في وقت تشهد أسواق الخام توترات على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا، تسبّب هجوم شنّه الحوثيون في اليمن على السعودية بخفض إنتاج مصفاة نفط تابعة لشركة أرامكو، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الطاقة الأحد.
جاء هذا في وقت أعلن فيه التحالف السعودي الإماراتي إحباط هجوم وشيك يستهدف الملاحة جنوبي البحر الأحمر.
وأكّد المسؤول في تصريح نشرته وكالة الأنباء الحكومية أن طائرات مسيّرة هاجمت محطة توزيع منتجات بترولية في جنوب المملكة مساء السبت ومعمل للغاز الطبيعي ومصفاة نفط في غرب المملكة فجر الأحد.
وأوضح أن الاعتداء على مرافق "شركة ينبع ساينوبك للتكرير" (ياسرف) أدّى إلى "انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت"، على أن يتم "التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون".
ولم يحدّد المسؤول كمية الإنتاج التي تسبب الهجوم في توقفها، علمًا أنّ طاقة المصفاة التكريرية تبلغ 400 ألف برميل يوميًا.
"عمليات عسكرية نوعية لكسر الحصار "
وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعمًا للحكومة في مواجهة الحوثيين، أعلن في وقت سابق أنّ الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت صاروخًا بالستيًا وتسع طائرات مسيرة هاجمت مناطق مختلفة في المنطقة، لكن "صواريخ كروز إيرانية" وصواريخ أخرى وطائرات مفخخة أصابت أهدافًا.
من جهتهم، أعلن الحوثيون على لسان المتحدث باسم جناحهم العسكري يحيى سريع أنهم استهدفوا منشآت في الجنوب والغرب وفي كذلك في الرياض.
وأكد أنهم "قادمون على تنفيذ عمليات عسكرية نوعية لكسر الحصار، وستشمل أهدافًا حساسة لم تكن في حسبان العدو".
صور لبعض الأضرار المدنية التي خلفها الهجوم العدائي الذي استهدف محطة تحلية المياه بالشقيق ومنشآة أرامكو بجازان.#واس_عام pic.twitter.com/7fn2pk4m38
— واس العام (@SPAregions) March 19, 2022
ووقع الهجوم قبل بضع ساعات من إعلان أرامكو عن زيادة في صافي أرباحها بنسبة 124% عام 2021 مقارنة بـ2020 حين ضربت جائحة كورونا اقتصادات العام.
وقالت الشركة العملاقة في بيان: إنّ صافي دخلها وصل إلى 412,4 مليار ريال سعودي (110,0 مليارات دولار) عام 2021، مقابل 183,8 مليار ريال (49,0 مليار دولار) عام 2020، علمًا أنها حققت أرباحًا بقيمة 88,2 مليار دولار عام 2019.
وتعد السعودية أحد أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، وتقود مع روسيا تحالف "أوبك بلاس" الذي يضم مجموعة الدول المصدرة وخارجها، ويتحكم بكميات الإنتاج في السوق.
"زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة"
وعام 2019، تعرّضت منشآت أرامكو لهجمات غير مسبوقة تسبّبت بوقف نحو نصف إنتاج المملكة لأيام. وتوعّد حينها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرد على الهجمات التي اتّهم إيران بالوقوف خلفها، لكن الرد لم يأت.
وقال المصدر في وزارة الطاقة: إنّ الهجمات المتكرّرة ضد المملكة "لا تستهدف المملكة وحدها فحسب، وإنما تستهدف زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم".
وكرر المصدر "الدعوة التي وجهتها المملكة إلى دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الاعتداءات التخريبية والإرهابية، والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها".
إحباط هجوم يستهدف الملاحة
في غضون ذلك، أعلن التحالف السعودي الإماراتي، الأحد، تدمير زورق مفخخ وإحباط هجوم وشيك يستهدف الملاحة جنوبي البحر الأحمر.
وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس): "دمرنا زورقًا مفخخًا بالحديدة (غربي اليمن)، وأحبطنا هجومًا وشيكًا يستهدف حرية الملاحة بجنوب البحر الأحمر"، من دون تفاصيل.
وأضاف: "دمرنا ما مجموعه 106 زوارق مفخخة شكلت تهديدًا لحرية الملاحة بجنوب البحر الأحمر"، منذ مطلع عام 2015.
وتابع: "جهود التحالف أسهمت في حماية خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية".
#عاجل #التحالف: دمرنا زورقاً مفخخاً بالحديدة وأحبطنا هجوماً وشيكاً يستهدف حرية الملاحة بجنوب البحر الأحمر.#واس_عام
— واس العام (@SPAregions) March 20, 2022
ولم يتهم البيان أي جهة بالوقوف وراء ذلك، لكن سبق أن أعلن التحالف العربي مرارًا، تدمير زوارق بحرية مفخخة تابعة للحوثيين.
في المقابل، لم تعقب جماعة الحوثي حول بيان التحالف حتى الآن.
هدنة في اليمن خلال رمضان
سياسيًا، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأحد، أنه بحث مع قيادي حوثي ومسؤولين عمانيين، تنفيذ هدنة خلال شهر رمضان المبارك في البلاد التي تشهد حربًا منذ نحو 7 سنوات.
وقال مكتب غروندبرغ، في تغريدة عبر تويتر: "التقى المبعوث الأممي أمس السبت بكبير مفاوضي الحوثيين، محمد عبد السلام، ومسؤولين عمانيين في مسقط".
التقى المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، أمس بكبير مفاوضي أنصار الله، محمد عبد السلام، ومسؤولين عمانيين في #مسقط لمناقشة مشاورات الأمم المتحدة الجارية، وجهود معالجة الوضع الإنساني المتدهور في #اليمن بما يتضمن هدنة محتملة في شهر رمضان المبارك. ويواصل المبعوث المباحثات مع أطراف النزاع pic.twitter.com/IharqdQxU0
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) March 20, 2022
وأفاد بأن "مباحثات غروندبرغ ناقشت مشاورات الأمم المتحدة الجارية في الأردن، وجهود معالجة الوضع الإنساني المتدهور في اليمن، بما يتضمن هدنة محتملة في شهر رمضان (يبدأ مطلع أبريل/ نيسان)".
وأضاف المكتب: "يواصل المبعوث المباحثات مع أطراف النزاع"، من دون تفاصيل أخرى.
وتأتي هذه الهدنة، بعد رفض الحوثيين مبادرة قدمها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار لأطراف النزاع في اليمن سيعقد في الرياض نهاية الشهر الجاري.