هدم وحرق واعتقالات.. جيش الاحتلال يواصل عدوانه في الضفة الغربية

خلّفت قوات الاحتلال دمارًا شاملًا وكبيرًا في البنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين في مخيم طولكرم، وأحياء متفرقة في المدينة، مع استمرار عدوانها لليوم الثالث على التوالي.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن جرافات الاحتلال الثقيلة جرفت كافة شوارع وأزقة المخيم، وما تضمه من ممتلكات عامة وخاصة للمواطنين الفلسطينيين.

ففي حارة الربايعة، دمرت جرافة الاحتلال شارعها الضيق ومركبات المواطنين المتوقفة بمحاذاة أسوار المنازل، التي طالها الهدم والتجريف، والحال كذلك في حارة الحدايدة التي جرفت فيها الاشجار وهدمت المنازل، إلى جانب حارات الحمام والدمج والبلاونة، وشارع حارة المدارس عند مدخل المخيم الشمالي الرئيسي، الذي دمر الاحتلال كل ما وقع في طريقه وأخفى كافة مظاهر الحياة فيه، من محلات تجارية بكافة أنواعها، بحسب "وفا".

شوارع غير صالحة

وأغلقت جرافات الاحتلال أزقة المخيم بالسواتر الترابية، وعزلتها عن حاراتها، ووصف المواطنون شوارع المخيم بأنها أصبحت لا تصلح للسير إن كان على الاقدام أو الدواب أو المركبات، مما تسبب في تفاقم معاناة السكان فيه.

وفجرت قوات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين، وتسببت باحتراقها بالكامل وتدمير بعضها، وتشريد سكانها.

كما أغلقت الطرق المؤدية للمخيم في المدينة، بالسواتر الترابية، وتحديدًا شارع ديوان آل عواد، وشارع نابلس المحاذي لمدخله الشمالي، وشارع مسجد بلال بن رباح وشارع المقاطعة.

وفي مدينة طولكرم، دمرت جرافة الاحتلال دوار شويكة في الحي الشمالي للمدينة، وجرفته وخربته بشكل كامل، علمًا أن هذا الدوار يعتبر حلقة الوصل ما بين مركز المدينة والحي الشمالي باتجاه ضاحية شويكة، وجانب آخر باتجاه مخيم طولكرم، وباتجاه المنطقة الغربية للمدينة.

وتواصل قوات الاحتلال الدفع بمزيد من آلياتها وجرافاتها باتجاه المدينة ومخيمها من المحور الغربي، في الوقت الذي تجوب شوارع المدينة الرئيسية، وتتعمد إعاقة مرور مركبات المواطنين ومركبات الاسعاف من خلال إيقافها وتفتيشها واستجواب ركابها.

اعتقال وتنكيل

وفي ذات الوقت، أعاق جيش الاحتلال عمل طواقم الهلال الأحمر التي تقوم بإيصال المساعدات الى سكان المخيم رغم السماح لها بالدخول.

وفي تطور جديد، جرفت جرافات الاحتلال، مقطع من شارع نابلس في محيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة المدمر سابقا، المحاذي لمدخل مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، قبل ان تتجه باتجاه مدخله الرئيسي تمهيدا لاقتحامه، وسط سماع أصوات اشتباكات في المكان.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، شابًا ونكلت بآخرين في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.

وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الشاب أنس محمود سلهب، من خربة قلقس جنوب الخليل، الذي سلّم نفسه لقوات الاحتلال بعد أن داهمت منزل عائلته هذا اليوم عدة مرات، واعتقلت سبعة من أفرادها وأحضرت جرافة إلى المكان وهددت بهدم المنزل.

كما أوقف جنود قوات الاحتلال عددًا من الشبان في حارة جابر شرق الحرم الإبراهيمي، واحتجزتهم وفتشتهم ونكلت بهم بطريقة وحشية.

ويعاني ما يزيد على 750 عائلة فلسطينية تعيش في أحياء البلدة القديمة من مدينة الخليل، ظروفًا حياتية قاسية وبالغة الصعوبة، ارتفعت وتيرتها بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جراء سلسلة الإجراءات القمعية والعنصرية المتصاعدة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم. 

إضافة إلى اعتداءات المستوطنين المستمرة، التي شملت فرض قيود على حركة تنقل الأهالي، وفرض حظر للتجوال في الليل يمتد أحيانًا إلى النهار، إضافة إلى اقتحام المنازل والتنكيل المستمر بالمواطنين، ومنع عدد كبير منهم من الوصول إلى منازلهم.