقال الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية، بريان فرايدنبرغ: إنّ تقدّم القوات الأوكرانية ليس "بالأمر العجيب"، خاصة أنها تقوم بذلك منذ بداية مطلع أبريل/ نيسان الماضي، حيث استعادت قبل بداية الهجوم المضاد الكثير من الأراضي.

وأشار فرايدنبرغ في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أنّ روسيا لم تتمكّن من إحراز أي تقدّم في الشرق رغم محاولاتها المتكررة على مدى أشهر، حيث تمكّنت أوكرانيا بسبب دقة الأسلحة المرسلة لها مثل "هيمارس" وغيرها بتوجيه ضربات في مواقع لوجستية وهو ما يشل قدرة الجيش الروسي على إعادة إمداد العناصر وإيصال الغذاء والماء له.

وأكد أن المساعدات العسكرية الغربية أثّرت بشكل كبير في إحراز هذا التقدم، معتبرًا أنه من أهم العوامل التي ساعدت أيضًا في ذلك، هو وجود الحافز القوي لدى القوات الأوكرانية للدفاع عن أراضيها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
Close