في وقت تشتد في المعارك في الجبهة الشرقية من أوكرانيا، أعلنت روسيا اليوم الأربعاء، سيطرتها على ثلاث بلدات بالقرب من مدينة باخموت المدمرة بشكل كبير في شرق أوكرانيا، والتي تحاول القوات الروسية الاستيلاء عليها منذ الصيف.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنه عقب عمليات هجومية "حرر الجنود الروس بلدتي بيلوهوريفكا وبيرش ترافنيا" (أوزاريانييفكا بالأوكرانية).
مدينة إستراتيجية
وتبعد القرية الأولى 25 كلم شمال باخموت، وتقع الثانية على بعد عشرين كيلومترًا جنوبًا، وفي وقت لاحق أعلنت أنها سيطرت على بلدة أندريفكا.
من جهة أخرى، أعلنت روسيا أنها سيطرت في منطقة أخرى في دونيتسك، على بلدة فودياني مقتربة بذلك من أفيديفكا المدينة الواقعة بالقرب من خط الجبهة منذ 2014.
ومنذ الصيف، يستعر القتال للاستيلاء على باخموت الواقعة على طريق رئيس يؤدي إلى مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك اللتان تقعان في منطقة دونباس الصناعية، والتي لم تحكم موسكو السيطرة عليها بالكامل بعد.
وتكتسي المعركة أهمية رمزية بالنسبة إلى المسؤولين الروس، إذ إن الاستيلاء على المدينة سينهي سلسلة من الهزائم المهينة تمثلت بانسحاب القوات الروسية من خاركيف (شمال شرق) في سبتمبر/ أيلول الماضي، وخيرسون (جنوب) في الشهر الجاري.
ويعلن الجيش الروسي بانتظام سيطرته على بلدات صغيرة في محيط باخموت، لكنه لم يتمكن حتى الآن من الاستيلاء على المدينة التي رحل عنها نصف سكانها البالغ عددهم قبل الحرب 70 ألفًا، بحسب السلطات الأوكرانية.
والمدينة الآن مدمرة جزئيًا لا سيما بسبب القصف المدفعي، ومحرومة من الكهرباء والغاز، بحسب نشرة أصدرتها الرئاسة الأوكرانية صباح الأربعاء.
"مسلخ باخموت"
ووصف مؤسس فاغنر الملياردير الروسي يفغيني بريغوزين، المعركة بأنها "مسلخ باخموت" متعهدًا "بتدمير الجيش الأوكراني".
لكن التقدم الروسي حول هذه المدينة ليس كافيًا، بحسب معهد دراسة الحرب الأميركي الذي يقوم بتحليل التطورات على الجبهة يوميًا.
السلطات الأوكرانية تجهز مراكز صمود لمواجهة أزمة الطاقة و نقص التدفئة خلال فصل الشتاء#العربي_اليوم #أوكرانيا تقرير: محمد زاوي pic.twitter.com/7xZcmXUpl6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 29, 2022
ووصف المعهد، الأربعاء، تقدم موسكو بأنه "هامشي" معتبرًا أنه من غير المرجح أن تتمكن القوات الروسية "المتقهقرة" من محاصرة باخموت بسرعة.
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" إياد ستيتيه من كييف، إن المعارك ما تزال متواصلة على الجبهة الشرقية، حيث تكثف القوات الروسية الهجوم على عدة محاور هناك.
وأضاف المراسل، أن القوات الأوكرانية صدت الهجمات الروسية، على الرغم من ازدياد حدة المعارك، ولا سيما وسط تكيف الضربات الصاروخية الروسية.
كييف تطالب بالدعم
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الروسية تواصل تكبّد "خسائر فادحة" على جبهة دونيتسك الأوكرانية، مؤكدًا أن "الوضع في الجبهة خطير".
لكن رغم ذلك، فقد أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يانس ستولتنبرغ، أن الحلف سيزود أوكرانيا بمنظومة دفاع جوي جديدة لمواجهات الهجمات الروسية، وأنه سيواصل دعم كييف حتى تنتصر في الحرب، وفق تعبيره.
ويعتبر الحصول على أنظمة دفاع جوي إضافية أبرز المطالب العاجلة لكييف، إلا أن ذلك لم يتمّ تحقيقه بالشكل المطلوب.
واليوم الأربعاء، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الضربات الروسية على البنى التحتية المدنية في أوكرانيا بأنها "همجية".
وأشار بلينكن، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ركز "نيرانه وغضبه" على السكان المدنيين في أوكرانيا، حيث قصف أكثر من ثلث شبكة الطاقة الأوكرانية في إستراتيجية لن تنجح.