الأربعاء 4 Sep / September 2024

"هجوم مجدل شمس".. كيف سيؤثر على مسار المواجهة بين إسرائيل وحزب الله؟

طوفان الأقصى
"هجوم مجدل شمس".. كيف سيؤثر على مسار المواجهة بين إسرائيل وحزب الله؟
السبت 27 يوليو 2024

شارك القصة

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 11 شخصًا وإصابة آخرين جراء سقوط صاروخ على مجدل شمس - الأناضول
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 11 شخصًا وإصابة آخرين جراء سقوط صاروخ على مجدل شمس - الأناضول

في خضم تصعيد لا يتوقف بين حزب الله وإسرائيل، خطفت قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل الأضواء مساء السبت، بعد سقوط صاروخ على ملعب كرة قدم مليء بالأطفال، أسفر عن مقتل 11 شخصًا بينهم أطفال، وإصابة نحو 30 آخرين.

من جهته، سارع حزب الله اللبناني الذي كثّف هجماته على مواقع عسكرية إسرائيلية خلال اليوم إلى النفي القاطع لوقوفه وراء الهجوم، بينما اتهم النائب عن كتلته البرلمانية إيهاب حمادة في حديث للتلفزيون العربي، إسرائيل بممارسة الخداع لأن ضحايا الحادث من العرب.

وقد برزت تساؤلات عن سبب عدم تمكن الدفاعات الإسرائيلية من التصدي للصاروخ بعد إطلاق صفارات الإنذار.

أما الرواية الإسرائيلية، فتصرّ على وقوف حزب الله وراء الهجوم، حسبما يفيد بيان لجيش الاحتلال، بناء على تقييم أولي، في حين نقلت هيئة البث الرسمية عن مصدر سياسي أن "كارثة مجدل شمس" كما وصفتها، قد تشكل نقطة تحوّل في مسار المواجهات بالجبهة الشمالية.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن حزب الله هذه المرة تجاوز كل الخطوط الحمراء.

"المنطقة أمام حادث خطير"

من جهته، اعتبر الكاتب السياسي رضوان عقيل أن المنطقة أمام حادث خطير، لافتًا إلى أن غالبية المعطيات تشير إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية حادثة مجدل شمس، لأن حزب الله ومنذ دخوله هذه المعركة كان يركز على نقطة أساسية وهي عدم استهداف المدنيين الإسرائيليين، فكيف الحال بالسوريين داخل الجولان المحتل.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية بيروت، أضاف عقيل أن حزب الله يتعامل مع هذه المعركة بطريقة حسابية جدية، وهو منذ اليوم الأول يستهدف نقاطًا عسكرية.

وأردف بأن الإسرائيليين على الأرجح السبب وراء سقوط القتلى من خلال سقوط صاروخ اعتراضي على الجولان.

وتابع أن إسرائيل ستعمل على استغلال هذا الأمر، وفي حال أقدمت على الرد باستهداف نقاط مدنية في جنوب لبنان، فإن حزب الله سيرد، لكنه لن يرد على أي هدف مدني قبل وقوع المواجهة الكبرى.

أسفر سقوط صاروخ في بلدة مجدل شمس عن مقتل 11 شخصًا وإصابة العشرات
أسفر سقوط صاروخ في بلدة مجدل شمس عن مقتل 11 شخصًا وإصابة العشرات - غيتي

وقال عقيل: "إذا أقدم الاحتلال على توجيه أي ضربة في أي نقطة لبنانية واستهدف تجمعات مدنية، فإن الوضع سيصبح أمام مشهد آخر، بمعنى أن إسرائيل تكون قد بدأت بتوجيه عدوان كبير ضد لبنان، ولن يقف حزب الله متفرجًا".

الحادث "الأخطر والأصعب" منذ 7 أكتوبر

من جهته، أشار الخبير في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري، إلى أن هذا الحدث بالنسبة للمنطقة الشمالية يعد الأخطر والأصعب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لافتًا إلى أن هذا العدد من القتلى والإصابات غير مسبوق على مستوى الجولان منذ العام 1967.

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من حيفا، أن الأمور تختلف بشكل جدي عن كل ما حصل في الأشهر الماضية.

وأشار إلى وجود تخوف من وصول هذا التصعيد إلى مرحلة لا يمكن معها لأي طرف السيطرة عليه.

وأعرب خوري عن اعتقاده بأن هذا الحدث - وكما حصل في مواجهات سابقة بين إسرائيل وحزب الله - قد يؤدي في مرحلة ما إلى تدخل مباشر من جهات عربية ودولية لمنع التصعيد.

ولفت إلى أن التصعيد والذهاب إلى المواجهة الشاملة مع حزب الله في العمق اللبناني سيؤدي إلى تطورات خطيرة على مستوى الشرق الأوسط والإقليم.

هل تتدحرج الأمور إلى مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله؟

من ناحيته، أوضح الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات معين الطاهر، أن الجيش الإسرائيلي سيستغل التطورات "للقيام بضربات انتقامية على لبنان، تكون في العمق اللبناني وربما تصل إلى العاصمة بيروت أو إلى البقاع والهرمل، وقد تتدحرج المواجهة تدريجيًا لتصل إلى مواجهة شاملة بين المقاومة في لبنان والجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة الأردنية عمّان، أضاف الطاهر أن ما يعيق ذلك هو الخلاف بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، والخلافات التي تتصاعد بين إدارة الرئيس الأميركي ونتنياهو.

وذكر بأن حربًا شاملة مع لبنان تحتاج إلى تدفق واسع وكبير للسلاح الأميركي على إسرائيل، مشيرًا إلى أن وضع تل أبيب سيكون صعبًا دون المساعدات العسكرية الأميركية.

إلى ذلك، اعتبر الطاهر أن نتنياهو سيستغل هذا الحدث في حملته الدعائية، موضحًا أن تل أبيب عادة ما تستغل مثل هذه الحوادث لأجل مصالحها.

وفيما أشار إلى أن كل الاحتمالات مفتوحة بعد حادثة مجدل شمس، لفت الطاهر إلى أن الأوضاع أقرب من أي وقت مضى إلى نقطة اندلاع حرب شاملة.

المصادر:
التلفزيون العربي
Close