أنجزت المقاومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، بعملية مشتركة بين كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عملية تبادل الدفعة الخامسة من المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، والتي شملت 10 محتجزين مقابل 30 قاصرًا وأسيرة اعتُقلوا بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
يأتي ذلك، بينما تشهد الدوحة جولة محادثات مكثّفة بين مسؤولين قطريين ومدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ومدير المخابرات الإسرائيلية ديفيد برنياع لتوسيع صفقة تبادل الأسرى لتشمل الرجال والجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن كبار الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وكشفت هيئة البثّ الإسرائيلية أنّ الاتفاق الجديد الذي يجري بحثه في قطر يتضمّن إطلاق سراح كل المحتجزين بغزة بمن فيهم الجنود، مقابل إطلاق إسرائيل سراح السجناء الأمنيين لديها.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنّ قطر تأمل في إحراز تقدم في الساعات والأيام المقبلة، وصولًا لوقف دائم لإطلاق النار.
وكشفت القسام عن "احتكاك ميداني" مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، نتيجة خرقه للتهدئة في شمال قطاع غزة، داعية الوسطاء لإلزام الاحتلال بكافة بنود الهدنة على الأرض.
بدوره، أعلن جيش الاحتلال إصابة عدد من جنوده شمال قطاع غزة في حوادث اعتبرها "انتهاكًا" لتفاهمات الهدنة الإنسانية.
وبينما كشفت معطيات إسرائيلية رسمية أنّ 8 جنود قُتلوا بـ"نيران صديقة" خلال أسبوع في شمالي قطاع غزة، أقرّ جيش الاحتلال اليوم الثلاثاء، بإصابة نحو ألف من جنوده منذ بداية الحرب على قطاع غزة، بينهم 202 في حالة خطيرة.
وهذه هي المرة الأولى التي يوافق فيها جيش الاحتلال على الإفصاح عن عدد جرحاه، لكنه لا يزال يتكتّم على العدد الحقيقي لقتلاه.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أسماء 3 من جنوده، أدعى أنّهم قُتلوا وتحتفظ حركة "حماس" بجثامينهم في قطاع غزة.
الاحتلال يعلن جنين منطقة عسكرية مغلقة
وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء، مدينة جنين منطقة عسكرية مغلقة، في ظل اشتباكات تشهدها المنطقة بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال المدينة وسط تحليق للمسيرات في سماء المدينة.
واستشهد شابان برصاص الاحتلال الإسرائيلي في قريتي كفرعين وبيتونيا في رام الله، بينما أُصيب فلسطيني بجروح خطيرة برصاص قوات الاحتلال في مخيم العرقوب جنوبي الخليل.
كما فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الشهيد داود عبد الرازق درس في مخيم دير عمار غرب رام الله بالضفة.
وأعلنت مؤسسات الأسرى ارتفاع عدد المعتقلين منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 3290 فلسطينيًا، من بينهم 125 امرأة و145 قاصرًا، إضافة إلى استشهاد ستة معتقلين على الأقل في السجون الإسرائيلية.
وفي جبهة لبنان، سقطت قذيفة إسرائيلية بالقرب من بلدة عيتا الشعب بجنوب لبنان، بعد ساعات من تمديد الهدنة في غزة.
انتشال 160 شهيدًا من تحت الأنقاض
إنسانيًا، تتكشّف أهوال الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة انتشال 160 شهيدًا من تحت الأنقاض ومن الشوارع والطرق، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضاف المكتب أنّ جيش الاحتلال هدم 300 ألف وحدة سكنية، بينها 50 ألف وحدة سكنية هدمها بشكل كلي، إضافة إلى 250 ألف وحدة سكنية هدمها بشكل جزئي.
كما أكد الدكتور يحيى السراج رئيس بلدية مدينة غزة لـ"العربي" أنّ الحرب على قطاع غزة أدت إلى تدمير أكثر من 60% من الوحدات السكانية في القطاع، مضيفًا أنّ سكان قطاع غزة فقدوا أكثر من 90% من مصادر المياه.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أنّ عددًا أكبر من سكان غزة معرضون للموت بسبب الأمراض مقارنة بالقصف، إذا لم يتم دعم النظام الصحي في القطاع ليعود لطبيعته بسرعة.
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في حديث إلى "العربي" أنّ أي مساعدات طبية أو وقود لم تصل إلى مستشفيات شمال قطاع غزة، مضيفًا أنّ الاحتلال الإسرائيلي ما زال يصر على إبقاء المنظومة الصحية منهارة في القطاع.
سياسيًا، أبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بضرورة محاسبة إسرائيل أمام المحاكم الدولية على جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة.
من جهته، جدّد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رفض عمّان لأي سيناريو لإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها، وفصل الضفة الغربية عن غزة، معتبرًا أنّ كليهما امتداد للأراضي الفلسطينية.
ودعت حركة "حماس" العرب والمسلمين وكافة المتضامنين مع القضية الفلسطينية في العالم، إلى تنظيم "تظاهرات واسعة" تنديدًا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الموافق 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.